أجمل لحظات العمر هي التي تشعر فيها بالاطمئنان والسلام الداخلي. كل الركض واللهاث لا يعني شيئا متى ما فقدت هذا الإحساس. الاستقرار الحقيقي هو الذي تشعر به مع العائلة حيث الحضن الدافئ والأمان. مهما كانت المغريات الخارجية تبقى العائلة هي الرهان الذي لايقبل المساومة، وحتى الخسارة معها هو ربح.
العائلة حيث الحب غير المحدود، والتضحية غير المشروطة. ربما نختلف وتتباين الآراء والتوجهات، لكننا ندرك في قرارة أنفسنا أن هذا المكان هو ملجأنا الأخير وأن هؤلاء الأفراد هم الذين سيبقون إلى جانبنا في مختلف الظروف. الأسرة هي التي تمنحنا الأمل وتفتح لنا أبواب الحياة.
ندرك أهمية اللحظة مع العائلة حينما نفتقدها. وكلما كبرنا وتعمقت تجربتنا أدركنا الثروة الحقيقية للعائلة. ونكتشف كم كانت الأسرة تسعى وتساند كل فرد فيها. ومهما حاولنا أن نكافئ أفراد الأسرة من المستحيل أن نوفيهم حقهم. ونعتقد أن اهتمامنا بالعائلة وسؤالنا عنهم من وقت لآخر يفي بالمطلوب لنكتشف بعدها أن الاهتمام الحقيقي هو بالمشاركة الفعلية والمشاعر الحقيقية، ولكن ليست المشاعر التي تبنى على الانفعال لأنها تبقى مشاعر لحظية، بل سلوك وأسلوب وممارسة تعتمد على الصدق والاستمرارية.
قد يكون في الأسرة أفراد يستهويهم التفكير في ذاتهم، والانغلاق في دائرتهم. وربما يتناسون واجباتهم. لكن جو الأسرة الدافئ والحنان الموجود داخل جدران المنزل كفيلة أن تعيد من شذّ، وقادرة على منح الفرص من أجل أن تستمر العربة. الحب يجمع الأفراد مهما تباعدوا.
والربح الحقيقي في هذه الحياة هو رضا الوالدين الذي يجعل من الحياة بلسما حنونا. وليتنا نستطيع أن نرضي الوالدين فهما الحب والعطاء الذي لاينتهي. وما من شيء في هذه الحياة يساوي رضا الوالدين وحنانهما. النجاح الحقيقي في الحياة يبدأ من خلال أسرة متماسكة وسعيدة.
اليوم الثامن:
مهما منحتنا الحياة من فرص ومزايا ...
بدون العائلة تبقى نقشاً عابراً على سطح ماء.