بعد غياب طويل نجلاء فتحي تعود وتخصّ «سيدتي» باعترافات مثيرة:

أكدّت نجمة الفنّ الجميل نجلاء فتحي في حوارها مع «سيدتي»، اعتزالها التمثيل حاليّاً، وشدّدت على أنّ مذكّراتها ليس فيها مغامرات مثيرة، لذا، هي لا تفكر في كتابتها. وأعلنت فتحي أنّ رفضها الدائم للظهور في البرامج أو الحوارات الصحفيّة يرجع إلى كونها بعيدة عن الفنّ منذ أكثر من 10 سنوات، حين قدّمت آخر أفلامها «بطل من الجنوب»، من إخراج محمد أبو سيف. وتقول فتحي إنّها، وبالرغم من غيابها، أحبّت اليوم الإطلالة من خلال «سيدتي» متحدّثة في كلّ أمورها الخاصّة والفنية.

شرحت الفنانة نجلاء فتحي أسباب هجومها على عادل إمام، الذي وصفته بأنّه فنّان السّلطة، وقالت: «لم أكنْ أذكر رأياً لأسيء به لزميل آخر. فأنا من جيل كان يحترم بعضه، وعندما أتحدّث أتحرّى الدّقة في حديثي. وإذا كان عادل إمام، كما قيل وتردّد، فنّان السّلطة، لأنّه كان قريباً منها، ولأنّه كان يقدّم أعمالاً قد يكون فيها بعض الخطوط الحمراء، وتسمح له الرّقابة بذلك، فهذا ليس تقليلاً منه، لأنّ آخرين كانوا يتودّدون للسّلطة في العهد الماضي مثله».

وعن رأيها في القضايا التي تعرّض لها حاليّاً، مع آخرين، بسبب أعمالهم الفنيّة، رفضت النّجمة نجلاء فتحي أنْ يذهب الفنان إلى المحكمة، بسبب فنّه لأنّه ليس هو المسؤول بمفرده عمّا يقدّمه على الشاشة، فهناك المؤلّف والمخرج والمنتج والرقابة على المصنّفات الفنيّة ووزارة الثقافة التي ينبثق منها جهاز الرّقابة. فكلّ هؤلاء يجب أن يُسألوا قبل الفنّان، فالفنّ عمل جماعيٌّ طالما أخذ تصريحاً رقابيّاً. فإذاً، الرقابة هي المسؤولة ولا يُمكن أن يُقاضى الفنّان بأثر عكسيٍّ على أفلام قد قدّمها قبل 20 عاماً مثلاً، متسائلة: «أين كان هؤلاء المحامون وقتها»؟

 

مذكّراتي الشخصيّة

وحول ما تردّد عن كتابتها لمذكّراتها طوال فترة ابتعادها عن الأضواء، أكّدت نجلاء فتحي بقولها: «إنّ مذكّراتي الشخصيّة ليست فيها مغامرات أو أحداث ساخنة ومثيرة، وكلّ ما في الأمر أنّ هناك بنتاً جميلة أحبت السينما، ثمّ تزوّجت وأنجبت، كما أنّها اشتهرت فجأة وبدون مقدّمات، لأنّ الدّعاية التي واكبت ظهوري في أوّل أفلامي «أفراح» مع المخرج أحمد بدرخان ومن إنتاج رمسيس نجيب، لم تواكب أيّ فنّانة أخرى في حياتها إلى الآن».

 

اعتزال مؤقّت

واعترفت النّجمة المصريّة المخضرمة بأنّ اعتزالها للفنّ قد لا يكون نهائيّاً، حتّى لا تخدع جمهورها، وشدّدت على أنّها قد تعود اليوم أو غداً أو حتّى بعد 5 سنوات، إذا أعجبها عملاً فنيّاً متميّزاً لا تستطيع أن تقاوم به إغراء العودة، مع تأكيدها أنّ قرار اعتزالها الحالي لا رجعة فيه، خاصّةً أنّها رفضت العديد من الأعمال الفنيّة للسينما والتلفزيون، وآخرها فيلم مع إلهام شاهين لجهاز السينما.


وقالت: «هناك أعمال فنيّة مهمّة ورائعة عُرضت عليّ طيلة السنوات الماضية، وإلى الآن، ما يعني أنّني نجمة سينمائيّة مازالت مطلوبة، إلا أنّني واجَهْتُها بالرّفض دون استسلامٍ للعودة، لأنّ الأعمال لم ترقَ إلى المستوى الذي أنشده». ورفضت نجلاء فتحي أن يكون تواريها عن السينما نتيجة لصعود الإسلاميين مؤخراً. وشدّدت على أنّها تلتقي جمهورها الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى، قائلة: «أفلامي تُعرض يوميّاً على قنوات السينما المنتشرة في أرجاء الوطن العربيّ، وهي قد زادت تعريف الجمهور بي، حتّى من الشباب. لذا، فأنّا لست بعيدة عن جمهوري، لأنّ أفلامي القديمة مازالت تعرض بكثافة إلى الآن، وهي أفلام تعبّر عن الرومانسيّة التي افتقدناها كثيراً في السنوات الأخيرة».

