التسول الإعلامي والأقلام المأجورة!


أسوأ شيء هو أن يعمل شخص «نظيف» في صحيفة «متسخة» أو محطة «متسخة»، وأسوأ من ذلك أن يعمل شخص «متسخ» في مجلة «نظيفة» أو محطة «نظيفة»!

الصحفي «النظيف» في الصحيفة «المتسخة» مثل الذي يعمل في منجم فحم ويحاول أن يحتفظ بنظافته ونظافة ملابسه، فهو إذا حافظ على نظافته فمعنى ذلك أنه «لا يعمل»، وإذا عمل فلن يكون «نظيفًا»!

والصحفي «المتسخ» الذي يعمل في مجلة أو محطة نظيفة هو مثل المرأة السيئة السمعة التي تنتسب إلى بيت سمعته طيبة، فسمعتها السيئة ستلاحق العائلة الطيبة بأكملها إلى أن تتبرأ منها، وإذا فعلت فستكون السمعة ليست سيئة، ولكنها بالتأكيد سمعة ليست طيبة.

والعمل الإعلامي هذه الأيام أصبح إما سيئ السمعة أو منجم فحم، وعليك أن تختار إلى أي معسكر تنتمي، طالما أنت في هذا الحقل فقد أصبحت كلمة «إعلامي» كلمة سيئة السمعة، فالإعلامي متهم إلى أن يثبت العكس.

متهم بأنه مأجور إلى أن يثبت العكس، وعليه أن يثبت العكس، وهو طوال عمره يحاول أن يثبت هذا العكس إلى أن تأتيه تهمة أخرى، فيبقى يحاول بقية عمره أن يثبت العكس.

كل ذلك يحدث لأن قلمًا سيئ السمعة يعمل بنظام الإيجار حينًا، وبنظام الإيجار المنتهي بالتملك حينًا آخر، وبنظام التملك بعض الأحيان، أن يؤجر قلمه مفروشًا وحسب طلب الزبون.

هناك بعض الأقلام لاتزال «ترقص» في الوقت الذي اعتزلت فيه الراقصات المهنة.

وهناك محطات أصبحت سمعتها أسوأ من سمعة أي كباريه سيئ السمعة، ثم تأتي وتتحدث عن شرف المهنة وأخلاقيات المهنة.

العمل الإعلامي أصبح يحتاج إلى ميثاق شرف بعد أن أصبحت المهنة سيئة السمعة، ويحتاج أكثر إلى قانون يمنع التسول على صفحات الجرائد، وينهي عصر الشحاذة، بعد أن تحول الكثيرون إلى متسولين وشحاذين وأيديهم ملطخة بالدولارات الخضراء، فلا يمكن لصحفي متسخ أن يطالب بالنظافة.

ولا يمكن لمحطة أن تتبنى حملة للنظافة المهنية قبل أن تكنس أمام بابها!

 

 

شعلانيات

< قد أكون مخطئًا.. كلمة يقولها من لا يعتقد بذلك!!

<الفقر ليس عارًا.. إنه أسوأ من العار!!

< «الجوع» كافر.. ولكن ليس بالضرورة أن «التخمة» مؤمنة.. فهي كافرة أيضًا!!

< الخبير هو الذي يعرف الكثير جدًّا عن الشيء القليل جدًّا!!