سينما المرأة ليست أقل إقبالاً في السعودية.. ولكن!!

سهى الوعل
سهى الوعل
سهى الوعل

جانبٌ كبيرٌ، توليه المرأةُ لقضاياها في السينما السعوديَّة، فصانعاتُ الأفلامِ، يناقشن موضوعاتهن بحرصٍ وذكاءٍ كبيرَين، لكنْ تنقصهن المواردُ الكافيةُ فقط.

هذا لا يعني أن 2024 لم يشهد تحوُّلاتٍ عدة، ولحظاتِ نجاحٍ مميَّزةً، بل على العكسِ تماماً، برزت مشاهدُ للحظاتِ نجاحٍ، صيغت في العامِ الماضي، وكُتِبَ لها أن تكون للتاريخ، مشاهدُ، تستحقُّ ذلك فعلاً، في مقدِّمتها مشاركةُ فيلمِ "نورة" في مهرجانِ كان السينمائي، والنجاحُ الكبيرُ الذي حقَّقته بطلتُه ذات الـ 17 عاماً، آنذاك، على السجَّادةِ الحمراءِ في الحدثِ الفنِّي الدولي، والاهتمامُ الكبيرُ بها من قِبل وسائلِ الإعلامِ العالميَّة، لا سيما بعد فوزِ الفيلمِ بتنويه خاصٍّ من لجنةِ تحكيمِ مسابقةِ «نظرة ما». وهذا بالمناسبةِ الوجودُ الأوَّلُ للسعوديَّة ضمن أي مسابقةٍ في مهرجانِ كان السينمائي، وتحديداً على يدِ المخرجِ توفيق الزايدي.

بلغةِ الأرقامِ، تشيرُ بعض الأقلامِ الصحفيَّة إلى أفلامِ المرأةِ بأنها الأضعفُ، والأقلُّ قدرةً على المنافسةِ، فعامَ 2024، وحسبَ الإحصاءاتِ، لم يكن للسينمائيَّات السعوديَّات حضورٌ ضمن قائمةِ الأفلامِ الثلاثة الأعلى مبيعاً في شبَّاك التذاكرِ السعودي، إذ تصدَّر فيلمُ «مندوب الليل» القائمةَ، وجاء بعده «شباب البومب»، من ثم «حوجن»، لكنْ هذه مقارنةٌ غير عادلةٍ فمن بين 13 فيلماً جماهيرياً سعودياً، عُرِضَت في دورِ السينما عامَ 2024، كان هناك عملٌ واحدٌ، يناقشُ قضيَّةً نسائيَّةً بمعاناةِ فتاةِ المدينةِ المرغمةِ على حياةِ القرية، وهو فيلمُ «نورة» القادمُ من المهرجاناتِ الدوليَّة، الذي عُرِضَ في دورِ السينما دون تمهيدٍ، أو تسويقٍ! بينما عُرِضَ فيلمان سعوديان فقط على المنصَّاتِ، هما «بسمة»، و«جرس إنذار»، وكلاهما نسائي.

وبين هذين الفيلمَين، تفوَّق «جرس إنذار» بحصده مركزاً متقدِّماً جداً ضمن قائمةِ أفضلِ عشرةِ أفلامٍ عربيَّةٍ في 37 دولةً على «نتفلكس»، في مقدِّمتها المكسيك، وإسبانيا، والأرجنتين.

من جهةٍ أخرى، هناك حقيقةٌ، لا بدَّ من الاعترافِ بها، وهي عدمُ وجودِ أي «نجمةِ شبَّاكٍ» في السعوديَّة حتى الآن! وهو أمرٌ آخرُ، يتردَّدُ بسببه المنتجون قبل الموافقةِ على إنتاجِ أي فيلمٍ عن المرأةِ، أو لها، بمعنى أنه لم يسبق لأي فيلمٍ من إخراجِ امرأةٍ، أو من بطولةٍ امرأةٍ، أن نجحَ في الشبَّاك، نستثني من ذلك عامَ 2024، إذ لم تحضر السينمائيَّاتُ في شبَّاك التذاكرِ من الأساسِ على الرغم من حضورهن القوي في المهرجاناتِ، واجتهاداتهن على المنصَّات.

هنا، يأتي السؤالُ الأهمُّ الآن، وهو: هل تُعاني المرأةُ لتصنعَ أفلاماً لها وعنها؟

نظراً للمبادراتِ المتنوِّعةِ، وصناديقِ الدعمِ التي تولي السينمائيَّاتِ اهتماماً لافتاً، يتفوَّقُ عددُ الجوائزِ التي حصدتها صانعاتُ الأفلامِ في سوقِ إنتاجِ مهرجانِ أفلامِ السعوديَّة، وسوقِ إنتاجِ مهرجانِ البحرِ الأحمرِ السينمائي الدولي في 2024 على العامِ الماضي، وهي المشروعاتُ التي نعوِّلُ عليها لتبصرَ النورَ خلال العامَين المقبلَين، وتُعزِّزَ حضورَ السينمائيَّاتِ السعوديَّات في شبَّاك التذاكرِ بالتحديد، فسينما المرأةِ في السعوديَّة، ليست أقلَّ إقبالاً، لكنْ لا وجودَ لصانعاتِ الأفلامِ على الشبَّاك بعد.