وأوضحت أنّها تستغرب عمل زملائها من أبناء جيلها، سواء أكانوا ممثلين أم ممثّلات في التلفزيون بهذه الكيفيّة الدائمة»، قائلة: «أنا منذ العام 1982، حين قدّمت لأوّل مرّة عملاً تلفزيونيّاً باسم «ألف ليلة وليلة»، وكان عملاً جديداً، وغير تقليدي، في ذلك الوقت. ومنذ ذلك الحين، لم أقدّم عملاً آخر رافضة إغراءات العودة للدراما التلفزيونية، وهذا ما دعاني لتقديمه كعمل تلفزيونيّ، لأنّ النّجم الذي تربّى في السينما من الصعب أن يتعوّد على العمل التلفزيونيّ الذي يتطلّب حفظاً وجهداً كبيرين بعكس فيلم السينما».

 

أفلامي وجوائزي

وأكّدت نجلاء فتحي نجمة زمن الفنّ الجميل أنّها قدّمت أكثر من 80 فيلماً للسينما في مشوارها الفنيّ، وأنّها لو كانت قبلت الكثير من العروض لأصبح رصيدها أكثر من 300 فيلم، لكنّها كانت ترفض عشرات الأفلام حتّى تُحافظ على المستوى الذي اعتاد الجمهور أن يُشاهدها من خلاله، بحسب قولها.

وشدّدت على أنّها كانت تختار أعمالها بعناية شديدة، وأنّ تلك الأعمال تنوّعت، وناقشت العديد من القضايا المهمّة في حينها، وأشارت إلى أنّ أغلب أفلامها الرومانسيّة، قاسمها بطولتها النّجم محمود ياسين الذي قدّمت معه بمفرده ما يقرب من 15 فيلماً من رصيدها السينمائيّ.

وتحدّثت نجلاء فتحي عن أهمّ الأفلام التي كانت في حياتها نقطة فخر واعتزاز، وتوجّت فيها بجوائز دوليّة أو محليّة، فذكرت منها جملة أفلام: «أختي» و«حب وكبرياء» و«ودمي ودموعي وابتسامتي» و«الشريدة» و«إسكندرية ليه» و«أحلام هند وكاميليا» و«عفواً أيها القانون» و«سوبر ماركت» و«سنة أولى حب» و«المجهول» و«سونيا والمجنون» و«الجراج» و«غداً سأنتقم».

وتابعت: «حصلت على أكثر من 20 جائزة عن هذه الأفلام، وبعضها جوائز دوليّة مهمّة، مثل جائزة مهرجان «طشقند العالميّ» كأحسن ممثلة في فيلم «أحلام هند وكاميليا»، وأيضاً جائزة مهرجان دمشق السينمائي في فيلم «عفواً أيها القانون»، كما حصلت على عشرات التكريمات، خاصّة في مهرجاني القاهرة والإسكندرية السينمائيين، إلى جانب اختياري كعضو في لجان تحكيم أهمّ المهرجانات السينمائيّة في مصر والوطن العربيّ». كما تلقيت تكريمات مهمّة في الفترة الأخيرة، من عدّة مهرجانات، ومن عدّة دول».

 

12 عاماً من الاختفاء

شرحت نجلاء فتحي في حوارها مع «سيدتي» بأنّ قلّة أفلامها السينمائيّة، بالمقارنة إلى عمرها الفنيّ الذي تخطّى الأربعين عاماً، من بينها 12 عاماً من الاعتزال، منذ العام 2000 إلى الآن، تعود إلى أنّه مع الوقت يصبح الاختيار أمام النّجم أو النّجمة صعباً، وأنّ مجرّد الموافقة على بطولة فيلم جديد كلّ عام ليس بالشيء السّهل، خاصّة في مرحلة النجوميّة والمنافسة مع نجمات أخريات.

وأضافت: «فضلاً عن أنّني قدّمت جميع الأدوار التي كنت أتمنّى تقديمها للسينما، فقد كنت أتمنّى العثور على أفلام لم يكن قد سبق وأنْ قدّمت شبيهاً لها من قبل، إلى جانب أنّ السيناريو كان باعتباري هو البطل الحقيقيّ للفيلم، وعند عدم العثور على سيناريو جيّد، كان البديل هو الجلوس في بيتي، لذا كنت لا أعثر إلا على عمل جيّد واحد كلّ عام في فترات سابقة، وأحياناً أختار العمل وأقدّمه بشكل جيّد، وبكلّ طاقتي وإمكانيّاتي الفنيّة. إلا أنّني أفاجأ بأنّ مخرج الفيلم لم يكن بالمستوى المطلوب، أو لم تكن لديه القدرة على تنفيذ أفكاره التي كتبها على الورق وقت التحضير على الشاشة عند التنفيذ، وأيضاً قد أفاجأ بتحكّم سوق الإنتاج والتوزيع في مصير فيلمي، فيسعون وراء إفشالي جماهيريّاً، ممّا كان يُصيبني بإحباطٍ شديدٍ، وهو ما حدث معي في بعض أفلامي الأخيرة، خاصّةً آخر أفلامي «بطل من الجنوب، لأنّه كان يناقش قضيّة قوميّة مهمّة».

