لماذا تلمع النجمات بعد الانفصال؟

سهى الوعل
سهى الوعل
سهى الوعل

الزواجُ والطلاقُ أمرٌ محيِّرٌ، اجتماعياً وفنياً. وفي محاولةٍ لدراسةِ أسبابِ تراجعِ معظمِ النجماتِ بالذات بعد الزواج، وعودتهن بقوَّةٍ للأضواءِ عقب الطلاقِ، أسلِّطُ الضوءَ في هذا المقالِ على الأمرِ، علَّني أفهمُ ما يحدثُ اجتماعياً من الأساسِ.

بالعودةِ للخلفِ، أنظرُ للنجماتِ، فأرى الأمرَ شائعاً. أهمُّ الفنَّاناتِ مررن بهذه الحالةِ، في مقدِّمتهن فاتن حمامة، وربما يعودُ ذلك للمسؤوليَّاتِ الإضافيَّة التي تُلقى على عاتقهن عند ارتباطهن، وهن في هذا يختلفن عن النجومِ الذكورِ، ولو أن بعضهم أيضاً تتراجعُ نجوميَّته بعد إعلانه الزواج! لكنْ، بالنسبةِ للنجمات، الأمرُ متكرِّرٌ وواضحٌ بشكلٍ أكبر، وهو في رأيي منطقي، لكنَّه دائماً ما يكون محيِّراً.

خلال الأعوامِ العشرةِ الأخيرةِ، بغضِّ النظر عمَّا قبلها، رأينا روبي، حلا شيحة، بلقيس، أيتن عامر، شيرين، عبير نعمة، وليلى علوي، وغيرهن، يعدن للضوءِ بعد الانفصالِ، وكأنَّهن عدن للحياةِ مع شهيَّةٍ كبيرةٍ للفنِّ، والجمهورِ، والعمل! وكأنَّ الزواجَ كان عائقاً، أو كأنَّ فترةَ ارتباطهن، كانت استراحةَ مُحاربٍ، لكنْ في رأيي الأمرُ ليس كما نعتقد، لأن أخرياتٍ لمعن أكثر تحت مظلَّةِ الزواج مثل الفنَّانات نوال، أصالة، كارمن سليمان، وياسمين عبد العزيز، وقبلهن يسرا، أحلام، منى زكي، وهند صبري، وأخرياتٌ.

إذاً ما الذي يحدثُ؟!

الفنُّ كما تصفه يسرا، يتطلَّبُ قوَّةَ إرادةٍ، وقوَّةَ شخصيَّةٍ، وكثيراً من العمل. والنجماتُ دائماً ما يؤكدن على ذلك، لكنْ الزواجُ في رأيي، هو الاختبارُ العلني الذي يُظهِرُ من منهن تتمتَّع بكلِّ ما تقدَّم، ومَن التي تدَّعي القوَّة، لكنَّها في الواقعِ تفتقرُ لها، وهو اختبارٌ حقيقي وصعبٌ جداً، وبالتأكيد لا يمكن لومهن، بل يجبُ تفهُّمهن.

الجمهورُ المُحبُّ، يفضِّلُ دوماً أن يبدأ بلومِ أزواجِ هؤلاء الفنَّانات بناءً على ما يراه من معطياتٍ، لكنْ في الواقعِ هناك حقائقُ أخرى غير ظاهرةٍ مع أنها موجودةٌ، تخصُّ الفنَّانةَ أوَّلاً قبل زوجها، حقائقُ تتعلَّقُ بمفهومِ هذه الفنَّانةِ للزواجِ، وقدرتها على الموازنةِ، فالفنَّانةُ التي تضعُ الفنَّ والعائلةَ على كفَّتين مختلفتين من الميزان، ستخسرُ أهمَّ شيءٍ لاستمراريتها فنياً بقوَّةٍ، وهو الشغفُ، لأن الفنَّ ببساطةٍ (شغفٌ)، بينما العائلةُ (حياةٌ)، والموازنةُ هنا غير متكافئةٍ، والميزانُ بالتأكيد سيختلُّ!

في المقابلِ، هناك فنَّاناتٌ، ينجحن في عملِ هذا الموازنةِ، ويضعن (الحياةَ) في الكفَّةِ نفسها مع (الشغفِ)، لذا ينجحن في الاستمرارِ بالقوَّة ذاتها، بل أحياناً بقوَّةٍ أكبر حيث يُشعلن حياتهن بالشغفِ، وينجحن في الحفاظِ على الأمرين.

بعيداً عن الفنِّ، وبقياسِ كلِّ ذلك على أي مهنةٍ في الحياةِ، سنتفهَّمُ ما يحدثُ اجتماعياً، وفي رأيي الأمرُ يتعلَّقُ بالمفاهيمِ أوَّلاً، من ثم القدرة على الموازنةِ، فالشغفُ لا يقفُ في وجه الحياةِ، بل معها، وإن استوعبنا ذلك، فسننجو، ونستمرُّ، و(نلمع).