الخبر هذه المرّة جاء من أميركا، وخلاصته أنّ مدرسة أميركيّة تلزم تلامذتها تعلُّم اللغة العربيّة.
أعلن النبأ المسؤولون في مدرسة رسميّة ابتدائيّة في نيويورك.
وبذلك تصبح المدرسة الأولى التي تقوم بهذه الخطوة في المدينة.
وأكّدت صحيفة «نيويورك بوست» الخبر، وأضافت أنّه ابتداءً من الفصل الدراسيّ المقبل، سيكون على جميع التلامذة من الصفّ الثاني وحتّى الخامس، تعلُّم اللغة العربيّة.
تقع المدرسة في مانهاتن، وهو من بعض الأحياء الراقية في المدينة. وعزت أسباب هذا القرار إلى ازدياد الطلب على تعلُّم العربيّة. كما أكّدت بأنّ العربية ستحلّ مكان اللغة الفرنسيّة أو الإسبانيّة إلى جانب الإنكليزيّة. وذلك، في رأيها، سوف يمنح المدرسة مكانة مرتفعة لدى نظام البكالوريا العالميّ.
أمّا أستاذ اللغة العربية في المعهد، ويدعى محمد ممدوح، فقال: قريباً، ستصبح العربيّة لغة عالميّة، مؤكّداً أنّ الأطفال يتعلّمونها بسرعة.
بالطبع هذه ليست المحاولة الأولى لتعليم اللغة العربية في القارة الأميركية. فقد دأبت كندا على إعطاء الفرصة لأولاد المهاجرين من البلدان العربيّة كي يتعلّموا لغة بلادهم، وجعلت ذلك من ضمن برنامج تعدّد الحضارات. لكن ما لم يتنبّه له أصحاب القرار هو التنظيم، إذ حدّدوا توقيت تلك الدروس بنهار السبت. وهو يوم عطلة، ممّا يحوِّل الدرس إلى فرض قاس يقتحم العطلة، ويحرم التلامذة من التمتّع بالإجازة؛ وتكون النتيجة أنّ الطلاب يجافون اللغة بدل الإقبال عليها. وكنت شاهداً على ردود الفعل تلك لدى أولاد العائلة والأقرباء المغتربين في تلك البلاد.
وبالطبع لم تبلغ الفكرة هدفها. ولم يتعلّم الأولاد لغة أهلهم. كما أن معظم المدرّسين لم يكونوا من ذوي الإختصاص في التربية كي يُحبِّبوهم باللغة، أو يتوسّلوا أساليب تجذبهم إلى تعلُّمها.
وهكذا لم تنجح تلك المحاولة في تقريب لغة الآباء والأجداد من ذائقة الطلبة الأحفاد.
لكن هذه الخطوة الجديدة التي يقوم بها المعهد الرسمي في مدينة نيويورك مختلفة. وهي، كما يبدو، جدّية. يبقى ان تلقى الفكرة التشجيع والمؤازرة كي تعمّ وتنتشر، لا في معهد واحد فقط، بل وفي جميع المعاهد التي تهتمُّ بتدريس اللغات الحيّة، والعربية واحدة من تلك اللغات.