نجاح كبير يحققه أحمد سعد في السنوات الثلاث الأخيرة، لا أعتقد أنه يحدث مع نجم آخر حالياً، أحمد الذي يملك كاريزما كبيرة، وصوتاً مهماً، وذكاء ملحوظاً في اختياراته الفنية، والذي يُعدّ الآن واحداً من أكثر الأسماء طلباً للحفلات في الوطن العربي، وبالطبع هو نجاح مُستحق كونه يملك أرشيفاً مناسباً لهذه الحفلات والمناسبات من الأغاني، وما يكفي من خفة الظل واللطف ليُعطي كل محفل حقه.
التقيت أحمد أكثر من مرة في السعودية، واكتشفت أنه يملك طريقته الخاصة في التعاطي مع الجمهور ومع الصحافة، طريقة تترك عنه انطباعاً أكثر من جيد عند الجميع، ولذلك أستغرب ما يحدث معه مؤخراً، رغم أنه قليلاً ما يُخطئ بحق أي أحد، فهو في الكواليس لا يختلف كثيراً عن المسرح أو مواقع التواصل، بل على العكس.. تزيد حماسته عندما يكون محاطاً بالناس، حتى وإن لم يكن يملك وقتاً أو طاقة للحديث معهم.
مؤخراً، هناك الكثير من الأحداث المثيرة للجدل التي تحدث حول أحمد سعد وتشغل الصحافة والجمهور عن نجاحاته، ومع أنني عادةً ممن لا يميلون إلى نظرية المؤامرة، إلا أنني وفيما يخص أحمد سعد لم أعد أشعر بأن الأمر يحدث بشكل تلقائي، وكأن هناك من يحاول إيقاعه في أي خطأ ليُحرجه.
حالياً، هناك علاقة ناضجة جداً تجمع أحمد بأهل الفن، وبجمهوره في كل الوطن العربي، وهو أمر لو تعمقنا أكثر في الوسط الغنائي بالذات سنجد أنه مستفز للكثيرين، فالوسط الغنائي من الأوساط الأكثر انقساماً، ولذلك هناك من يحاول الإطاحة دائماً بنجوم الساعة، وهذا بالضبط ما يحدث مع أحمد سعد حالياً.
ما أشير إليه لا يعني أنني أوافق على انفعال أحمد سعد الأخير في تونس أمام الصحافة، لكنني في المقابل لم أقتنع بالهجوم الذي طاله بعد ذلك، وبوجهة نظر مهنية أحمد صاحب حق، لأنه فنان ذهب إلى بلد آخر بغرض إقامة حفل فني فتم الاعتداء على خصوصيته، وفرض شروط غير واردة في العقد، والتقليل منه أمام الإعلام ومقاطعته، ومحاولة قلب الرأي العام عليه باستخدام مفردات ليس لها علاقة بموضوع الخلاف، وبعد كل ذلك فضلت الجهات النقابية أن تصدر بياناً ليس فيه ولو إشارة واحدة لما تعرض له الفنان من إساءة، على الرغم من أن هذا الفنان يُعدّ أحد أعضاء النقابة، ليس هذا وحسب، بل واستغلال الحدث لتمرير رسالة جديدة عن رغبة النقابة فرض سطوتها على تعاقدات الفنانين الخارجية، التي ليس لهم أي علاقة بها.