يشارك الفيلم السعودي 2 /1 رﺣلة في الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك ضمن مسابقة الأفلام القصيرة. وعن فكرة الفيلم وكواليس التحضير له كان لـ"سيدتي" لقاء مع مخرجته رنا مطر للحديث عن كل هذه الأمور، فإلى نص الحوار.
كواليس فيلم 1/2 رحلة
حديثنا عن شعورك فور معرفتك بمشاركة فيلمك في مهرجان القاهرة السينمائي؟
شعرت بالمسؤولية؛ لأنه بالنسبة لي عرض الفيلم في المهرجانات فرصة كبيرة للناس لكي تشاهده وتشارك مشاعرها ورحلتها الشخصية مع الفيلم، لأنني أرى أن الأفلام وسيلة تجعل الناس تستطيع التفكير في حياتها من جديد وتشعر بمشاعر أخرى معينة. وتابعت: "أؤمن جداً بالأفلام التي تجعل الشخص يفكر ويحس، و فخور ومبسوطة جداً بمشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي".
كيف كانت كواليس التحضير لفيلم "1/2 رحلة"، بداية مراحله الأولى وصولاً إلى مرحلته النهائية التي رأى فيها النور؟
في البداية أريد توضيح عدة أمور وهى أن فيلم 1/2 رحلة كان فيلم تخرجي، وتم العمل عليه في جامعة "عفت" بالسعودية بمدرسة الفنون السينمائية، والتحضير له استغرق عاماً تحت إشراف مجموعة من الدكاترة في الجامعة، وبدعم من أكاديمية نيوم للإعلام، وبالتالي الفيلم ممول من نيوم وعدد من الجهات الأخرى؛ لذلك أرى نفسي محظوظة للغاية لوجود دعم للفيلم من جهات مختلفة، مكملة "الحمد لله كانت فترة لذيذة جداً".
هل واجهتم صعوبات في أثناء تحضيره؟
الصعوبات التي واجهتها هو أن الفيلم تم تصويره في الصحراء بـ نيوم، إضافة إلى أن مشاهده وأحداثه يتم تصويرها بداخل سيارة، حيث قالت: "الفيلم كله مكتوب أنه يتصور في العربية"، وهذا الأمر له دلالة معينة، وهي أن فكرة السيارة تشير إلى أن المكان أو المساحة التي يُوجد بها أبطال الفيلم ضيقة بحيث لا تتوافر لهم فرصة للتحرك أو النزول من السيارة، وهنا تكون المشاعر جميعها مكشوفة تحت ضغط معين.
وخلال المرحلة الأولى من الفيلم نرى كيف تكون علاقة الفتاة أو البنت مع والدها الذي يقوم بتسليمها لخطيبها في السيارة، وهنا نرى كيف يؤثر هذان الرجلان في حياة هذه الفتاة وعلى اختيارتها في النهاية، وهل هي سوف تكمل معه أو لا، كل هذه الأمور سوف نتعرف إليها خلال أحداث الفيلم.
هل هناك فكرة أو رسالة تريد رنا مطر إيصالها للجمهور؟
بكل تأكيد؛ فطريقة تصوير الفيلم التي تعتمد على المساحة الضيقة تساهم في توصيل فكرة المشاعر، وهي الإحساس بأن شخصيات العمل لديهم شعور بالراحة أو لا داخل السيارة التي يُوجدون بها، وبالتالي نعيش معهم مشاعرهم الخاصة؛ لنرى تعبيرات وجوههم من زاوية قريبة لكون "الكاميرا" أو "الكادر" الخاص بالتصوير قريب جداً منهم، وهذا الأمر يساعد بصورة كبيرة على إيصال فكرة معينة للمشاهد، وهو أنه يكون بداخل كل تفاصيل هذه التجربة، "عايش معاهم التجربة"، خاصةً أنني أؤمن تماماً بالسينما الواقعية؛ لذلك كان مهماً للغاية بالنسبة لي وجود واقعية في الأداء، وهنا تم الاعتماد على ممثلين ليس لديهم تجارب وخبرات عديدة، حتى أتحدث وأعمل معهم على واقعية الفيلم والمشاعر الخاصة بالشخصيات، مضيفة: "قعدنا 3 أشهر تحضيرات نتكلم فيها عن المشاعر والأفكار، بحيث إننا نقدر نوصل للمشاهد رحلة إنسانسة واقعية".
