قانون تفريغ المساحات لجلب الخيرات

أحمد العرفج
أحمد العرفج
أحمد العرفج

من حقِّي بوصفي لاجئاً ثقافياً، وعاملَ معرفةٍ، أسكنُ بين الكتبِ، أن أدوِّن بعضَ الأفكارِ، والنظريَّاتِ، والقوانين التي تأتي على شكلِ مخرجاتٍ فكريَّةٍ، تكوَّنت بسببِ الكيمياءِ التفاعليَّة بيني وبين القراءةِ، وهذه المخرجاتُ كثيرةٌ، لذا سأحاولُ بين فترةٍ وأختها أن أمرِّر شيئاً منها.

اليوم سأطرحُ القانونَ الذي صغتُه في هذه الناصيةِ:

#ناصية

لقد اخترعتُ قانوناً وأطلقتُ عليه:

«تفريغُ المساحاتِ لاستقبالِ التدفُّقات».

وهذا القانونُ يقولُ:

«إن حياةَ الإنسانِ مثل ذاكرةِ الجوَّالِ التي إذا امتلأت، فلن تستقبلَ أي موادَّ حديثةٍ، لذا مَن أرادَ أن يحصلَ على تدفُّقاتٍ جديدةٍ فعليه تفريغُ المساحاتِ لها».

خذ مثلاً:

حين وزَّعتُ بعضَ ملابسي الحاليَّة، حصلتُ على ملابسَ حديثةٍ.

وحين تصدَّقتُ ببعضِ المالِ، جاءني مالٌ آخرُ، «وما نقصَ مالٌ من صدقةٍ».

وحين أعطيتُ، استقبلتُ كثيراً من الإمداداتِ.

وحين حذفتُ بعضَ مفرداتي القديمة، تعلَّمتُ مفرداتٍ طازجةً ومفيدةً.

وحين تخلَّصتُ من بعضِ العاداتِ السيِّئة، اكتسبتُ عاداتٍ حسنةً.

وحين خلعتُ حذائي السابق، لبستُ حذائي اللاحق.

وحين أردتُ التنفُّس، أخرجتُ الزفيرَ لأستقبلَ الشهيق.

وحين رميتُ بعضَ الأفكارِ الميِّتة، استقبلتُ أفكاراً حيَّةً ومثمرةً.

وحين فرغتُ قلبي من الحبِّ الذي يُتعِبه، أتحتُ الفرصةَ للحبِّ الذي يُطربه.

إن القانونَ - باختصارٍ - يقولُ:

إذا أردتَ أن تستقبلَ التدفُّقاتِ الجديدة، فعليكَ أن توفِّرَ المساحةَ لاستقبالِ "المددِ الحي" من خلال التخلُّصِ من الأشياءِ القديمة.

في النهايةِ أقولُ:

يا قوم؛ إن هذا القانونَ، يقومُ على فعلِ السببِ من خلالِ إزاحةِ القديم رغبةً، وتشوُّقاً لاستقبالِ الجديد، وقد يتعجَّب بعضهم من عبارةِ «المددِ الحي»، وهذه تسميةٌ شاملةٌ للأرزاقِ التي يُرسلها الله لنا. قال تعالى: «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً»، كما قال: «وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ».