رحلة سينمائية طويلة، تمتد لأكثر من 25 عامًا تقريبًا، حقق خلالها الفنان أحمد عز، نجاحات ضخمة، حتى صار واحدًا من أبرز نجوم الفن المصري في الوقت الراهن، وحصل على جائزة فاتن حمامة للتميز، أمس الأربعاء، خلال حفل افتتاح الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة الفنان حسين فهمي.
التمثيل لم يكن خيارًا مطروحًا بين أسرته
بدايات أحمد عز الفنية، تعود لنهاية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان في عمر العشرين، ويخطو خطواته الأولى في حياته العملية، بينما كان يطمح والده أنّ يعمل معه في مجال البترول، فلم يكن "التمثيل" خيارًا مطروحًا بين أفراد العائلة آنذاك، إلى أنّ قرر "عز" العمل في مجال الفنادق، وحقق فيه نجاحًا كبيرًا خلال فترة زمنية وجيزة، رغم أنّ "الفن" كان حلمًا مشتعلاً بداخله، لم يعرف من أي باب سيدخله.
البداية مع الإعلانات
وشرع أحمد عز، خلال تلك الفترة، في دخول عالم "الإعلانات" و"الموديل" بالتزامن مع عمله بالفنادق، اعتقادًا منه بأنّ ذلك سيُساعده في التمثيل، إذ يقول: "كنت أسير بجانب دور العرض، وأنظر إلى أفيشات الأفلام، وأرى في خيالي مُتصدرًا صورة الأفيش، لكن لا أعرف كيف ومتى سيتحقق ذلك".
السن الصغير يُشكل عائقًا له
وسعى أحمد عز لفترات طويلة، للبحث عن فرصة تُمكنه من تحقيق حلمه، فكلما كان يتردد على مسامعه بأنّ هناك فيلمًا جديدًا يُجرى التحضير له، يذهب فورًا إلى أحد صُنّاعه، وعمل "كاستينج" بحثًا عن أي دور، بينما كان عامل "السن" عائقًا كبيرًا أمامه، حيث كان يُرفض في كل مرة، بحجة أنّ "عمره صغيره"، وظلت تلك الأزمة ممتدة لقرابة 3 أعوام، متابعًا "ذات مرة، علمت أنّ المخرجة إيناس الدغيدي، تُحضر لفيلم جديد وهو (كلام الليل) بطولة يسرا، وتوجهت لها بحثًا عن دور صغير في العمل، لكنها رفضت في البداية، لأن عمري صغير أيضًا، وغير مناسب لأي شخصية، وبعد مناقشات عديدة، منحتني دورًا بالفعل".
ذكريات أول يوم تصوير
وأضاف "كنت سعيدًا بتلك الفرصة، لأنني سأقف أمام نجمة كبيرة بحجم الفنانة يسرا، وهذا يُعني أنّ قطاعاً كبيراً من الجمهور سيراني من خلال الفيلم وسيتعرّف عليّ"، لافتًا إلى حماسه الشديد بهذه الخطوة، لدرجة وصوله "اللوكيشن" في أول يوم تصوير له، قبل موعده بـ7 ساعات كاملة، "كانت لديّ رغبة في استكشاف الأجواء، في ظل أجواء القلق والتوتر، والتشجيع الذي حصلت عليه من يسرا وقتها، منحني ثقة كبيرة".
وتعاون بعدها بدور صغير في فيلم "الشرف" بطولة الفنان فاروق الفيشاوي، وإخراج محمد شعبان، وحصل على أول جائزة في حياته عند دوره في هذا الفيلم، وكانت من مهرجان الإسكندرية، إذ جرى تكريمه ضمن مجموعة من الوجوه الشابة.
فرصة لا تعوض
أحمد عز، رغم تلك الخطوة، لكنه لم يترك عمله في الفنادق، لاسيما وأنه لم يكن يُدرك هل سيُثبت نفسه في التمثيل، أم سيظل طيلة حياته في الفنادق، الذي كان مستقرًا فيه وقتها، ويتقاضى راتبًا كبيرًا، قائلًا: "تلقيت عرضًا في مطلع الألفية، من المخرجة إيناس الدغيدي، للعمل معها في فيلم (مذكرات مراهقة) حيث كانت تبحث عن ممثل وممثلة جدد، لإسناد البطولة لهما، وبالفعل قدّمت العمل بمشاركة هند صبري، فكانت فرصة ضخمة، رغم أنني صغير ولم أستحق البطولة وقتها".
اختبار صعب
وفي ظل تلك الفرصة الاستثنائية والتي لا تعوض، كان عز أمام اختبار صعب، "ومفترق طرق"، قائلًا: "وقتها كنت في الفندق، وكنا في شهر رمضان، وطلبت من مديري إجازة لمدة شهرين، لحين انتهاء تصوير الفيلم، لكنه رفض وغضب بشدة، وطلب منّي تقديم استقالتي حال تمسكي بالفيلم، إذ خيّرني بين الفندق والتمثيل، ولم أكن أتخيل رد فعله، ولم أخطط لها.
وتابع "قدمت (مذكرات مراهقة) وكنت أعتقد أنني سأعيش حالة من النشاط السينمائي، لكن الأمور جاءت عكس توقعاتي تمامًا، فلم أتلقَ عرضًا واحدًا لمدة عام ونصف تقريبًا، وكانت تلك الفترة صعبة للغاية، لأنني لم أكن أعمل، وأمرّ بضائقة مالية، وبالتالي تعرضت لضغوط كثيرة من أسرتي، بشأن العودة إلى مجال الفنادق وترك التمثيل تمامًا، لكن رفضت ذلك بالطبع وتمسكت بحلمي، حتى طالب والدي، من أفراد عائلتي بعدم منحي أي أموال، كنوع من الضغط".
وبدأت رحلة أحمد عز السينمائية، في الاستمرارية، عندما تلقى عرضًا من المخرج علي عبد الخالق، للمشاركة في فيلمه الجديد "يوم الكرامة" عام 2004، لتظل المسيرة ممتدة إلى ذلك الحين، فلازال قادرًا على العطاء الفني، وصار واحدًا من نجوم "شباك التذاكر" في مصر والوطن العربي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا "إنستغرام سيدتي"
وللاطلاع على فيديو غراف المشاهير زوروا "تيك توك سيدتي"
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر "تويتر" "سيدتي فن"