نحتفلُ بكلِّ يومٍ عالمي، ونُعطيه حقَّه غالباً، ما عدا هذا اليوم فقد يمرُّ مرورَ الكرامِ على الرغمِ من أنه يومٌ، يستحقُّ منَّا أن نُعطيه كلَّ مشاعرِ الحبِّ، والثناءِ، وأن نحتفلَ به. إنه "يومُ الأبِ العالمي"، وهل يكفيكَ يومٌ يا أبي؟! العمرُ كلُّه لن يكفي.
أوُّلُ كلمةٍ، وأوُّلُ حبٍّ، وأوفى صديقٍ في حياتي، مُعلِّمي، ومُلهمي. مَن مدَّني بالقوَّةِ، وعلَّمني الكفاحَ والصبر. مَن منحني العطاءَ دون انتظارِ مقابلٍ. مَن سعى من أجلي دون انتظارِ نتائجَ، وإن استمتعَ بالرحلةِ. بفضلِه، بعد الله، حقَّقتُ أحلامي، ووصلتُ إلى طموحاتي التي ورثتُ حبَّها منه.
تعلَّمتُ منه أن أثقَ بقدراتي دائماً، وأن أحبَّ نفسي كيفما كنت، وألَّا أُصغي للشامتين، ومَن ينتقدُ بكرهٍ وحقدٍ، بل أستمعُ جيِّداً لمَن ينتقدُ بحبٍّ. تعلَّمتُ منه أن أفعلَ كلَّ فكرةٍ، وكلَّ أمرٍ أريده وأرغب به دون تردُّدٍ، أو التفاتٍ لأحدٍ طالما أن سعادتي تكونُ فيه.
أخذتُ منه أن كلَّ خطأ أقترفه، سأتحمَّلُ نتائجه وحدي، وأصحِّحه وحدي، ويكونُ لي درساً، وألَّا أجعل أي شخصٍ يستغلُّني، أو يستغفلني، أو حتى يُحزنني، وبالتأكيد ألَّا أسمح لأحدٍ أن يؤذيني، وكثيرٌ من أمورٍ أخرى، ستبقى دائماً في مسمعي.
في المقابل، عَلِمتُ أن غضبه حبٌّ، ورفضه خوفٌ، وأني لن أجدَ أحداً مثله.
أبي، أحبُّك بقدرِ ما تعلَّمتُ منك، وكلّ عامٍ وأنتَ حبيبي وصديقي ومعي دائماً، كلّ عامٍ وكلُّ أبٍ بخيرٍ. صدقاً، كلُّ الكلماتِ تعجزُ عن وصفِ حبِّنا لكم، وعن تقديرنا وشكرنا لتعبكم من أجلنا.