منذ أن تعرَّف الجمهورُ العربي على سامر إسماعيل من خلال تجسيده الاستثنائي شخصيَّةَ الصحابي الجليلِ عمر بن الخطاب في المسلسلِ التاريخي «عمر» عامَ 2012، والفنَّانُ السوري يثبتُ أنه ممثِّلٌ من طرازٍ خاصٍّ. استطاع سامر أن يضع بصمته بعمقٍ في عالمِ الدراما مقدِّمًا أداءً يتَّسمُ بالصدقِ والإحساس، واليوم، يواصلُ تألُّقه من خلال مسلسلِ «العميل» الذي يُعرَضُ على منصَّة «شاهد»، ويحقِّقُ نجاحاً لافتاً، متصدِّراً قوائمَ المشاهدةِ في العالمِ العربي. ما يميِّزُ سامر شغفُه بالأدوارِ التي تخترقُ القلوب، إذ يختارُ أدوارَه بعنايةٍ، ويدخلُ في عمقِ الشخصيَّاتِ التي يقدِّمها، وكأنَّها جزءٌ من حياته الخاصَّة. في حوارنا معه، يكشفُ إسماعيل عن أسبابِ نجاحِ «العميل»، ويتحدَّث عن رؤيته للدراما العربيَّة، وتأثيرِ أعماله في مسيرته الفنيَّة، إضافةً إلى فلسفته الخاصَّة باختيارِ أدواره.
حوار | معتز الشافعي Moetaz Elshafey
تصوير | نيكوليتا بورو Nicoletta Buru
تنسيق الأزياء | فرانك بينا Frank Pena
مساعدة منسّق الأزياء | فينا تويلو Vina Toylo
شعر | سيلفيو القصاب Silvio Alkassab
مكياج | روزالي زيربه Rosalie Zerbe
إنتاج | إيتشو دوكاو Icho Ducao
سامر اسماعيل
مسلسل العميل أصداء واسعة وتفاعل جماهيري
كيف تصفُ نجاحَ مسلسلِ «العميل» وردودَ الأفعالِ الجماهيريَّة حوله؟
مسلسلُ «العميل» تجربةٌ استثنائيَّةٌ بالنسبةِ لي. العملُ حقَّق نجاحاً كبيراً في مختلفِ أنحاءِ الوطن العربي حيث تصدَّر المشاهدات في عديدٍ من الدول، وهو ما يعكسُ حبَّ الجمهورِ وتفاعلهم مع القصَّة والشخصيَّات. كان من اللافتِ أن الجمهورَ تابع الحلقاتِ بشغفٍ لدرجةِ أنهم طالبوا بعرضها في أيامِ العطلة مثل الجمعة والسبت. هذا النجاحُ يشكِّلُ حافزاً لنا لتقديمِ الأفضل دائماً.
هل واجهت أي تحدِّياتٍ عند العملِ على فورماتٍ مأخوذةٍ من أعمالٍ أخرى؟
بالتأكيد. العملُ على «فورمات» مأخوذةٍ من مسلسلٍ تركي ناجحٍ، كان تحدياً كبيراً. كان علينا أن نحافظَ على جودةِ العملِ مع تقديمِ لمسةٍ ثقافيَّةٍ، تعكسُ هويَّتنا العربيَّة. في البداية، كانت هناك مخاوفُ حول مدى قبولِ الجمهورِ للعمل، لكنْ بفضل الجهودِ المشتركةِ من الفريق، تمكَّنا من تجاوزِ هذه التحدِّيات، وحقَّقنا نجاحاً كبيراً في رأيي.
كيف تصفُ العملَ مع فريقِ النجومِ المشاركين في المسلسل؟
العملُ مع نخبةٍ من الفنَّانين المميَّزين، كان تجربةً غنيَّةً وملهمةً. نجومٌ مثل الأساتذةِ أيمن زيدان، يارا صبري، عبدو شاهين، طلال الجردي وفادي صبيح، والزميلان وسام فارس وميا سعيد، أضافوا تميُّزاً وقوَّةً للعمل. وجودُ فريقٍ قوي وذي خبرةٍ، خلق جواً من التناغمِ داخل المسلسل، ما انعكس إيجاباً على الأداءِ والنتائج.
تقديم شخصية أمير بين الاختلاف والإبداع
كيف تعاملت مع تقديمِ شخصيَّة «أمير» بأسلوبك الخاص؟
هدفي الرئيسُ كان الابتعادَ عن تقليدِ النسخةِ الأصليَّة التركيَّة، لذا ركَّزتُ على فهمٍ عميقٍ للشخصيَّة، وتحليلِ أبعادها النفسيَّة والاجتماعيَّة. اعتمدتُ على تقديمِ أداءٍ يعكسُ الروحَ العربيَّة للعمل، وهو ما ساعدني في إضفاءِ بصمتي الخاصَّةِ على الشخصيَّة.
