إغتراب
سيدتي أنا فتاة عربية مقيمة في دولة أوروبية منذ 12 عامًا، عمري 26 عامًا، مشكلتي أنني لم أجرب الحب أبدًا، وقد كنت أتمنى أن أجربه، تقدم لخطبتي عدة شبان، ولكني لم أشعر بالحب نحو أي منهم، ثم تعرفت إلى شابٍ من بلدي عبر الإنترنت، يعيش ويعمل في دولة خليجية، تحاببنا كثيرًا واستمر الحب شهرًا، ثم تغيرت معاملته لي بحجة أنني كثيرة الشك، وكثيرًا ما نهاني عن الشك، ثم قال لي إنه من الأفضل لكلينا أن نكون أصدقاء فقط، وعدته بأن أتغيّر ولكنه لم يقبل، عرفت أنه متجهٌ للوطن في إجازة، وصادف أنني أيضا سأكون في الوطن في الوقت نفسه، وحين اقترحت أن نلتقي، قال لي تغيري أولا ثم ستجديني كما كنت في بداية التعارف، ماذا يمكنني أن أعمل، لا يمكن أن أنسى حبي له، لم يعد يسأل عني، كما كان يفعل في السابق، بحجة أنه مشغول ومضغوط، أرجوكِ أنا بحاجة إلى نصيحتك.
المعذبة غدير
عزيزتي لم أفهم من رسالتك لماذا لم تتقبلي واحدًا من الشباب الذين التقيت بهم على أرض الواقع، ودقوا بابك طلبًا لوصالك، ولماذا تفجّرت ينابيع الحب في قلبك نحو شاب لم تقابليه إلا على الإنترنت؟ ولماذا تشكين في سلوكه وأنت لا تعرفين عنه إلا ما يريدك أن تعرفيه عبر الرسائل؟ وهل تكفي مدة شهر من التعارف لنشوء هذا الحب الكبير؟
لو صدق ظني، فإن اغترابك عن الوطن وإحساسك بالعزلة الثقافية والاجتماعية، صوَّر لك أن هذا الشاب يمتلك كل الصفات المعقولة واللا معقولة، التي يصورها خيالك، وأنك لو التقيت به في الواقع، لظهرت لك أمور، لم يكن من الممكن أن تظهر في علاقة افتراضية على الإنترنت.
هذا من الناحية العملية، ومن ناحية أخرى، أريدك أن تعيدي التفكير في أسلوبك في التواصل معه، سواء استمرت هذه العلاقة أو لم تستمر، فالرجل –عمومًا- لا يحب المرأة التي تحاصره وتلاحقه بالحب والاهتمام المبالغ فيه، فلقد خلق الذكر والأنثى، وكلاهما مبرمج على أداء دورٍ، بموجبه تستمر الحياة وتزدهر. الأنثى يطلبها الذكر، وقد زودته الطبيعة بأدوات تعينه على أداء هذا الدور، منها أنه قوي البنية، ذكور الطير مثلا لها ريش ملوّن؛ لكي يجذب الأنثى، ولكن حين يختل هذا التوازن تعم الفوضى.
إن لم تكوني قادرة على اكتساب حبه، احتفظي باحترامه لك، يكفي أن يعرف أين ستكونين في الوطن، ولو شاء اتصل، وطلب رؤيتك بهدف إكمال المشوار، وإن لم يشأ، أنصحك بالاحتفاظ بكرامتك، وتأكدي أنك تعلمت عن نفسك وعن الجنس الآخر، دروسًا كثيرة من هذه التجربة، والأجدر هو أن تستفيدي من هذه الدروس.
لا تكذبي
سيدتي أنا فتاة عربية مسلمة أقيم مع أسرتي في دولة أوروبية، وفي أثناء دراستي الجامعية أُعجبت بزميل من أهل البلد الذي نقيم فيه، وشعرت أنه يُبادلني الإعجاب، أنا أنتمي إلى أسرة مُحافظة، تبادلت مع زميلي هذا الحديث عدة مرات في أمور عامة، ثم اقترح عليَّ أن نلتقي في عطلة نهاية الأسبوع فماطلت وقلت له إنني لن أكون موجودة في نهاية الأسبوع، حيثُ إنني أسافر مع أسرتي إلى مدينة قريبة، ولكن هذا العذر لا يمكن أن يتجدد، لا أعرف كيف أفسر له أنني كفتاة مسلمة لا يسمح لي بالصداقة مع شباب أو الخروج معهم، وأنني لا أخرج إلا برفقة والدتي، أشعر بالتوتر خصوصًا أنني أتمنى أن أكون معه وأشعر بقوة مشاعري نحوه، أرجو أن تساعديني.
ابنتك داليا
عزيزتي لا أنصحك بممارسة الخداع والكذب، هذا الشاب سوف يحترمك إذا كنت صادقة، ولو كنت تتمنين أن يُبادلك الإعجاب عليك بتوخي الصدق والصراحة، وعليه أن يقبل اختلافك عنه في العادات والثقافة، تحدَّثي معه في الجامعة عن وطنك وثقافته وعن اختلاف الثقافتين، حاولي أن تتعرَّفي على ميوله وأفكاره حتى تكتمل صورته الإنسانية عندك، وفي تلك الحالة سوف يتراجع الاندفاع العاطفي إلى إحساس أشمل وأكثر واقعية، وعليك أن تسألي نفسك عن أسباب اندفاعك نحو هذا الشاب بالتحديد، وهل هو اندفاع قائم على واقع أم خيال؟ في مثل عمرك تُولد مشاعر صاخبة وقابلة للتغيير بسرعة، لأنها مرحلة بحث عن هوية فردية تحدد مسارك في المستقبل، لا أرى مانعًا من الحديث مع والديْك عن الموقف الحالي، لكي تتفهَّمي وجهة نظرهما وحدود المسموح والمتاح، فالأسرة المهاجرة تتحمل مسئولية هذا التداخل الثقافي الذي يجربه الأبناء في الغربة.