اتضح من حديثك تأثرك الشديد بالسينما الإنسانية، فما سبب ذلك؟
أنا شخصياً متأثرة جداً بالمخرج عباس كيارستمي ومتأثرة بأفلامه كثيراً جداً، وأهمها طبعاً فيلم Taste of Cherry، والمخرج جعفر بناهي وفيلمه Hit The Road، وسبب تأثري بهذه النوعية من الأفلام هو كونها تعمل أكثر على اللوكيشن والشخصيات والمشاعر الخاصة بالأفلام، وهذا في النهاية يشير لوجود واقعية إنسانية.
أفهم من حديثك أننا سنكون أمام تجربة إنسانية من وجهة نظر رنا مطر في فيلمك 2 /1 رﺣلة؟
بالفعل الفيلم تجربة أو رحلة إنسانية، وأعتقد أن العديد من الفتيات سوف يشعرن بالانتماء لشخصية "البنت" التي سوف تظهر خلال أحداثه أو يضعن أنفسهن مكانها، خاصةً أننا باعتبارنا بنات علاقتنا بآبائنا تؤثر في اختيار شريك الحياة، وهذا ماسوف نراه عند رؤية قصة الفيلم، وهو كيفية تأثير علاقة الفتاة بوالدها على وجهة نظرها في اختيار شريك حياتها، هذا إلى جانب تسليط الضوء على واقعنا الحاضر من خلال التطرق للفتيات اللواتي يُطلق عليهن مصطلح "إندبندنت" واللواتي يردن تحقيق أحلامهن. "الفيلم رحلة طريق بنوصل فيها لمشاعر البنات إنهم عايزين يحققوا أحلامهم وأهدافهم وإيه هو شكل شريك الحياة اللي ممكن البنت تختاره".
كما أن الفيلم يتطرق لمواضيع أخرى، وهو موضوع التحكمات التي يفرضها الرجال على الفتيات، وهل هي صحية أو لا، كل هذا سوف نتعرف إليه عند مشاهدة الفيلم.
يمكنكم قراءة: هند الفهاد لـ"سيدتي": السعودية تمتلك منجم قصص للسينما وأعتز بالمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي
القصة التي تحلم بتقديمها رنا مطر خلال الفترة المقبلة؟
أتمنى تقديم أفلام تتحدث عن السيدات، وفيلمي الحالي يتحدث عن رحلة بنت، وأتمني الاستمرار في عمل أفلام تحكي عن مشاعر السيدات وأفكارهن والظروف التي يمررن بها، وأتمنى أيضاً أن يكون لدي حظ لكي أحكي عن كل التجارب الإنسانية، ولكن حالياً لديَّ شغفاً كبيراً لتقديم حكاوي عن تجارب المرأة في المجتمع.
المخرجات الملهمات بالنسبة لكِ؟
هناك العديد من المخرجات منهن المخرجة البلجيكية تشانتال أكيرمان Chantal Akerman، وبالنسبة لي تأثرت بها بشكلٍ كبير جداً؛ لأنها تقدم أفلاماً عن السيدات لها علاقة بالوقت والمكان، وتحكي عن مشاعر السيدات بواقعية وخلال وقت طويل، "مش بتستعجل في سرد الحكاية"، وأيضاً المخرجة الفرنسية أغنيس فاردا Agnès Varda؛ فهي تركز أيضاً في أفلامها على فكرة الوقت والمكان، وهذا الأمر مهم بالنسبة لي، وأيضاً المخرجة نادين لبكي التي لها فيلم "سكر بنات" الذي يتحدث عن السيدات أيضاً.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».