ابن الزوج
سيدتي تزوجت بعد إنهاء دراستي الجامعية قبل 3 سنوات، زوجي يكبرني بـ16 عامًا، وقد التحقت به في دولة أوروبية، حيثُ يقيم مع ولده الذي يبلغ الثامنة من عمره، هذا الطفل هو ثمرة زواج أول من زوجة أوروبية، المشكلة هي أن الولد مدلل، ولسانه طويل، وغير مهذب، كثيرًا ما يسبني ويهينني وأبوه راض عن تصرفاته، وإن شكوت لا يريدني أن أفتح فمي بحرف واحد. زوجي يقف لي بالمرصاد وأنا لا أتكلم إلا إذ انفجر غضبي من جراء قلة أدب الطفل، في إحدى المرات ضربني الولد أمام أبيه فغضبت وضربته، وهالني أن زوجي بهدلني، وفي الوقت نفسه لم يردع ولده، بل أخذه واشترى له هدية، لا أفهم لماذا يقف ضدي وينسى أنني أعتني بولده، كان يأتيني من عند أمه بمنظر مقزز، فعلمته كيف يحافظ على نظافته، زوجي يجافيني ولا يهتم بي، لا أشعر بحنانه كزوج، ولا يسمعني كلمة حب تواسيني، حاولت أن أتفاهم معه، ولكن بدون جدوى، أنا الآن حامل، ونفسيتي تعبانة أرجوك انصحيني.
المتألمة أم يوسف
عزيزتي لن أجاملك على حساب الحقيقة، فالواحد والواحد يساويان اثنين بلا زيادة ولا نقصان، والواحد والواحد هنا هو أنك شخص بالغ في مكانة الأم، وابن الزوج طفل، وبحكم نشأته في كنف أم من جنسية وثقافة مختلفة لابد أن تغير الأوضاع المنزلية عليه يسبب له قلقًا وعدم استقرار فلا يدهشك أنه يقاوم محاولاتك لفرض سلوكيات تعتبرينها معقولة، ولكنها تبدو له غريبة وسلطوية، حين تقولين إنه ضربك فضربته أجد أنك تبالغين، الأطفال يعبرون عن انفعالات طفولية بضرب الأم أحيانًا، لا ضربًا مؤلمًا ولكنه محاولة لنيل ما يريدون، حين تضعين حملك سوف تغدقين على طفلك حبًا وحنانًا، ثم تكتشفين أن انفعالاته نحوك قد تبدو عدائية أحيانًا، وهي ليست كذلك، ستجدين أنه يسدد لك لكمات لا لأنه يكرهك ولكن لأنه صغير يتحدى سلطة الكبار، ويهفو إلى تحقيق رغباته مهما كانت غير معقولة فتمنعه أمه خوفًا عليه.
أصدق حسن نواياك نحوه، واهتمامك بنظافته، وأدعو الله أن يحسب لك ذلك في ميزان حسناتك، انظري إلى الأمر من وجهة نظر زوجك، لو لم يتدخل ويطمئن الولد بأنه في حمايته فقد ينقل الطفل لأمه معلومات غير صحيحة، فترفع أمرها للسلطات لحرمان الأب من رؤية ولده، بزعم سوء نواياك.
إن كنت تحبين زوجك راعي مشاعره في ولده، كبري عقلك، فالطفل طفل ولست مسؤولة عن تقويمه، المسؤولان عن تقويمه هما والداه، زوجك يجافيك لأنه غير مرتاح، ولو وجد في البيت راحة فسوف تنساب مشاعره نحوك ودًا وامتنانًا.
الزواج شراكة اجتماعية، تنطوي على شبكة معاملات وواجبات موزعة بين الزوجين، واجب الزوجة هو بناء العش لكي يسكن إليه الزوج والولد، وواجب الزوج هو توفير المسكن والنفقات وألا يسيء إلى الزوجة بقول أو فعل، أما الحب والحنان فهما نتاج لمثل هذا التوافق والاطمئنان.
