هناك ثقافة منتشرة بين معظم الفنانين والفنانات السعوديين الشباب، وهي السرية التامة في كل شيء، ولذلك هناك عنصر مفاجأة دائماً فيما يخصهم من أعمال، معظم الأعمال لا نعرف عنها حتى لحظة عرضها، ليس كما يحدث مع أعمال عربية أخرى.
يتذرع الفنانون الشباب بشروط الإنتاج المعقدة، والتحذيرات المسبقة، وما يتم توقيعهم عليه من التزام بالسرية، ولذلك يتخوفون من الإشارة لهذه الأعمال عندما يُسألون عما يحضرون له، ولكنهم، بالنسبة لي، لا يبدون مجبرين لأن هناك العديد من المخارج التي لا أجدهم يبذلون أي مجهود لاستخدامها، على الأقل أنا أتوقع منهم الحديث عن أنفسهم بعيداً عن تفاصيل تلك الأعمال.
مؤخراً قمت بنشر فيديو عاتبت فيه الممثلين الشباب بسبب ما نبذله من مجهود كصحافة لا يقابلونه بما ننتظره من تقدير، بمعنى أننا نذهب إليهم محملين بالعديد من الأسئلة وغالباً ما نعود مع القليل جداً من الإجابات، حيث يتحفظ معظم الممثلين الشباب على الكثير من المعلومات، مع أنه من الممكن أن تكون تلك المعلومات بسيطة ومختصرة من دون الكشف عن أي تفاصيل، ما يجعلني أتساءل: «ما الذي يمنع الفنان من أن يقول لدي نص أقرأه لمسلسل لإحدى المنصات لم أتخذ قراراً بشأنه بعد، وبروفات لمسرحية قادمة في الصيف، وفيلم قصير سأبدأ تصويره في نهاية العام».. هذا مثال لتصريح مقتضب واضح ومباشر وخالٍ من أي تفاصيل يخرج النجم من أي حرج مع الصحافي أو المراسل الذي يحاوره، ويعطي الصحافي مادة ليضيفها إلى مادته الصحفية التي جاء من أجلها.
الوسط الفني الشاب تحديداً لم يحب ما قلت، معتقدين أنه هجوم وانتقاد متعمد، في حين كان ما أقصده هو العكس تماماً، فلقد خرجت بفكرة تصوير هذا الفيديو لتمرير عتب من الممكن جداً أن يتوقف عنده الفنانون الشباب، ليفكروا دائماً بأن هناك مخرج لأي سؤال صحفي، المهم ألا أترك الصحافة من دون إجابات.
هذا مثال على ما ننتظره كصحافة، الأمر بسيط للغاية يخدم الطرفين ويخرجهما من الحوار بارتياح، أي أنه تمهيد لجديد الفنان قبل الإعلان في الوقت المناسب عما قال إنه يحضر له سابقاً، بينما يوفر للصحافي مادة جديدة، لأن هذا ما يقوم عليه عمله أصلاً.. البحث عن مواد وأخبار صحفية جديدة.
ربما يفتقد الكثير من الصحافيين والفنانين الجدد لمهارات هذه الحوارات السريعة، الصحافي لا يعرف كيف يُخرج من الفنان المعلومة التي يريد، بينما لا يعرف الفنان كيف يخدم نفسه طوال الوقت إعلامياً، ويسخر أي فرصة لمصلحته، وطبعاً سيتطور الأمر مع الوقت المهم أن يعيا أنهما يعملان لمصلحة بعضهما وليس العكس.