ما الرسائلُ التي يحملها مسلسلُ «العميل» لجمهوره؟
المسلسلُ يقدِّمُ رسائلَ إنسانيَّةً عميقةً، أبرزها الصراعُ بين الخيرِ والشرِّ، وعلاقاتُ الإخوة. هذه القضايا قريبةٌ من واقعِ الناس، وتلامسُ حياتهم اليوميَّة. إضافةً إلى ذلك، يحمل العملُ قيماً اجتماعيَّةً وأخلاقيَّةً، تدعو للتأمُّل والتفكير.
كيف سيؤثِّر نجاحُ مسلسلِ «العميل» في اختياراتك المستقبليَّة؟
النجاحُ الكبيرُ لمسلسلِ «العميل» يضعني أمامَ مسؤوليَّةٍ كبيرةٍ في اختيارِ أدواري المقبلة. أحاول دائماً أن تكون اختياراتي مدروسةً بعنايةٍ، وأن أقدِّم أعمالاً، تحملُ قيماً فنيَّةً وإنسانيَّةً، تلبي تطلُّعاتِ الجمهور.
نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع الفنان محمد هنيدي
"مسلسل العميل تجربة استثنائية أثبتت حب الجمهور وتفاعلهم الكبير"
تعريب الأعمال العالمية فرصة لإثراء الدراما
ما رأيك في فكرةِ تعريبِ الأعمالِ الدراميَّة العالميَّة؟
تعريبُ الأعمالِ الدراميَّة جزءٌ من تطوُّر الصناعةِ الفنيَّة عالمياً. إعادةُ تقديمِ عملٍ ناجحٍ بروحٍ تتناسبُ مع ثقافتنا فرصةٌ لإثراءِ المحتوى الدرامي، وتوسيعِ دائرةِ الجمهور. النسخةُ الأصليَّة قد لا تكون معروفةً للجميع، والتعريبُ يمنح الجمهورَ المحلي فرصةَ التفاعلِ مع القصَّة بجودةٍ عاليةٍ.
هل ترى أن تعريبَ الأعمالِ يُضعِفُ النصوصَ الأصليَّة العربيَّة؟
إطلاقاً. النصوصُ العربيَّة الأصليَّة تتميَّز بالتنوُّع والجودةِ الكبيرة. تعريبُ الأعمالِ لا يعني ضعف النصوصِ المحليَّة، بل هو طريقةٌ لتقديم محتوى متنوِّعٍ، يناسبُ مختلف الثقافات. حتى هوليوود تعيدُ صياغةَ أعمالٍ من ثقافاتٍ أخرى، وهو ما يعكسُ الانفتاح، وتبادلَ الأفكار.
كيف تصفُ تحوُّل الدراما العربيَّة نحو الأعمالِ البوليسيَّة؟
الأعمالُ البوليسيَّة تضيفُ عنصرَ التشويقِ والإثارة، وهي من الأنواعِ الدراميَّة التي تحظى بشعبيَّةٍ واسعةٍ. مع تطوُّر التقنياتِ البصريَّة والصوتيَّة، أصبحت هذه الأعمالُ تُقدَّم بجودةٍ تضاهي نظيرتها العالميَّة، ما يجعل الجمهورَ متحمِّساً لمتابعتها.
الدراما السورية بين التعثر والتطور
ماذا عن واقعِ الدراما السوريَّة والعربيَّة في الوقتِ الجاري؟
الدراما السوريَّة مرَّت بفتراتٍ صعبةٍ بسبب الظروفِ السياسيَّة والاجتماعيَّة في البلاد، لكنَّها تعودُ الآن بخطى ثابتةٍ لاستعادةِ مكانتها. هناك أعمالٌ تعكسُ واقعَ المجتمعِ بإبداعٍ ومهنيَّةٍ، ما يجعلني متفائلاً بمستقبلِ الدراما السوريَّة والعربيَّة.
عرفك الجمهورُ من خلال بطولةِ مسلسلِ «عمر» مع المخرجِ حاتم علي، ماذا أضاف تجسيدُ هذه الشخصيَّة العظيمة، الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لمسيرتك الفنيَّة؟
تجسيدُ شخصيَّة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب كان شرفاً كبيراً، ومسؤوليَّةً عظيمةً. هذا الدورُ قدَّمني للجمهورِ العربي، وأتاح لي فرصةَ التعاملِ مع عملٍ تاريخي ضخمٍ، كما أضاف لي خبرةً كبيرةً، وعزَّز مكانتي الفنيَّة عند الجمهور.
