المرونةُ، تعني قدرةَ المرءِ على التَّعاملِ مع ما يعترضُه من مواقفَ صعبةٍ، فيحوِّلها إلى قوَّةٍ، وقدرةٍ على مواصلةِ الحياة، وصاحبُ الشَّخصيَّةِ المرنةِ، يتمتَّعُ بقوَّةٍ داخليَّةٍ، تكون بمنزلةِ مضخَّةٍ لبثِّ النَّشاطِ، والقدرةِ على التَّغييرِ، بما يتناسبُ مع المواقفِ الحاصلةِ، فعند حدوثِ أمرٍ سيئٍ، سيشعرُ المرءُ بحزنٍ داخله، وأحياناً يرافقه غضبٌ وألمٌ، لكنْ بامتلاكه المرونةَ، سيتقبَّلُ ما يحصلُ له بإيجابيَّةٍ، وسيعملُ على الخروجِ من الموقفِ بأقلِّ الخسائرِ الممكنةِ، سواءَ النَّفسيَّة، أو الجسديَّة، بالتَّالي التَّأقلم مع الحدثِ الجديدِ بشكلٍ إيجابي.
ثم إنَّ امتلاكَ المرءِ الذَّكاءَ العاطفي، سيجعلُه قادراً على التَّواصلِ مع مَن حوله، وبناءِ علاقاتٍ جيِّدةٍ معهم؛ وهذه العلاقاتُ، ستمنحه شعوراً بالرَّاحةِ والنَّجاحِ، خاصَّةً إن كانت العلاقاتُ إيجابيَّةً، ومع أشخاصٍ إيجابيين متفائلين فاعلين في المجتمعِ. كما أنَّ الذَّكاءَ العاطفي، يجعلُ الشَّخصَ مرناً، يتعلَّمُ من ماضيه، ويكون قادراً على التَّغييرِ، واستكشافِ الأفضلِ، بالتَّالي سيسهلُ عليه التَّكيُّف لمواجهةِ التَّحدِّياتِ المستقبليَّةِ الجديدةِ، فالتَّغييرُ أمرٌ محتومٌ، يجبُ أن يرافقَ المرءَ في كلِّ أمورِ حياته، خاصَّةً في ظلِّ التَّغيُّرات المجتمعيَّة التي تحدثُ، حتَّى إنَّ التَّغييرَ، يجبُ أن يشملَ تربيتنا أطفالنا فيما يعودُ عليهم بالخيرِ والفائدةِ، فمبادئُ التَّربيةِ التي كانت متَّبعةً في الزَّمنِ القديمِ، ما زالت قائمةً، فهي أساسيَّةٌ، لكنْ لا بدَّ أن تطرأ عليها تغييراتٌ، تناسبُ الواقعَ الحالي، لا سيَّما في ظلِّ التَّطوراتِ التَّكنولوجيَّةِ الحاصلةِ في العالم، إذ أصبحت الدِّراسةُ "أون لاين"، في حين لم تكن هذه الطُّرقُ موجودةً سابقاً، إضافةً إلى أنَّ القيمَ ثابتةٌ، لكنَّ الأساليبَ تتغيَّرُ مواكَبَةً للتَّحديثاتِ الجديدةِ، وتقبُّلُ الرَّأي والرَّأي الآخرِ، فالأجيالُ اختلفت، وطرقُ الحوارِ، والأساليبُ تغيَّرت، لذا وجبَ النَّظرُ للتَّغيير بشكلٍ مختلفٍ، بما يتناسبُ مع الواقعِ المتطوِّرِ، وهذا بدوره يتطلَّبُ التَّحلِّي بالمرونةِ، فالعالمِ اليوم سريعُ الخُطى، متغيِّرٌ باستمرارٍ، وهذه المرونةُ في التَّغييرِ، ستساعدُ المرءَ في اغتنامِ فرصٍ جديدةٍ، كما ستساعدُ في الإنجازِ والنَّجاحِ، واكتشافِ مهاراتٍ جديدةٍ، والتَّكيُّفِ مع المواقفِ المختلفةِ، ومواكبةِ الازدهارِ باستمرارٍ.
نستنتجُ ممَّا سبق، أنَّ المرونةَ، والقدرةَ على التَّغييرِ الإيجابي، ستجعلان العلاقاتِ أفضل، والحياةَ كذلك أفضل، بالتَّالي صنع قراراتٍ أفضل وأفضل، وهذا أمرٌ ضروري جداً في ظلِّ التَّطوُّر السَّريعِ الهائلِ الذي يجوبُ العالمَ لمواكبةِ كلَّ جديدٍ، فالتَّغييرُ الإيجابي، والمرونةُ مجذافا قاربِ النَّجاح.