أثبتت دراسة علمية أن 30% من السيدات العربيات وبالأخص الخليجيات يعانين من مشكلات في تناسق القوام، نتيجة لتراكم الدهون والشحوم تحت الجلد بسبب العوامل الوراثية أو اضطراب الهرمونات، أو العادات السلوكية الخاطئة كعدم ممارسة الرياضة أو اتّباع عادات غذائية غير سليمة. لذا، تعدّ عملية شفط الدهون من أكثر العمليات التجميلية شيوعاً لدى النساء، فما هي أحدث التقنيات لتطبيقها؟
تـهدف عملية شفط الدهون إلى إزالة الدهون المتراكمة في مناطق معينة من الجسم، وقد أطلق عليها الباحثون الأميركيون مصطلح «المناطق العنيدة»، لصعوبة التخلّص منها سواء بممارسة الرياضة أو باتّباع الحميات الغذائية المختلفة.
«سيدتي» التقت الدكتور «إبراهيم العشري» جرّاح التجميل بمركز «المحترفون الطبي للجراحات التجميلية» في مركز النخيل بجدة، وسألته حول تقنية شفط الدهون بالموجات فوق الصوتية، وعمليات شفط الدهون بالحقن ومضاعفاتها.
شفط الدهون بالحقن
إن عملية شفط الدهون بالحقن لا تمثّل إنقاصاً للوزن بقدر ما هي تحسين لشكل القوام الخارجي للجسم، وجعله أكثر انسيابية وتناسقاً، حيث تتم إذابة الدهون المتراكمة تحت الجلد والتخلّص منها، خاصة في منطقة الخصر والورك والأرداف والقسم الخارجي من الفخذين والبطن وطرفي الخصر.
يقاس نجاح عملية الشفط بالسنتيمترات وليس بالكيلوغرامات كما يعتقد البعض، وتعتمد عملية شفط الدهون بالحقن أو «فلويد إنجكشن» Fluid Injection، على حقن المنطقة المراد علاجها بكمية كبيرة من السوائل لتمييع الدهون من أجل تسهيل شفطها، إضافة إلى تخفيف كمية النزيف والكدمات بعد العملية. ويقوم الجرّاح خلال العملية بإجراء شق بالجلد يبلغ طوله سنتيمتراً واحداً، ليمرّر داخله أنبوباً يتراوح قطره من 2 إلى 6 ملليمترات وهو ذو فتحات في نهايته. يتّصل هذا الأنبوب بجهاز شفط الدهون، ويكرّر الجرّاح إدخاله وإخراجه من المنطقة المراد الشفط منها يدوياً حتى يتحسّن شكلها. وبعد الإنتهاء من المعالجة تخاط هذه الفتحات الصغيرة بخيط طبي دقيق. في العادة، يتمّ هذا النوع من العمليات تحت التخدير الموضعي للمنطقة المعالجة، إلا في حالة إجراء عملية الشفط في مناطق متعدّدة من الجسم، حيث يخضع المريض عندها للتخدير الكلي.
الموجات فوق الصوتية
عن مزايا تقنية شفط الدهون بالموجات فوق الصوتية ومدى تلافيها للمضاعفات السلبية للتقنية التقليدية، أي تقنية الشفط بالحقن أوضح قائلاً: إن عملية شفط الدهون بالموجات فـوق الصوتيــة «التراسونـد ليبوسكشن» Ultrasound Liposuction هـــــــي عملية جديدة نوعاً ما في جراحات التجميل، حيث يتمّ فيها استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية الهزّاز لخلط وإذابة الدهون قبل شفطها في الموضع المستهدف، مما يزيد كفاءة وفاعلية الشفط وتصبح المنطقة المعالجة بالتالي أكثر تناسقاً وشكلها أكثر انسيابية، ما يضفي جمالاً أنثوياً على قوام المرأة بالمقارنة مع الطريقة التقليدية في الشفط، كما يحافظ على سلامة الأعصاب والأوعية الدموية وألياف الكولاجين تحت الجلد. ولهذه التقنية ميزة خاصة في شفط الدهون من منطقة الرقبة والوجه، ولاسيما أن هذه المناطق مليئة بالأعصاب والأوعية الدموية. ومن مزايا تقنية الموجات فوق الصوتية صغر الجرح الطبي الذي لا يحتاج إلى خياطة طبية لسرعة وسهولة التئامه ومعافاته، بالإضافة إلى عدم الحاجة للتخدير الكلي الذي يخشاه معظم المرضى. وتستغرق العملية من ساعة إلى ثلاث ساعات كحد أقصى وهي تسمح للمريضة بمغادرة المستشفى في نفس يوم العملية.
توصيات ما قبل العملية
حدّد الدكتور العشري توصيات علاجية مهمة لضمان أفضل النتائج بعد العملية من أجل الحصول على قوام أكثر تناسقاً وجاذبية قائلاً: يجب ألا تزيد كتلة الجسم عن 35 لإنجاح عملية الشفط، ويكون الشفط في مناطق لم تفلح معها نظم التخسيس أو ممارسة الرياضة مما يجعلها غير متناسقة مع باقي الجسم، علاوة على أنه كلما كانت المريضة صغيرة في السن كلما زادت كفاءة وفاعلية الشفط، فصغار السن يتمتّعون بمرونة في الجلد تسمح لهم بالإحتفاظ بشكله فوق المنطقة التي أزيلت منها الشحوم بعد أن صغر حجمها بشفط الدهون منها. كما لا ينصح بعملية شفط الدهون لمن يعانون من أمراض حادة بالرئتين أو الكليتين أو الدورة الدموية بسبب فقدان الكثير من السوائل والدم خلال العملية، ويجب ألا يزيد الشفط عن 2 إلى 3 لترات من إجمالي الدهون بالجسم لعدم الإخلال بتوازن السوائل وتعريض حياة المريض للخطر. إذا كانت كمية الدهون كبيرة يتم أخذ استراحة بعد العملية لمدة ستة أشهر ثم معاودة إجرائها حتى يكون جسم المريض استعاد العناصر المفقودة منه بعد عملية الشفط الأولى، ويجب أيضاً على المريضة تجنّب الأكلات السريعة ذات السعرات الحرارية المرتفعة والقيمة الغذائية المنخفضة، والتي تؤدّي إلى تراكم الدهون وزيادة الطبقات الشحمية تحت الجلد، علاوة على مواظبتها على ممارسة الرياضة بشكل منتظم وثابت للتخلص من السلوليت الموجود مسبقاً وإعطاء الجلد المرونة الكافية لتجنّب الترهّل بعد العملية.