امريكا.. شيكا بيكا!!


أمريكا القديمة.. أعني  أمريكا ما قبل 11 سبتمبر كانت توزع الابتسامات في منافذ سفاراتها، مثلما توزع تـأشيرات الدخول إلى أراضيها.. أرض الأحلام.. لدرجة أن الناس في كثير من أرجاء الوطن العربي، الممتد من الماء إلى الماء، يحتفلون ويوزعون شربات عند حصولهم على الفيزا الأمريكية.

هذه الأمريكا كانت»عبيطة« في نظر الكثيرين، لأنها كانت تسأل كل واحد يريد أن يدخل أراضيها، أسئلة غريبة، وتضمنها طلبات أي تأشيرة، من نوع هل أنت قادم لعمل تخريبي في الولايات المتحدة؟ هل تتاجر بالسلاح؟ هل لديك رغبة في إدخال ممنوعات؟ هل تسعى للإضرار بالاقتصاد الأمريكي بإدخال أموال غير نظيفة؟

كل من كان يقرأ هذه الأسئلة، كان يضحك على السذاجة الأمريكية، لأنه لو كانت لديه كل هذه الميول والرغبات، لما أعلن عنها بالطبع، فهل يوجد إرهابي يعقد مـؤتمرًا صحافيا ليقول إنه ذاهب لعمل تخريبي؟ وهل سيخرج في محطات التلفزيون ليعلن أن لديه نوايا لإدخال ممنوعات؟!

 

لكن كل من كان يؤمن بغباء أمريكا في وضعها هذه الأسئلة، هو من يستحق وصف الغباء، فالفلسفة الأمريكية تقول إنه يمكنك قول ما تشاء فأنت بريء حتى تثبت إدانتك، وإذا ثبتت إدانتك بغير ما وقّعت عليه في طلب الحصول على الفيزا، فسوف تتحمّل نتيجة ذلك، لأنك كذبت على السلطات الفيدرالية، وهي التهمة التي تكفي لإسقاط  رئيس أمريكي مثل نيكسون.. فكيف لا تسقطك؟!

هذا قبل 11 سبتمبر، أما بعد ذلك، فأنت متهم إلى أن تثبت براءتك، وأنت متهم بكل ما تشير إليه أسئلة طلب التأشيرة، وعليك أن تثبت العكس، لدرجة أن أي مواطن عربي يخرج من أي سفارة أمريكية، لا يكتفي بتوزيع شَرْبات، وإنما يذبح عجلاً، لأن أمريكا -بجلالة قدرها- راضية عنه، أو ينضم إلى فصيلة المعارضة، ويلعن أمريكا الاستعمارية الإمبريالية الأطلسية، مع أنه قبل دقائق فقط، كان يقف في طوابير طويلة عريضة وأحلام توزيع الشَرْبات تراوده.. فهذه هي أمريكا الجديدة!!

هذه أمريكا شيكا بيكا!!

 

شعلانيات

> إذا احترق قلب المرأة أكثر من مرة، يستحيل التأمين عليه!!

> المرأة تبقى في حالة حب إلى أن تخسر حبها بعدم الزواج.. أما الرجل فيبقى في حالة حب، إلى أن يتزوج، لأنه يخسر حبه!!

> ميزة هامة لتعدد الزوجات، أنهن يتشاجرن معًا وليس مع الزوج!


[email protected] للتواصل مع الكاتب مبارك شعلان