يبدأ حسُّ الاستكشافِ لدينا منذ رؤيةِ عيوننا النور، منذ لحظةِ الرضاعةِ الأولى عندما تتلامسُ بشرةُ المولودِ مع والدته، ويزدادُ قوَّةً ورغبةً وشغفاً في مرحلةِ النموِّ، وتطوُّرِ الإدراكِ والحواسِ، وتمييزِ الألوانِ والأشكال. الاستكشافُ متعةٌ لا تنتهي، ونافذةٌ عظيمةٌ للمعرفةِ، ويقودنا إلى دروبٍ غير متوقَّعةٍ.
مثل غيره من النعمِ الربَّانيَّة، يتطلَّبُ الشغفُ بالاستكشافِ رعايةً واهتماماً كيلا تنطفئ شعلته، ويتمثَّلُ ذلك في استقطاعِ الوقتِ للتأمُّل، والتحرُّرِ من الحدودِ الضيِّقة التي تحولُ دون رؤيةِ الكنوزِ من حولنا، وداخل أنفسنا.
في هذا العددِ، عملنا على تلبيةِ نداءِ الاستكشافِ البديعِ من خلال موادَّ منوَّعةٍ، جهَّزها لكم فريقُ "سيدتي" المتفاني بكلِّ حبٍّ. أعددنا تقريراً، استكشفنا فيه عبر التاريخِ علاقةَ الرياضةِ بالموضة، تزامناً مع انطلاقِ منافساتِ دورةِ الألعابِ الأولمبيَّة 2024، التي تستضيفها باريس عاصمةُ الأزياء، وحدَّدنا نقاطَ التكاملِ بينهما في تصاميمِ الأزياءِ الرسميَّة للفرقِ المشارِكة. ولا يمكنُ أن يتمَّ ذلك دون تسليطِ الضوءِ على الدورِ الكبيرِ للمرأةِ في الألعابِ الأولمبيَّة الحديثة، هذا الدورُ الذي تطوَّر بشكلٍ ملحوظٍ منذ دخولها البطولةَ للمرَّة الأولى عامَ 1900 من خلال لاعبةِ سباقِ الإبحار السويسريَّة هيلين دي بورتاليس التي توِّجت بوصفها أوَّل بطلةٍ أولمبيَّةٍ.
كذلك استكشفنا أبعاداً جديدةً للفنون في لقاءٍ مع شخصيَّة الغلاف، الفنَّانة الإماراتيَّة سارة العقروبي، التي عاشت رحلةً تعليميَّةً، تنقَّلت خلالها بين بلجيكا، وإيطاليا، والإمارات، وبريطانيا. حدَّثتنا ضيفتنا بشكلٍ خاصٍّ عن تجربتها الغنيَّة في دوراتٍ مدرسيَّةٍ، أطلقت عليها اسمَ "نظرية المعرفة"، وترتكزُ على مبدأ "لماذا؟" حيث يقومُ الطالبُ بالبحثِ خلفَ المُسلَّمات، وهو نهجٌ، يعتمده المبدعون لإثراءِ إعادةِ الاستكشافِ في أسلوبِ الحياة.
وفي السياقِ ذاته، تعرَّفنا عن قربٍ على إحدى الجواهر الفيروزيَّة في جزرِ البحرِ الأحمر السعوديَّة، إذ استكشفنا إحدى أروعِ الوجهاتِ السياحيَّة ضمن "رؤية 2030"، وهي محميَّةٌ، تجتمعُ فيها الروائعُ من المياه الكريستاليَّة، والشعابِ المرجانيَّة، ممتزجةً بالفخامةِ الهادئةِ، والخصوصيَّة التامَّة.