جذبتني الممثلة الأميركية ليف تايلور ببساطتها وخفّة دمها، منذ أول وهلة، حين التقيتُ بها لإجراء هذا الحوار. عفوية جداً في إجاباتها، لكنها رغم عفويتها لا تردّ بسرعة على الأسئلة ذات الطابع الشخصي، التي لم تكن تنتظر أن نطرحها عليها، فتجيب أولاً بضحكة، ثم تتحدّث باقتضاب شديد، وبحرص واضح على عدم الخوض في ما يتعلّق بخصوصيات حياتها الشخصية. بسعادة واضحة تقول إنها تعتبر نفسها محظوظة جداً، لأنها تعيش أمومتها بكل معاني هذه الكلمة، ولأن دار «جيفنشي»، التي اختارتها وجهاً إعلانياً لها، تعاملها وكأنها أميرة. أما عن حياتها الفنية، فثقوا أن سر نجاحها يكمن في الإختيارات الموفّقة، لذا، فهي لا توافق إلا على الأفلام التي تلائم قناعتها... في ما يلي نص الحوار.
- منذ سنتين، أصبحت أمّاً لطفل. ما الذي أضافته لك الأمومة؟
طوال عمري، كنت أتمنى أن أصبح أمّاً. الأمومة غيّرت أشياء كثيرة في حياتي، وقد عشتُ مرحلة الحمل والولادة في سعادة بالغة. فمنذ أن كنتُ طفلة، كنتُ أحب اللعب كثيراً بدميتي، وكنتُ أعتبرها ابنتي.. إحساس الأمومة شيء رائع، لا يمكن أن يعوّضه أي شيء آخر في الحياة. ولا يمكن، حقاً، أن تتصوّري مدى سعادتي بالوقت الذي أقضيه
برفقة ابني...
- هل أثّرت الأمومة على حياتك الفنية؟
أنا لا أفكّر في هذه المسائل. لقد أنجبتُ، لأنني كنتُ أريد أن أكون أمّاً. وأنا أقوم بدوري كأم على أحسن وجه، وأرفض أن تؤثّر عليّ الضغوط المهنية. حقيقة أنا أعشق عملي، وصحيح أن عملي كممثلة يتطلّب القيام بأسفار متعدّدة، وبالتالي التغيّب عن المنزل، ومن الصعب التوفيق بين الأمومة وكل ما أقوم به من نشاطات. لكنني، لحد الآن، استطعت التوفيق بين عملي ودوري كأم. والفن لا يفرض علينا العمل أو الدوام في أوقات محدّدة، مثل باقي المهن. لذا، فإن بإمكاننا، إذا توفّرت لدينا الإرادة، النجاح في العمل الفني وفي الوقت ذاته القيام بنشاطات وأشياء أخرى، سواء كانت اجتماعية أو عائلية...
سفيرة عطر
- منذ سنوات، إختارتك دار «جيفنشي» Givenchy كسفيرة جمال ووجه إعلاني لها. كيف تعيشين هذه التجربة؟
في الحقيقة، تجربتي مع دار «جيفنشي» أضافت لي الكثير. فأنا أكتشف عالماً مختلفاً تماماً عن عالم السينما، وسعيدة جداً بتعاملي مع هذه الدار العريقة، التي تعدّ رمزاً للجمال والأناقة. والجميع في هذه الدار يعاملونني وكأنني أميرة، والأيام التي أقضيها برفقة فريق دار «جيفنشي» هي دوماً رائعة، أشعر خلالها وأنني في حلم جميل. أقول هذا، لأن العمل في السينما صعب وشاق جداً. أما ما أقوم به في دار «جيفنشي»، فإنه يساعدني على الإبتعاد عن أجواء التوتر وضغوط العمل السينمائي. لهذا السبب، أعتبر أنني محظوظة جداً باختياري سفيرة جمال لـ «جيفنشي».
- هل أنت من الممثلات اللواتي يعتبرن أن النجومية أو الشهرة هدف ينبغي تحقيقه والحفاظ عليه، مهما كانت الظروف؟
أنا أعشق السينما، وعندما أوافق على أداء دور معين، فإنني أقوم به بكل تفانٍ. ولكنني، لست مستعدّة للتضحية بكل شيء من أجل النجاح في هذه المهنة. هناك حدود ألتزم بها، كما أنني أفكّر ملياً قبل اتّخاذ أي قرار سينمائي، ولا أختار من الأدوار سوى ما يوافق قناعاتي ويقدّم إضافة إلى مسيرتي الفنية. أما النجومية، فهي ليست من أولوياتي. أنا إنسانة عادية، وأحب أن أعيش حياة عادية، ولست ممّن يحبّون السهرات الليلية كثيراً، ولست مهووسة بمسيرتي الفنية ولا بالشهرة، كما أنني لا أحرص على الظهور دائماً بأزياء على الموضة، فأنا مثلاً، لا أجيد اختيار حقائب اليد (تضحك...)، لكنني أحبّ جداً حقائب يد دار «جيفنشي»...
- ما معني الجمال بالنسبة إليك؟
الجمال الحقيقي هو الجمال الأصلي الذي ينبع من داخل الإنسان. طبعاً، للجمال أوجه عدّة وأشكال مختلفة، ولكن بالنسبة إليّ، الجمال الأهم هو جمال الروح. وما أقوم به في دار «جيفنشي» لا يتناقض مع ما قلته آنفاً، لأننا في هذه الدار نقدّم الجمال في أرقى أشكاله. وقد بدأت الإهتمام بالجمال والموضة وأنا في سن صغيرة جداً، وتشبّعت من جمال والدتي، التي كانت عارضة أزياء. وعندما كنتُ طفلة، كانت والدتي تقدّم لي النصح، كأن أقوم بإظهار جمال ساقيّ عندما أجلس، لأنهما طويلتان جداً...