ما مدى تأثيرِ الراحلِ حاتم علي في الدراما العربيَّة؟
الأستاذ حاتم علي كان من أعمدةِ الدراما العربيَّة، وترك إرثاً ثقافياً وفنياً كبيراً. تأثيره يمتدُّ عبر الأجيالِ فقد كان بمنزلةِ الأبِ الروحي لعديدٍ من الفنَّانين. أعماله ستبقى دائماً مصدرَ إلهامٍ، وشاهدةً على إبداعه وتأثيره.
كيف تقضي وقتك بعيداً عن الأضواء؟
بعيدًا عن العمل، أقضي معظمَ وقتي مع عائلتي التي أعدُّها مصدرَ الراحةِ والدعم. أستمتعُ كذلك بممارسةِ الرياضة، والعزفِ على الآلاتِ الموسيقيَّة، وهو ما يساعدني في الاسترخاءِ، وتجديدِ طاقتي.
ما نوعيَّة الأغنياتِ المفضَّلة بالنسبةِ لك؟
أحبُّ الاستماعَ إلى مجموعةٍ متنوِّعةٍ من الأنواعِ الموسيقيَّة، لكنني أجدُ نفسي أميلُ كثيراً إلى الموسيقى البديلة، والرابِ العربي، خاصَّةَ تجاربَ الفنَّانين الفلسطينيين والسوريين والمصريين. أحبُّ سماعَ ويجز، وشب جديد، ودبور، وفرقٍ مثل كايروكي، وأوتوستراد، لأنها تقدِّمُ تجاربَ موسيقيَّةً فريدةً ومختلفةً.
ومن عالم الفن نقترح عليك لقاء مع المنتج السينمائي والمخرج ممدوح سالم
"العمل على فورمات مقتبسة مسؤولية كبيرة لكنها فرصة للإبداع الثقافي"
الأبوة والمسؤولية
ماذا تغيَّر فيك منذ أن أصبحت أباً؟
صارت الحياةُ أكثر وضوحاً بالنسبةِ لي، وأصبحتُ أكثر وعياً بمعنى كلمةِ مسؤوليَّة.
إلى أي مدى تهتمُّ بالرياضة؟
الرياضة جزءٌ أساسٌ من حياتي. أمارسُ كرةَ السلة، والسباحة بانتظامٍ، كما أتابعُ كرةَ القدم بشغفٍ، خاصَّةً الدوري الإنجليزي الممتاز، وأشجِّع فريقَ مانشستر يونايتد.
هل تفضِّلُ قراءةَ الكتبِ، أم مشاهدةَ الأفلام؟
أحبُّ القراءة، لكنَّها تتطلَّب هدوءاً، ووقتاً مخصَّصاً. أخيراً، صرت أميلُ أكثر لمشاهدةِ الأفلام، لأنها توفِّرُ تجربةً مريحةً بعد يومٍ طويلٍ. مع ذلك، أخصِّص وقتاً للقراءةِ بين الحين والآخر.
كيف ترى تأثيرَ الشخصيَّات التي تقدِّمها في نظرةِ الجمهورِ إليك؟
الجمهورُ اليوم أكثر وعياً، ويميِّزُ بين الممثِّل والشخصيَّة. مع ذلك، أحرصُ على تنويعِ أدواري لتجنُّب حصرِ نفسي في قالبٍ معيَّنٍ، وإظهارِ الجوانبِ المختلفة من موهبتي.
Q & A
أيهما تختارُ، تجسيدَ شخصيَّة الجوكر، أم باتمان؟
ضاحكاً ( الجوكر).
تقديمُ شخصيَّةٍ في مثل عمرك، أم أكبر سناً؟
في مثل عمري، لأنني لا أحبُّ أخذ وقتٍ طويلٍ في عملِ المكياج.
ما الطبقُ السوري المفضَّل لديك؟
الأرزُّ مع الملوخيَّة.
لو كانت حياتك عبارةً عن فيلمٍ، ما الاسمُ الذي ستختاره له؟
Fight Club.
لو أمكنك العودةُ بالزمنِ إلى لحظةٍ مميَّزةٍ في حياتك، أي اللحظاتِ تختار؟
اللحظةُ التي أخبرني فيها المخرجُ الراحل حاتم علي بإسنادِ دورِ الصحابي الجليل عمر بن الخطاب لي، فهي من أسعدِ اللحظاتِ في حياتي.
ما القوَّةُ الخارقةُ التي تتمنَّى امتلاكها؟
الطيران.
لو كان في إمكانك الطيرانُ الآن إلى أين تطير؟
إلى سوريا.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط