عقب وفاة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بنهاية فترة السبعينيات كادت الساحة الغنائية في مصر والوطن العربي أن تكون فارغة بشكل كبير لما قد تركه عبد الحليم حافظ من فراغ فني حيث كان قد حقق نجاحًا كبيرًا سواء على مستوى الغناء أو التمثيل، وشهدت تلك الفترة ظهور عدد كبير من المُطربين أصحاب المواهب الحقيقية ولكنهم حاولوا السير على خطى عبد الحليم حافظ سواء بالشكل والأداء أو نوعية الأغاني.
كما شهدت تلك الفترة ظهور عدد كبير من الفرق الموسيقية والتي تُقدم الموسيقى الغربية في قالب مصري وبكلمات مصرية، ووسط هذا الزخم الكبير يظهر محمد منير، ذلك الشاب الأسمر والذي يرتدي ملابس تُعبر عن ثقافته ولا يهتم بأي شيء سوى ما يُقدمه من أغنيات ليُصبح في سنوات قليلة مالئ السمع والأبصار.
من أسوان إلى القاهرة .. حلم الموسيقى والفن الحقيقي
وُلد الفنان محمد منير في مثل هذا اليوم 10 أكتوبر بمحافظة أسوان وعقب ذلك انتقل إلى القاهرة للدراسة بكلية الفنون التطبيقية، عشق محمد منير الموسيقى والغناء منذ طفولته وخلال سنوات تواجده بالقاهرة تعرف على الشاعر عبد الرحيم منصور وبنفس الفترة تعرف على المُلحن النوبي أحمد منيب وخلال تلك الفترة تدرب على الغناء على يديه حتى جاءت أهم مرحلة بحياته وهو تعرفه على الموسيقار هاني شنودة.
عام 1978 أصدر محمد منير أول ألبوماته الغنائية وكان بعنوان "بنتولد" مع الموسيقار هاني شنودة، وعقب ذلك تعاون مع رائد موسيقى الجاز في مصر يحيي خليل وفرقته وقدما العديد من الألبومات التي لاقت نجاحًا كبيرًا.
والمتتبع لمسيرة محمد منير الغنائية يجد بأننا أمام مُطرب من طراز مُختلف، ليس فقط لمظهره أو طريقه أدائه للغناء ولكننا أمام مُطرب تعاون مع أبرز شعراء العامية في مصر دون استثناء. فقد غنى لـ سيد حجاب، فؤاد حداد، صلاح جاهين، أحمد فؤاد نجم، مجدي نجيب وغيرهم كثيرين. وعلى مستوى الموسيقى أيضًا كان منفتحًا بدرجة كبيرة فحينما جاءت بداياته مع هاني شنودة و يحيي خليل تعاون ايضًا بمسيرته مع أسماء لامعة في عالم الموسيقى ومن أبرزهم عمار الشريعي، كمال الطويل، حسن أبو السعود، وليد سعد وعلى مدار أجيال فنية مختلفة.
ظل محمد منير طوال مسيرته مؤمناً بأهمية الفن الحقيقي ورسالته ليس بالغناء فقط ولكنه خاض أيضًا تجربة التمثيل أمام كبار النجوم والمُخرجين.
منير والسينما .. تواجد قليل بقيمة كبيرة
جرت العادة دومًا في السينما أن يتواجد المُطرب بأغانيه التي تكون عاطفية بدرجة كبيرة ونادرًا ما تخرج أفلام أي مُطرب عن الإطار العاطفي، إلا أن مُشاركة محمد منير في السينما المصرية كانت لافتة للإنتباه سواء من خلال صُناع السينما الذين تعاون معهم أو نوعية الشخصيات التي جسدها.
جاءت البداية بالسينما للفنان محمد منير على يد المُخرج العالمي يوسف شاهين عام 1982 من خلال فيلم "حدوتة مصرية" والذي تناول السيرة الذاتية للمخرج يوسف شاهين وجسد بطولته الفنان نور الشريف، وخلال أحداث الفيلم جسد محمد منير شخصية "سيناريست وكاتب"، وعقب ذلك تعاون مرة أخرى مع يوسف شاهين من خلال فيلم "اليوم السادس" وشارك في الفيلم بالغناء والتمثيل من خلال تجسيده لشخصية "مراكبي".
وطوال مشواره السينمائي تنوعت الشخصيات التي جسدها محمد منير ما بين الدكتور الأكاديمي في فيلم "دنيا" أو الشاب المكافح في "حكايات الغريب" أو مُطرب وشاعر الأندلس في "المصير"، وبتلك الشخصيات نرى أن تواجده بالسينما على الرغم من قلته إلا أنه كان بارزًا ومُختلفًا عن أي مطرب آخر.
مسيرة فنية إمتدت لما يُقارب النصف قرن نجح محمد منير من خلالها في تأسيس مدرسته الموسيقية والفنية الخاصة والتي خرّج منها أجيالاً موسيقية جديدة، وليظل هو "الكينج" مثلما منحه الجمهور هذا اللقب الذي يُعبر عن جلوسه على عرش فني خاص به وصنعه بنفسه لم يستطع أحد أن يُقلده يومًا. وكان هذا العرش هو محمد منير.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».