البوستر والجمهور.. والانطباعات العاطفية الأولى!

سهى الوعل
سهى الوعل
سهى الوعل

انتقادات كثيرة تطال معظم «بوسترات» الأعمال العربية السينمائية والدرامية، والسبب تحول معظم هذه البوسترات إلى صور جماعية تشبه صور العيد والمناسبات.

الجمهور يعتقد أن المنتجين يفعلون ذلك رغبةً في إرضاء أكبر عدد من الممثلين في العمل، والحقيقة أنهم يفعلون ذلك لأسباب أخرى.. أهمها أن الرهان أصبح صعباً على نجم أو اثنين، في وقت أصبح يتفوق فيه النجوم الثانويين على الأبطال في الكثير من الأحيان، بالإضافة لسبب آخر يتعلق بميزانية الإنتاج وكيفية توزيعها، حيث تأخذ هذه التفاصيل حالياً أقل قدر من الاهتمام، وبعدما كان هناك فريق متخصص يعمل فقط على البوسترات والإعلانات التمهيدية للفيلم بميزانيات جيدة، أصبحت هذه المهمة توكل لأشخاص من العاملين على الفيلم ممن يعرفون كيف يعملون على برامج «الغرافيكس»، ليس من الضرورة أن يكونوا مفكرين وذوي رؤية.. الأهم أن يكونوا قادرين على إخراج البوستر، بأي شكل كان.

المنتج حالياً وأحياناً البطل، هو المسؤول عن اتخاذ القرار فيما يخص الشكل النهائي للبوستر الرئيس لمعظم الأفلام، ولذلك يخرج البوستر بالشكل الذي نراه، وكأنه صورة عن الصفحة الفنية لإحدى المجلات القديمة، كلما زاد عدد الفنانين فيها أصبحت جاذبة أكثر، البطل الرئيس في المقدمة بمقاس كبير والبقية خلفه بمختلف المقاسات، وطبعاً يتحكم بمقاس الصورة عدد متابعي صاحب الصورة على مواقع التواصل وليس مساحة دوره بالعمل!

السؤال الآن: هل يؤثر «البوستر» على نجاح العمل؟!

الإجابة تتلخص في جملة واحدة: «البوستر والجمهور علاقة حب.. تقوم على الانطباعات الأولى»..

وكمثال على هذا الأمر، نسترجع فيلم «الهامور ح. ع» وما كان يكتبه الجمهور عن العمل بعد النجاح الكبير الذي حققه بصعوبة، حيث كان الإقبال ضعيفاً على الفيلم في الأسبوعين الأولين، ومن ثم استطاع العمل أن يروج لنفسه جيداً من خلال آراء من شاهده من الجمهور لترتفع أسهمه في دور السينما سريعاً ويفرض وجوده في قوائم الأعلى مشاهدة لأسابيع طويلة.

الجمهور كان يكتب أنه لم يقبل على الفيلم منذ الأسبوع الأول لأن «البوستر» كان منفراً، مليئاً بالصور لنجوم جدد، وخالياً من أي فكرة، ما جعل المشاهد يعتقد أن الفيلم يعاني من الإشكالات نفسها، ليكتشف لاحقاً أن الفيلم جيد جداً، وأن البوستر لم يكن يعبر عنه.

ولذلك يجب أن نتوقف عند الخلاصة: «البوستر يجب أن يعبر عن الفيلم وليس أن يعرّف عن فريقه».. وهنا أسترجع بوستر فيلم «وجدة».