هكذا تصدّر العنوان وسائل الإعلام
وجاءت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على رأس القائمة التي أعدّتها مجلّة «فوربْس»
أمّا المركز الثاني فكان من نصيب هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية أميركا، والتي كادت، في العام 2008 أن تقتنص ترشيح الحزب الديموقراطي لمنصب الرئاسة من باراك أوباما
واحتلّت المركز الثالث على اللائحة رئيسة البرازيل، ديلماروسيف
>>>
نساء في مراكز القوّة... ولكن هل تحسّنت أوضاع العالم بحضورهن؟ وهل يملأن تلك المراكز بصفاتهن الأنثوية؟ أي بالعاطفة والرحمة والحنان، ونبذ العنف وحبّ السيطرة؟
>>>
لدى صاحبة المجلّة مويرافوربْسٍ تقييمٌ مختلف، إذ أصدرت بياناً جاء فيه: «تعكس قائمتنا الطرق المتنوّعة والفاعلة لقوّة المرأة في هذه الأيام، سواء من خلال قيادة أُمَّة، أو وضع جدول أعمال للقضايا الحيوية في زماننا»
>>>
لن أمضي في استعراض قائمة النساء المنتخبات في مراكز هامة، ويبلغُ عددهن 38، بينهن رئيسات دول، أو رئيسات مجلس إدارة للمال والأعمال
>>>
والنساء اللواتي شَمَلَتْهن القائمة حققن أنفسهن، واكتسبن القوّة، ليس من خلال المال وحده، بل كان لوسائل الإعلام الاجتماعية فضلٌ كبير في تقديمهن إلى الرأي العام، والتعريف بما يَقمن به من أنشطة
>>>
وقد ورد في التسلسل الرقمي على اللائحة أنَّ المغنية «ليدي غاغا» جاءت في المرتبة الحادية عشر، بينما حلّت الملكة اليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، في المركز 49. كما تراجعتْ السيدة الأميركية الأولى، ميشيل أوباما إلى المركز الثامن، بعدما كانت أولى في العام الماضي
>>>
أعادتْني هذه المناسبة، إلى زيارة قمتُ بها إلى برلين في خلال فترة ترشّح ميركل للمنصب الأهم في بلادها
كانت صُوَرُها مُعَلَّقة على طول الشارع الذي عبرناه، إنما لفتني مشهدٌ غريب، وهو إضافة شاربين لكل واحدة من تلك الصور؛ فهل كان المقصود تأكيد قوّة تلك السيّدة، وحضورها؟
أم كان محاولة لتشويه الوجه الأنثوي؟
>>>
مرافِقتي الألمانية تولّت الشرح، وأخبرتني بأن غالبية السكان في تلك المنطقة، هم من المهاجرين. وربما اتخذوا موقفاً معارضاً لها في الانتخابات
أم أن المقصود كان لفت الأنظار إلى قوّة تلك السيّدة وبأنها «أخت الرجال»
>>>
وأعود إلى مجتمعنا العربي كي أطرح السؤال
لماذا لا تجرى عندنا مثل هذه الإحصاءات، وتقوم على استفتاء الرأي العام والتصويت؟
لنتصوّر أن ذلك حدث، فمن هي المرأة العربية التي ستفوز، وتتصدّر القائمة؟
وأين تكمن قوّة المرأة في بلادنا؟
>>>
ليس في الحكم طبعاً، إذ لا تزال المرأة حتى الآن، مستبعدةً عن مراكز القرار، أو تقيمُ على هامش الأحداث
أما في قطاع المال والأعمال، فهناك أسماء تبرز بين الحين والآخر، ومن دون أن تثيرَ اهتماماً يُذكر، أو تصبح قدوةً ومثالاً
ثم أين هي وسائل الإعلام التي تبرز المرأة الفاعلة في مجتمعنا؟
ونحن نعلم كَمْ للمرأة من تأثير في مجالات متعدّدة وأساسية، إن في التربية والتعليم، أو الوظائف والمهن، من الطبّ إلى القضاء وسواها من مراكز بَلَغَتْها بالجدّ والطموح والذكاء
ولكنها لا تزال مستبعدة عن مراكز القيادة السياسية، وليس لنقص في علمها وقدرتها، بقدر ما هو تقصير في إظهارها والتعريف بأفعالها. وهي أساسية في ترسيخ مجتمع حضاري متقدّم