"أحلى من الشرف مفيش، صلاة النبي أحسن، العلبة دي فيها إيه، يا آه يا آه". يظل توفيق الدِقِن، الذي يحِل اليوم الموافق 3 مايو 1923ذكرى ميلاده، من أكثر النجوم والمواهب إثارة لدهشة الجمهور والنقاد. فعلى الرغم من أنه تخصص في أدوار الشر، إلا أنه استطاع تقديمها بشكل مختلف تماماً عن الصورة النمطية للشرير في السينما، ومنحها طابعاً كوميدياً.
الصدفة في حياة توفيق الدقن
لعبت الصدفة دوراً كبيراً في حياة توفيق الدقن، الذي بدأ حياته قبل احترافه مجال الفن، في العديد من الوظائف، كان من ضمنها: العمل موظفاً بالسكة الحديد، وأيضاً كاتب مخالفات بالنيابة الجزائية بالمنيا، ثم لاعب كرة قدم. الأمر الذي لم يكن توفيق الدقن يعرف أنه بداية فتح أبواب الشهرة والنجومية له.
ففي مرحلة الثانوية عام 1949، وأثناء تواجده في النادي وبعد انتهائه من التمرين، تقابل مع الفنانة روحية خالد، التي كانت وقتها تجلس مع مجموعة من أعضاء النادي تتناقش معهم حول مسرحية "حب الأبرياء"، والتي يقدّمها النادي خلال مهرجانه الفني، وخلالها تعرّفت على توفيق الدقن الذي رشحته للدور وقتها.
وبعدها التحق الدقن بفرقة المسرح الحُر لمدة سبع سنوات، مع عبدالمنعم مدبولي وشكري سرحان وصلاح منصور وغيرهم، والتي قدّمت عدداً كبيراً من المسرحيات الرائعة.
ويمكنكم متابعة في ذكرى ميلاد نور الشريف: هذا الفنان مَثَله الأعلى ورأيه في ألقاب الفنانين
صباح تطيح بتوفيق الدقن في دور "الرجل الثاني"
وخلال أحد اللقاءات التليفزيونية لنجله، المستشار ماضي توفيق الدقن، كشف أنه كان المرشح الأول لدور البطولة في فيلم "الرجل الثاني" بدلاً عن رشدي أباظة، للمخرج عز الدين ذو الفقار؛ موضحاً أن رشدي أباظة كان متوقفاً منذ فترة عن أداء أدوار الشر. وكان المعروف أن مَن يؤدي هذه الأدوار، هو الفنان محمود المليجي أو توفيق الدقن.
إلا أن إحدى النجمات؛ تلميحاً بأنها بطلة العمل صباح، طلبت أن يكون البطل أمامها رشدي أباظة، الأمر الذي أطاح بتوفيق الدقن من العمل، الذي تم تصنيفه لاحقاً كواحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية. وعندما علم رشدي أباظة بالأمر، ذهب لتوفيق الدقن وأراد التنازل عن الفيلم، إلا أن الأخير رفض ذلك وتمنى له النجاح، وهذا ما حدث بالفعل؛ حيث حقق الفيلم نجاحاً منقطع النظير.
توفيق الدقن "الشرير الظريف"
رحل توفيق الدقن عن عالمنا يوم 26 نوفمبر عام 1988، عن عمر يناهز الـ65 عاماً؛ تاركاً وراءه إرثاً ضخماً من الأعمال الفنية، والتي بلغت حوالي 120 عملاً مسرحياً، نذكر من بينها: "سكة السلامة، انتهى الدرس يا غبي، وغيرها الكثير".
كما قدّم في مشواره السينمائي حوالي 450 فيلماً، من بينها 12 فيلماً تم اختيارها ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وِفق استفتاء النقاد عام 1996. وكان من بين أفلامه الشهيرة: "ابن حميدو"، والذي يعَد الانطلاقة الحقيقية له في عالم السينما، والذي صدر عام 1957. وأفلام: "سر طاقية الإخفاء، عالم عيال عيال، في الصيف لازم نحب، العنيد، ليل وقضبان" وغيرها العديد من الأفلام.
وقد تألّق كثيراً في دور الأب والموظف الشريف مع عادل إمام في فيلم "على باب الوزير"، الفيلم الذي ضم عدداً من عباقرة الفن، منهم: الفنانة صفية العمري، والنجمة يسرا، والذي تم عرضه في عام 1982. أما آخر أعماله الفنية قبل وفاته؛ فهو فيلم "المجنون"، الذي تم عرضه في عام 1988، ثم عُرض له مسلسل بعد وفاته، وهو مسلسل "بعد العاصفة".
وكانت دائماً أعماله، والتي لم تقتصر فقط على أدوار الشر، لا تخلو من إفيهاته الكوميدية، والتي ظلت خالدة في أذهان الجمهور ومحبيه حتى اليوم، وكان من أشهرها: "صلاة النبي أحسن، آلو يا أمم، استر يا للي بتستر، يا آه يا آه، أحلى من الشرف مفيش، خلاص يا نوسة هانت والنبي، العلبة دي فيها إيه". ليرحل هذا الأسطورة عن عالمنا تاركاً وراءه فناً لن تنساه الأجيال عبْر الزمان.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».