إن أكثر ما يسعى إليه الإنسان هو رغبته في أن يعيش السعادة الدائمة التي لا وجود لها، ويبحث عن راحة البال وينتظر تحقيق أمنياتٍ تجعله يعيش كل ذلك، في الوقت ذاته وأنت منغمس في البحث والسعي، تكثر حولك الابتلاءات والمصاعب، وكلما اقتربت مما تريد يأتيك ما لا تُريد، ليُعكر صفو حياتك! ثم تسأل لماذا الآن؟ ولماذا أنا؟ ومتى سأصل وكيف؟ والكثير من التساؤلات التي لن تجد لها أجوبة.
يبدأ كل تركيزك على حياة من حولك، فستجد كل من تراه وتعرفه سعيداً في حياته ويصل إلى ما يريد من دون تعب، هذا ما تراه وتعرفه فقط، والحقيقة أن الجميع بلا استثناء لديه من الهم ما يكفيه.
«هذه الحياة» ما بين فرح وحزن، ما بين راحة وهم، ما بين ضيقٍ وفرج، وكل ما عليك الاختيار ما بين السخط أم الرضا، ما بين اليأس أم الأمل، يجب أن تُعوّد نفسك على تقبّل كل الظروف وتتعايش معها أياً كانت «هذه الحياة».
وتذكر تلك الأيام التي كُنت تعتقد أنها لن تمر ولم تكن لتمر لولا تعايشك معها، تذكر تلك اللحظات التي تألمت بها، وكنت تعتقد أنها نهايتك، ولم تكن لتمر لولا رضاك بها، «هذه الحياة».
لن تعيش السعادة الدائمة إلا بحب ما تملك، وأن تُحب الحياة كما هي حينها سترى النتيجة التي تُرضيك وتريدها ولا تنتظر شيئاً لن يأتيك إلّا منك! «هذه الحياة».