|
كنت وما زلت أقيم علاقة غرامية من نوع آخر.. فأنا مغرم بالكتب لدرجة تجعلني أفضلها على غرام واحدة بمستوى جوليا روبرتس أو جنيفر لوبيز.. فالفرق بين الاثنتين أن الأولى «الكتب» مملوءة، بينما الثانية «فاضية».
وإذا كانت واحدة مثل جنيفر لوبيز «مليانة»، فهي «مليانة» بأشياء «فاضية»، بينما الكتب «مليانة» بأشياء «مليانة»!!
وكنت دائمًا عندما أذهب إلى معرض الكتاب أو أي مكتبة أستمتع برائحة الكتب، وأفضلها على رائحة شانيل أو فلنتينو.
وأبقى اليوم مع الكتاب فهو خير جليس في الزمان، أو كان كذلك، ولكن اليوم أصبح خير جليس في الزمان جهاز «أي جهاز كمبيوتر»، فالناس أصبحت لديها علاقة حميمة مع الكمبيوتر لم تكن تقوم بمثلها مع الكتاب، وهي إذا اختارت القراءة فهي تختار الكتب السيئة، بدليل أن الكتب السيئة تبيع أكثر.. فهل معنى ذلك أن أذواق الناس سيئة؟!
أكثر مبيعات الكتب هي كتب الطبخ وتفسير الأحلام بما يكشف أن الناس تريد أن «تطبخ» أو «تحلم»، لا تريد أن تقرأ وتتثقف، «أليس غريبًا هذه الأيام أن كلمة (مثقف) أصبحت سيئة أو في أفضل الأحوال كلمة تهكمية نستخدمها عندما نتهكم على الآخرين»!!
وأكثر من يشتري الكتاب هن النساء، فالمرأة هي المستهلك الأكبر، لكنها تتعامل مع الكتاب على أنه بضاعة لا ثقافة، فهي تشتري كتبها كما تشتري أدوات مطبخها، فهي تشتري لتطبخ أو في أفضل الأحوال لتحلم أو تفسر أحلامها!!
الأكيد أن أسوأ مستثمر هو من يستثمر في الكتاب، فمبيعات كل معارض الكتاب في العالم العربي لا تقارن بإيرادات فيلم هابط!!
وإيرادات راقصة محترمة جدًّا تتجاوز كل إيرادات الكتّاب المحترمين وغير المحترمين، وأسوأ من كل ذلك أن إيرادات المفكرين مجتمعين لا تصل إلى نصف إيرادات واحد مثل زين الدين زيدان، كل ما فعله أنه «لعب» بينما انشغل الآخرون بغير اللعب، فهل يستوي الذين «يلعبون» والذين «لا يلعبون»؟!
التجربة تقول:
هذا ما فعله نجيب محفوظ بالأدب.
وهذا ما فعلته فيفي عبده بقلة الأدب!!
وذاك ما فعله أي مفكر بالجِد والتعب.
وذاك ما فعله زين الدين زيدان بـ«الكرة» واللعب!!
فهو لم يترك زيادة لمستزيد فهو قال، وإن لم يقل «اللعب» أصدق إنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد و«اللعب»!!
شعلانيات
< لكي نقضي على التفرقة العنصرية بين البيض والسود يجب أن يكون للرجل الأبيض قلب أبيض!
< لا يحكم غيره من لا يحكم نفسه!
< لا يكفي أن تحب إنسانًا.. اجعله يشعر بذلك!
< كلما زاد ضعفك.. نقصت حريتك!