أحزان أرملة
سيدتي أنا أرملة في الأربعين.. وأنا أم لابنتين وصبيين.. أكبر أولادي في الثانوية العامة.. متاعبي محورها أولادي وطلباتهم التي لا تنتهي.. الكبير يطالب بسيارة ندفع ثمنها بالقسط.. والبنت الكبيرة سببت مشكلة، حين اكتشفت أنها تعرف شابًا على الإنترنت وتكلمه.. سحبت منها الجوال وأقفلت النِت.. وتحولت ابنتي إلى شخصية عنيفة تجادل وتبحث عن المشاكل.. ما هو الحل الصحيح برأيك؟
أم جنان
عزيزتي لم يرد في رسالتك ما يعينني على تحديد الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي تنتمين إليها.. فأنا لا أعرف إن كنت أمًا عاملة ذات دخل مستقل، أم أن مواردك محدودة من دخل تركه زوجك أو معاش أو ما شابه ذلك.. ولكن مهما كانت إمكانياتك المادية، فأنت الآن في موقع الأم والأب معًا.. إذا طالب ابنك وهو تلميذ في الثانوية العامة بسيارة، وهو يتوقع أن تدفعي ثمنها بالأقساط، لا ترفضي، ولكن ابذلي وعدًا بأن تلبي الطلب، شريطة أن ينجح في امتحانات الثانوية العامة، وأن يبحث عن وظيفة في العطلة الصيفية تحقق له بعض المال، ليساهم به في ثمن السيارة، لو فعل سوف يشعر بمسئولية نحو السيارة، لأنه سوف يساهم في ثمنها.. وسوف يجدّ في الدراسة؛ لأنه يعرف أن تحقيق المطلب مرتبط بنظام الثواب والعقاب.
موقفك من ابنتك إن كانت تصغر شقيقها في العمر ليس خطأ، ولكن الأفضل أن تنتهزي فرصة لكي تفسري لها أسباب سحب الجوال وإقفال النِت.. أول تلك الأسباب هو أن البنات في مثل هذا العمر يكن عرضة لمشاعر قوية لا تقوم على أساس عقلاني، وبالتالي يمكن أن تقع الفتاة ضحية لشاب ينتقل من مغامرة إلى أخرى على النِت، لأنها لا تكلّفه شيئًا.. وأن البنت تتعود على الاتصالات، وإن كفت الاتصالات قد تشعر بالحزن والمرض وتفشل في الدراسة.. والأهم في نقاشك معها هو أن تؤكدي أنك أقرب الناس لها، وأن المنع ليس عقابًا، وإنما حماية لها؛ لأن الحرية هي قرينة المسئولية، والبنت في مثل عمرها هي مشروع امرأة، يكتمل خطوة بخطوة، لكي ينجح ولا يسطو عليه أحد.. أكدي لها أنك حين تدركين أنها أصبحت سيدة نفسها وعواطفها، فسوف يكون قرارها مستقلاً تمامًا.. ولكي تصل إلى تلك المرحلة، يجب أن تسير بخطى ثابتة في الحياة، وفي الدراسة تحت رعايتك؛ لأنك في الوقت الحالي مسئولة عن سلامتها وعن نجاحها.
أحاديث ليل
سيدتي..لي صديقة في الخامسة والثلاثين وهي زوجة وأم لأبناء على أعتاب الشباب، هذه الصديقة تعرّفت على رجل منذ أربع سنوات، ومازالت تهاتفه يوميًا وعن طريق الكمبيوتر أيضًا، لقد نصحتها أكثر من مرة، وقلت إن ما تفعله حرام، وأنه بإمكانها أن تطلب الطلاق من زوجها إن شاءت، ولكنها تضرب بالنصيحة عرض الحائط، كيف يمكنني أن أساعدها؟
الخائفة منال
عزيزتي صديقتك تعلم أن ما تفعله حرام، ولكنها أدمنت الحديث المختلس، وشأنها في ذلك شأن المدمن الذي يعرف أن نهاية الإدمان موت ودمار، ولكن ينصب همه أولاً على الحصول على جرعة المخدر، بدلًا من تذكيرها بأن ما تفعله حرام، اقترحي عليها أن تستخدم رقم هاتف جديدا، أو عنوانًا إلكترونيًا جديدًا لإجراء اختبار لذلك الرجل، ربما اكتشفت أن مثله ينمي غروره بالحديث مع كل من ترغب في الحديث معه، لأن الحديث لا يكلّفه شيئا، فهي التي تبادر بالاتصال وبدفع التكاليف، أي أنها تسلية مجانية تشعره بالأهمية.
ردود
عبد المحسن ف – الكويت
أحيانًا تختلط الأمور حين نقفز فوق أسوار العرف، لست في وضع طبيعي حاليًّا، أجِّل التفكير في المشروع إلى ما بعد زيارتك للوطن.
أم عابد
أعتذر عن عدم قبول المشاكل هاتفيًّا. الأفضل هو إرسال المشكلة مكتوبة إلى الموقع المخصص لذلك.