الباحثة عن الكمال!

هل أنت من النساء اللاتي يسعين إلى الكمال في كل أمور حياتهن، سواء في العمل أو المنزل أو المظهر أو النظافة؟، هل أنت من النساء اللاتي أسلوب حياتهن يمكن إيجازه في عبارة «كل شيء أو لا شيء»؟

للوهلة الأولى يبدو أن سعي المرأة نحو الكمال أمر جميل ومثالي، لكن هذا السعي قد يصبح مزعجًا لصاحبته وللذين يعيشون معها في المنزل أو الذين يزاملونها في العمل، وحتى في نطاق الأصدقاء والأقارب

وهناك من يرى أن هذه الفئة من النساء مصابات بعقدة البحث عن الكمال، ويتوقعن غالبًا من الحياة أمورًا كثيرة لا يمكنهن أن يتوصلن إليها أبدًا، ولذلك كثيرًا ما يشعرن بالإحباط أو الاكتئاب، ويقضين فترات طويلة من حياتهن يدققن في أتفه الأمور سعيًا وراء الكمال المنشود،  وحين لا يصلن أو لا يحققن هذا الكمال يجدن أنفسهن يرفضن كل ما يحيط بهن من أمور لا تروق لهن، وعندئذ لا يشعرن بمعنى السعادة الحقيقية، وذلك لشعورهن الدائم بأن هناك شيئًا ناقصًا

والأمر الذي يرفع من درجة تعاسة هذه الفئة من النساء اللاتي يبحثن عن الكمال من دون جدوى هو أنهن يعتقدن أنهن مسؤولات عن سعادة الآخرين من حولهن؛ لإحساسهن المرهف وشعورهن الحاد بالمسؤولية عن الأفراد المحيطين بهن

 

يقول الدكتور «ستيفن بالمر»، الاختصاصي النفسي بجامعة «لندن» ومدير التحكم في التوتر والإرهاق،  إن عقدة السعي إلى الكمال من خلال رفع شعار كل شيء أو لا شيء،  تعد ظاهرة مرضيَّة انتشرت في الآونة الأخيرة، وبشكل خاص بين الشباب من الجنسين، بعد أن أصبح من الممكن من خلال التقنيات الحديثة الوصول إلى الكمال على الأقل في المظهر من خلال إجراء بعض عمليات التجميل

ويضيف الاختصاصي النفسي الدكتور «ستيفن بالمر» أن مشكلة هذه الفئة من النساء اللاتي يسعين جاهدات إلى الكمال من دون جدوى تكمن في حجم التوتر، والإزعاج الذي ينعكس بصورة أو بأخرى على المحيطين بهن

وينصح الدكتور «بالمر» المرأة المصابة بعقدة أو بمرض السعي إلى الكمال بأن تعترف أولاً بأنها مصابة بهذا المرض؛ حتى تتمكن من التخلص منه بمساعدة الطبيب النفسي

ولي قريبة في الأربعين من عمرها تقريبًا.. تزوجت وعمرها 25 سنة من شاب يعمل في مجال التجارة، وهو ناجح في عمله.. وقادر على الإنفاق على منزله بلا إزعاج.. وقريبتي هذه مصابة بهذا المرض الجميل.. مرض البحث عن الكمال.. وقد جعلت من منزلها متحفًا للجمال.. من المشاية الموجودة على باب المنزل.. إلى آخر متر في المنزل.. وحتى تكاد تغير من أشكال وأنواع الأثاث شهريًا.. وربما أسبوعيًا.. فكلما شاهدت «أنتريه» (شيك) سارعت إلى شرائه.. وبعدها تبيع أو تتخلص من الأنتريه القديم.. والصالون الذهبي الجميل إرث والدتها تبيعه من أجل صالون مودرن.. وتسألها لماذا؟ فتقول حتى يمشي مع بقية العفش الجديد.. أما ملابس زوجها وأولادها، وملابسها طبعًا فحكاية يطول شرحها وأترك لكم تصورها

 

أشياء أخرى

لا تفعل ما يريده الآخرون.. دعهم يفعلون هم