في الوقت الحالي زوجك يجتنبك لأنه متألم وحائر فيما يجب عليه فعله لكي تستقر الحياة معك في وجود ابنه، الطفل لن يختفي، والأفضل لك هو إعادة حساباتك والعثور على صيغة للتعامل معه حتى يأنس إليك، تذكري أنه ليس خصمًا، بل هو طفل يتعامل مع زوجة أب أجنبية، حاولي استدراجه للحديث معك، وكلميه عن الطفل القادم، وكيف أنك تحتاجين مساعدته في العناية بالطفل حين يولد، اخرجي مع زوجك ومعكما الطفل وأشركيه في اختيار الأغراض اللازمة للطفل القادم، اشتري له الكتب بلغته الأم واسأليه عن أصدقائه ومدرسته.
المحاولات الأولى قد لا تنجح، ولكن عليك بالصبر حتى يستجيب لك، أنت على وشك العبور إلى عالم الأمومة، وهو بوابة إلى فردوس النعيم، فكري في الحياة وفي نعمة الله عليك.
ما شاء الله كان
سيدتي أنا سيدة متزوجة في الحادية والثلاثين، أريد أن أعرف الحلال والحرام فيما يتعلق بعمل حمية غذائية خاصة لإنجاب ولد ذكر، هل هذه الطرق حلال أم حرام؟ أنا حائرة وأتمنى أن أجد لديك نصيحة.
حاملة السر
عزيزتي أنا لست فقيهة، ولا يمكنني أن أقول لك هذا حرام وهذا حلال، ولكني أكتفي بالقول إن الأفضل هو التوجه لله والإكثار من الدعاء. في كثير من الأحيان يكون الامتثال لله هو الخير الذي لا نعرفه، اقرئي سورة الكهف، واستوعبي المعنى، خصوصا ما كان من أمر موسى مع الخضر، فقد طلب موسى أن يصاحب الخضر الذي وصفه ربنا بأنه عبد أوتي من عند الله علمًا، ووافق الخضر على أن يصاحبه موسى بشرط ألا يسأله تفسيرًا لما يفعله، ولكن موسى لم يطق صبرًا، فظل يسأل ويستنكر، خصوصًا حين قتل الخضر طفلًا، فقال له لقد قتلت نفسًا زكية، وعندها قال له الخضر: لابد أن نفترق وسوف أفسر لك ما لم تطق عليه صبرًا، وقال له: إن الصبي كان لوالدين صالحين، وأنه لو كبر لأصبح فاسقًا معذبًا لوالديه، ولذلك أمر الله عبده بقتل الصبي على أن يهب للوالدين الصالحين ولدًا غيره يكون بارًا بهما.
لو فكرت في هذا المعنى وامتثلت لقضاء ربك سوف يأتيك الولد بأمر الله في الوقت المناسب، وربما كان في التأخير خير لا تعرفينه، أنت في الحادية والثلاثين وأمامك 15 عامًا أخرى من الخصوبة، وفرص الإنجاب، فلا تتعجلي رزقك واصبري صبرًا جميلًا.
فرصة وأمل
سيدتي أنا سيدة في التاسعة والثلاثين، تزوجت عن حب، وفشل الزواج بعد أن أثمر طفلين هما قرة عيني، انتهى الزواج، وتخلى والد ابنيَّ عن مسئوليته نحوهما، اضطررت إلى العمل بدوامين؛ لكي أوفر لهما حياة كريمة.
بعد عشر سنوات من طلاقي التقيت بزميل دراسة كان قد طلبني للزواج ونحن في الجامعة ورفض طلبه؛ لأنه لم يكن يمتلك الكفاءة المادية للزواج، وغابت عني أخباره تمامًا، وعرفت أنه هاجر إلى الخارج وتزوج ولم ينجب، وأنه انفصل عن زوجته.
وبعد عودته إلى الوطن التقينا مصادفة، وعرف أنني مطلقة، بعد اللقاء تقدم لخطبتي، وشعرت بأن العرض يوفر لي فرصة ثانية للسعادة، كلمت ولديَّ، ولم أجد عندهما معارضة.
