تعاطفك مع من يُعاني، وخوفك على من يُجاهد في هذه الحياة، ومدّ يد العون له، ومحاولة العطاء بكل ما أوتيت، وشعورك بالذنب تجاه معاناته وعجزك عندما يفوق الأمر قدرتك، ومع الجميع لا يهمك ديانته ولا جنسيته ولا عرقه ولا طائفته، هُنا تكمن إنسانيتك وتتعلم "أن تكون إنساناً"!
ولكن، حاول ألا تجعل تعاطفك يتجاوز أموراً مهمة في حياتك، وخوفك يُعيق يومك، وحرصك تجاه تلك المعاناة وأحداثها يُعرقل حياتك، وعطاءك يأخذ منك، وشعورك بالذنب والعجز يُنسيك نعمك. نعم، تعلم "أن تكون إنساناً" من دون أن تخسر نفسك وتُهلكها فيما ليس لك حيلةً ولا قدرة على تغييره.
تعلم "أن تكون إنساناً" من دون أن تتعمق في تفاصيل كل ما يحدث حولك بشكلٍ مبالغ فيه قد يجعلك تتشاءم وتهلك، وعندما تُدرك كل تلك المشاعر ابتعد قليلاً، ابتعد من دون نسيان الذي يُعاني من دعائك، ابتعد قليلاً حين تشعر بأنك لا تستحق النعم التي تمتلكها بينما هُناك من يفتقد أقلّها وأبسطها، بل في هذه اللحظة بالتحديد استشعر كل نعمة، واحمد واشكر ليلاً نهارًا، فإن النعم لا تدوم، ولست أنت من يقرر استحقاقها.
تعلم "أن تكون إنساناً" وتذكر دائماً أن المشهد من بعيد لا يبدو كما هو، بل يعيشه برحمة الرحيم العظيم ويهونها عليه!