استوقفتني صورتها مع خبر مزدوج، وهو احتفالها ببلوغ سنّ الثمانين، ووجودها في أحد مستشفيات روما بسبب كسر أصاب وركيها.
أنيتا إكبيرغ.
>>>
وكانت بطلة فيلم اشتهر في العام 1960 تحت عنوان «دولتشي فيتا»، ومعناها بالعربية «الحياة الحلوة».
>>>
وعندما زارت عاصمتنا، بيروت، لتروّج لذلك الفيلم، كنت محرِّرة في مجلّة «الصيّاد» الأسبوعية، وأكتب في مختلف المواضيع الثقافية والنسائية. وخطر لي أن أجري معها مقابلة، وتكون مختلفة عن المألوف؛ فاتصلت بمدير أعمالها ومرافقها، وسألته إذا كانت الممثلة، والتي اشتهرت بالأناقة وجمال القوام، ترضى بأن تقوم بعرض خاص للأزياء من أجل تحقيق أجريه معها. واخترت في حينه أنطوان عْقَيْص، وكان خيّاط الطبقة الأرستوقراطية، وصاحب ذوق مميّز.
وهكذا نجحت في إقناع الممثلة ومديرها، وقامت بذلك العرض المميّز لأجمل ما ابتكره ذلك الفنان.
وكان من الطبيعي أن أوجّه إلى الممثلة بعض أسئلة حول شخصيتها والفيلم الذي أوصلها إلى العالمية، ليكتمل الموضوع. ففوجئت بتردّدها؛ وكانت لدى طرح السؤال، تحيلني على مديرها ليجيب عنها.
والأسئلة بسيطة، إلا أني اكتشفت من خلال تلك التجربة، كم تكون الصورة الخارجية لبعض المشاهير خادعة. فهي هنا لتقديم الصورة. أما الكلام فتتركه لمن يدير أعمالها.
وأنيتا لم تكن نجمة سينما وحسب، إذ انطلقت من موقعها آنذاك، ملكة جمال «السويد». ودخلت تاريخ السينما، حسب قولها، من خلال مشهد شهير في فيلم «الحياة الحلوة» «لفيديريكو فلليني» وفي نافورة الماء الشهيرة «تريفي» في وسط العاصمة الإيطالية.
ثم تتابع نجمة الجمال والإغراء قصّتها الحالية من المستشفى في روما فتقول: «قبل عام كُسر وركي الأيسر، والشهر الماضي كُسر وركي الأيمن. والآن يحاولون مساعدتي على المشي... وللمفارقة فإن فلليني كان يحبّ مشيتي. كم كنتُ جميلة»!
وأنا ما زلت أذكر جمال تلك النجمة وأسلوبها المميّز، وهي تتنقّل أمام أعيننا، وعدسة المصوّر تلاحقها وهي تقدم ذلك العرض الخاص، وقد نشرته المجلّة في حينه.
وتختم النجمة حديثها الأخير من المستشفى حيث يتمّ علاجها: «أشعر بشيء من الوحدة، إلاّ أني لست نادمة على شيء، فقد أحببت، وبكيت، وكنت سعيدة حتى الجنون».