المشكلة هي أن الخاطب عرض علي إما أن نقيم مع والدته في مسكن فسيح تسكنه وحدها، وإما ننتقل إلى مسكن آخر يمتلكه ويقع في منطقة نائية، ثم عرض علي أن ينقل ملكية هذا المسكن إلي كمهر يمكنني التصرف فيه بحرية، فكرت أنني يمكن أن أبيعه وأحقق أمنية بشراء سيارة، مازلت مترددة في الاختيار.. أريد رأيك.
الحائرة منة الله
عزيزتي الظروف حرمت ولديك من الإحساس بدفء الأسرة، ولابد أنهما شعرا بمعاناتك وجهدك في العمل، الفرصة أمامك لتعويض هذا النقص في حياتك وحياة ولديك.
قرار الإقامة في مسكن تقيم به أم الزوج هو قرارك، إن كنت ترتاحين لها فلا تحرميها من الإحساس بالألفة الأسرية، وقد تكون سندًا لك بعد الزواج وأنت غائبة في العمل، أو إن أردت أن تخرجي مع زوجك أحيانًا بدون الأولاد.
شاوري خاطبك في أمر بيع المسكن الآخر لشراء سيارة سوف تصبح تحت تصرف الأسرة الجديدة، وتدخل السرور على الجميع.. أتمنى لك التوفيق.
ظل من الماضي
سيدتي أنا مقبلة على الزواج بعد 4 شهور، تعرضت للاعتداء وأنا في العاشرة، وكان المعتدي هو ابن عمي الذي يصغرني بعام، أذكر أنني لم أتألم وقتها ولم يؤذني، ولكني أخاف أن يكون الحدث أفقدني عذريتي، نفسيتي متعبة، ومهما حاولت أن أنسى لا أفلح، لا يمكنني استشارة طبيبة؛ لأن العادات لا تسمح بذلك.
خاطبي يحبني وأحبه، ولكن خائفة أن أفقد حبه إذا علم بما حدث، ابن عمي يعيش حياته، وحين أراه لا يبدو أنه يتذكر ما حدث منه، هل أخبر خطيبي؟ أنا في دوامة.. أرجوك أجيبيني.
المعذبة رفيف
عزيزتي خوفك ليس في محله؛ لأن الحدث الذي وصفت وقع مرة واحدة، ولم تشعري بألم أو أذى، فلا تخافي من فقدان العذرية؛ لأن غشاء البكارة يقع في مكان آمن في أعلى المهبل، ولا يمكن الوصول إليه إلا بممارسة جنسية كاملة لم تكن في مقدور طفل في التاسعة آنذاك، ما تشعرين به هو وطأة الإحساس بذنب لم تقترفيه؛ لأن اللوم لا يقع عليك بل على أهلك الذين لم يحيطوك بالرعاية اللازمة.
اعتبري التجربة شيئًا من الماضي واستفيدي منها إذا مَنْ الله عليك بأولاد، فالأولاد أمانة، ويجب ألا يغيبوا عن أعين الأبوين، خصوصًا البنات، وعلى الأم أن تفتح حوارًا مع ابنتها عما يجوز ومالا يجوز، وعن كيفية التصرف إذا تعرضت لأي تحرش، باختصار علمي ابنتك إن أنجبت ابنة كيف تقول: لا، وأن تسارع إليك وتفضي بأي شيء يشعرها بالخوف والقلق.
أنصحــك ألا تبــوحي لـخاطبك بشيء؛ لأنك إن فعلت فتحت بوابة الشك في نفــسه، ولو علم أن الفاعل هو ابن عمك تعرضت العلاقات الأسرية للتوتر، أنصحك بتحـاشي التـواجد في أمـاكـن يتردد عليها ابن عمك، استقبلي حياتك الزوجـية بقلب نظـيف وضـمير نظيف، واهتمي بدعـم عـلاقـتــك بـزوجك، والقيام بواجب الزوجة المخلصة.