غياب مسرحيّ وتلفزيونيّ

وقالت النّجمة المصريّة إنّ سرّ غيابها عن المسرح ورصيدها الذي أصبح صفراً فيه، يعود إلى أنّها ترى أنّ للمسرح نجومه.

وأضافت: «في حقيقة الأمر عُرضت عليّ مسلسلات كثيرة، وفي أدوار كالتي كنت أقدّمها من خلال السينما، فرفضتها، لأنّه إذا كانت الأفلام السينمائيّة تعرض في التلفزيون، فلماذا أكرّرها في المسلسلات؟ وهي عملية صعبة ومرهقة على فنّان السينما، لذا لم أقدّم إلا عملاً قد يصعب تقديمه سينمائيّاً مثل مسلسل «ألف ليلة وليلة»، وكان هناك مشروع لعمل آخر. لكنّه توقّف في مرحلة التحضير وتصوير أربع حلقات فقط منه بسبب مشاكل إنتاجيّة».

وشدّدت نجلاء فتحي على أنّها لا تكون في مكانها الصحيح لو كانت أقدمت على الأعمال المسرحيّة أو التلفزيونيّة، مؤكّدة أنّ لكلّ مجال نجومه وفرسانه.

وعن رأيها في فنّانات وفنّاني الجيل الجديد للسينما المصريّة حالياًً، قالت: «إنّ السينما المصرية بخير ومازالت تقدّم كلّ يوم نجوماً ونجمات جددا، ويتمتعون بمواهب حقيقية، لكن عيب أبناء الجيل الجديد أنهم جروا كثيراً وراء الفيلم الكوميدي وكأنه الحصان الرابح الوحيد في السينما، بعكس السينما في أيامنا وفي عصرها الذهبي حين كنت تجد فيها كل أنواع الأفلام سواء تلك التي كانت تعالج قضايا قومية سياسية اجتماعية أو قصص حب رومانسية أو كوميدية أو تراجيدية وكانت تجد أفلاماً ناجحة ومميزة».

 

التوقف عن الإنتاج

وحول ما إذا كانت ترى أن عدم قدرتها على الإنتاج وراء توقفها وعدم استمرارها في سينما اليوم، قالت نجلاء فتحي: «لقد أنتجت للسينما وخضت التجربة حباً فيها من خلال فيلم «سوبر ماركت» مع المخرج محمد خان. ولكن لأنني لا أفهم في الحسابات، لذا لم أستطع الاستمرار في التجربة خاصة أن المرء قد يواجه حروباً كثيرة من عدة جهات تمعن في إفشال تجربته حتى لا يكررها مرة أخرى».

الرومانسية والحلم الأخير

 

لنجلاء فتحي ابنة وحيدة اسمها ياسمين أبو النجا، وهي متزوجة وتعيش حياة مستقرة بعيداً عن العمل الفني، مؤكدة أنها أخذت الكثير منها خاصة أنها كانت قريبة من العمل الإعلامي، وقالت: «كانت ياسمين فتاة رومانسية لأنها تعلّمت الرومانسية مني ومن أفلامي، وإذا لم تكن ابنة نجلاء فتحي رومانسية فمن تكون إذن؟ فالكثيرات تعلّمن الرومانسية من أفلامي».

وعن حلمها الأخير الذي لم تحقّقه، قالت: «كنت أتمنى الإنجاب من زوجي الإعلامي حمدي قنديل لأنني تعلّمت منه الكثير فيما يخصّ الهمّ الوطني وهو الذي كان مناضلاً وضد التوريث وحارب الفساد بشتى أشكاله ومنعت برامجه من التلفزيون المصري لأنه كان يقول كلمة حق».

يشار إلى إن النجمة نجلاء فتحي حالياً زوجة الإعلامي المخضرم حمدي قنديل، ولها ابنة وحيدة هي ياسمين أبو النجا التي عملت لفترة في السفارة الإيطالية ثم قررت البقاء في بيتها إلى جانب زوجها وابنتها.

 

للتصويت: هل تشجّعون النجمة نجلاء فتحي على العودة إلى الفن ام تفضّلون مشاهدتها فقط في أفلامها المعروفة في زمن الفن الجميل؟