وسط زحمة الأعمال الدرامية التي يتم عرضها في الوقت الحالي، استطاع مسلسل "دواعي السفر" الذي يُعرض على إحدى المنصات الرقمية أن يجذب الجمهور ومحبي الدراما نحو أحداثه، والتي لمست مشاعر الكثيرين منهم، خاصةً وأنها جاءت مرآة تعكس حقيقة ما يدور بداخلهم من صراعات نفسية عدة، مما ساهم في تحقيق العمل لنسب مشاهدات مرتفعة جعلته يغرد بعيداً عن الأعمال الأخرى التي تنافسه، ومن خلال التقرير التالي سنبرز أهم النقاط التي جعلت مسلسل "دواعي السفر" يحقق كل هذا النجاح.
جانب مظلم
من بين النقاط الهامة، والتي جعلت مسلسل "دواعي السفر"، يحظى بكل هذا الاهتمام، هو تسليط الضوء على الجانب المظلم للأشخاص، وهو الجانب الداخلي والذي يجبر الشخص نفسه على الدخول في معارك خاصة معه لا يعلمها سواه، وهو ما يُطلق عليه بالحالة النفسية للشخص والتي قد تحتاج بعض الحالات منها إلى ضرورة الذهاب لعيادات الطب النفسي لأخذ استشارة المختص، بسبب الخطورة التي تترتب عليها، هذا الأمر كان جلياً في شخصيات المسلسل "علي" أمير عيد، والقبطان "إبراهيم" كامل الباشا، فكل واحد منهما يعاني من "الوحدة"، فالأول بدأ يفكر في كيفية التخلص من حياته، خاصةً وأن وفاة والده جعلته يشعر بالوحدة بصورة كبيرة، بل وخلقت لديه حالة من نكران الواقع الذي هيّأ له أنه شخص وحيد لا يوجد سند أو داعم له، الحال نفسه للشخص الثاني والذي شعر بالأمر نفسه بسبب سفر ابنته الوحيدة "سلمى" إلى إحدى دول أوروبا من أجل استكمال تعليمها وتحقيق أهدافها، وهنا لم يفكر هذا الشخص -إشارة منا للقبطان "إبراهيم"- في الانتحار مثلما قرر "علي"، ولكن كان يحاول إيجاد مخرج لحالة الوحدة التي يعيشها فبدأ يصنع عالمه الخاصة، حيث زعم أن لديه أصدقاء يتواصل معهم ويتواصلون معه، وهنا جاءت أهمية الطب النفسي، وقد حاول صناع المسلسل والقائمون عليه، تشجيع الناس بإجراء زيارة للأطباء المختصين، خاصةً وأن الحالة النفسية السيئة للشخص مثلها مثل أي مرض عضوي تحتاج إلى علاج.ومن بين الأشياء التي لمست مشاعر مشاهدي ومتابعي هذا المسلسل، والتي نجح من خلالها مؤلفه محمد ناير في أن يرسمها بكل احترافية وبساطة في الوقت نفسه، هو عدم شعور الشخص بقيمته من قبل المحيطين به، وهذا الأمر جسدته شخصية "داليا"، والتي عانت من اضطرابات نفسية حادة، دفعتها في التفكير للتخلص من حياتها، لذلك يُحسب لصناع هذا المسلسل اهتمامهم بهذه النقطة أيضاً وتنبيه المشاهدين إلى مدى خطورتها الكبيرة.
لوحة موسيقية
وهناك عامل آخر جعل الجمهور يتعلق بأحداث مسلسل "دواعي السفر"، ألا وهي الموسيقى التصويرية له، والتي وضع أوتارها الهادئة وصنع سلمها عمرو جلال، حيث جاءت متناغمة تماماً مع صفات كل شخصية بهذا المسلسل، فعندما يأتي "كدر" الكاميرا على وجه شخصية "علي" الفنان أمير عيد نجد موسيقى العمل تشكلت سريعاً؛ لكي تكون مناسبة مع تعبيرات وجهه، هذا الأمر كان يحدث أيضاً مع الفنانة نادين والتي قدمت شخصية "هدى لاشين" الطبيبة النفسية، وكذلك مع باقي شخصيات العمل، حتى في لحظات الصمت والتي كان يعيشها أبطال المسلسل فنجد نوع موسيقي يناسب هذه اللحظة التي تحتاج إلى سكون وتأمل دون إدخال عنصر يفسد صفاءها.تناغم الأداء
وكان عامل التمثيل مهماً للغاية لكي يجعل المشاهدين ينجذبون لهذا المسلسل، وهذا ما تحقق بالفعل، حيث اتبع أبطال المسلسل بداية من أمير عيد، كامل الباشا، نادين، أحمد غزي، وغيرهم، أسلوب السهل الممتنع في الأدوار التي لعبوها، مما جعلهم قريبين من المشاهدين الذين رأوا أنفسهم في هذه الشخصيات التي يتابعونها على الشاشة.يمكنكم قراءة... نادين : نقدم الصورة الصحيحة للطب النفسي في مسلسل دواعي السفر.. تصريح خاص لـ«سيدتي»
دواعي السفر
مسلسل "دواعي السفر" من تأليف وإخراج محمد ناير، وشارك في بطولته عدد آخر من النجوم بخلاف ما تم ذكر أسمائهم في السطور السابقة، وهم جلا هشام، أيمن الشيوي، أحمد فاضل، مريم نعوم، سمير حكيم وآخرون وتدور أحداث المسلسل حول "إبراهيم" الذي يعيش في عالم من نسج خياله، وعندما يجد نفسه في موقف صعب، يقرر تغيير حياته، ويساعده في ذلك جاره الشاب (علي)، وتتوالى الأحداث.لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».