اسحب السيفون!

يسمى عند البعض بـ «التواليت»، وعند البعض الآخر «بيت الراحة»، ومن أسمائه الأخرى: «الحمام»، «بيت الخلاء»، الـ «WC»، يوجد منه نوعان: شرقي وغربي، وبجانب قضاء الحاجة الطبيعية فإن كليهما، أو جدرانهما بالتحديد، يعتبران من أشكال الحوار، وتبادل الأفكار عن طريق الكتابة على هذه الجدران «الغرافيتي»، وهي متفوقة على الدردشة الإلكترونية من ناحية عدد محرريها، وقرائها، فجدران المراحيض صفحات لا تنتهي من التعبير، وانتقاد الواقع.



تمتاز صحافة جدران «بيت الراحة» بميزة عدم حجب كل ما هو غير صالح للنشر، فجميع الأفكار تنشر من دون رقابة، لهذا يستخدم معظم الشباب أسلوب نشر أفكارهم على تلك الجدران كوسيلة إعلامية مبتكرة وسهلة، تساعدهم على الوصول إلى قطاعات عريضة من الناس، مضامين حوار هذه الجدران تتناول مسودات يرفضها المجتمع، لإثارتها النزعات العنصرية، والطائفية.. إلخ.

يرى بعض الخبراء في شؤون تنظيف «بيت الخلاء» أن ما يكتب على جدرانه هو رجع لصدى صوت المقهورين في قاع المجتمع، الذين لا يملكون ثمن شراء جريدة، أو ثمن ساعة دردشة في قاعة إنترنت،

تتراوح المقالات القصيرة المنشورة على جدران الـ «WC» بين البوح، والقصص العاطفية الفاشلة، وانتقاد الواقع السياسي، لذا يمكن اعتبار الحب والسياسة، الموضوعين الأساسيين في هذا النوع من الكتابة، لأن الموضوعين يعتبران من أكبر المواضيع التي تشغل بال الشباب.

تبدأ هذه الهواية في سن مبكرة، حيثُ يبدأ الطفل الكتابة على جدران المنزل كشكل من أشكال التعبير عن الذات، معتقدًا أنه ينجز عملاً جادًا، فالطفل هنا يحاول أن يترك أثرًا على الجدار، معلنًا من خلاله بداية شخصيته، وهنا يقوم بعض الآباء بمعالجة الظاهرة بالسخط، والتأنيب.

من العبارات الشائعة التي يكتبها البعض على جدران المراحيض، عبارات تمجيد أندية كرة القدم التي يشجعونها، و«اذكرونا فالذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان».. «اذكرونا فالذكرى عمر ثان»، أو عبارة «أشتاق إليك اشتياق الصائم للمغيب والمريض للطبيب والفنادق للغريب»، أو «سوسو وحنتوسو معًا إلى الأبد».

بعض المواقع الإنترنتية الحديثة لا تختلف كثيرًا عن المرحاض في نقلها لمواضيع إباحية، أو طائفية، أو مواضيع لا تمت للحقيقة، وللمصداقية بصلة، فهل يرحمنا أصحاب هذه المواقع، ويسحبون السيفون!