الحقيقة التي لا يستطيع الرجل إنكارها، هي أنه يحب المرأة ويسعى إليها رغم المتاعب التي يقع فيها من وراء ذلك السعي، وهي أن الرجل يعتبر المرأة مخلوقًا غريبًا وغامضًا لا يستطيع العيش دونها ولا يستطيع العيش معها.
والأشياء التي تبعث ضيق الرجل من المرأة كثيرة، وإن كانت في بعض الأحيان تبدو تافهة، ومنها ذلك القالب من التفرد الذي تضع المرأة نفسها فيه، من حيثُ عدم اعترافها أبدًا بأنها تقوم بفعل أي شيء يخالف القيم العليا والأعراف والتقاليد، التي تتحدث عنها دومًا وتعظ الرجل بشأنها، في حين لا يمكنها أن تعترف أبدًا بأنها هي أيضًا لها أخطاؤها تمامًا مثل الرجل.
لا تستطيع المرأة أن ترى أي مواطن جمال في امرأة أخرى، ولا يمكنها حتى أن تبادل امرأة أخرى بعض المجاملات البسيطة، في حين تبدو في أحسن حالاتها وهي تمطر انتقاداتها لهذه وتلك بشأن شكل الجسم أو اتساق الملابس.
وبالطبع فإن الرجل أو الزوج يفهم جيدًا أن زوجته بانتقاداتها تلك لا تريد لزوجها أن يلتفت إلى أي امرأة غيرها، وهذا بالطبع لا يفيد كثيرًا لأن الزوج يستطيع من نظرة واحدة أن يرصد المرأة الجميلة مهما استمع إلى زوجته من ملاحظات سلبية عليها.
الغيرة غير المبررة التي تشعر بها المرأة بمجرد ذكر رجلها لاسم امرأة أخرى، هل مرجعها تلك الحاجة الملحة لدى معظم النساء للشعور بالأمان؟
يؤكد علماء النفس أن حاجة المرأة للشعور بالأمان في حياتها الزوجية، هو شعور حقيقي ومهم، لأن المرأة دائمًا في احتياج دائم إلى حنان الرجل وإلى إشعارها بالتميز، وفي كثير من الأحيان تريد المرأة من الرجل أن يكون طبيبها النفسي الذي يزودها بالدعم الذهني والمعنوي.
والشيء الذي كثيرًا ما يثير حفيظة الرجل وغضبه هو أن المرأة التي تشكو دائمًا من افتقاد الأمان هي نفسها المرأة التي تخرج إلى العالم وتجاهر بأنها تستطيع الاعتماد على نفسها، والتي تعلن عن احتياجها للحرية والاستقلالية.
ومن الأشياء التي تثير حيرة الرجل، تلك الأسئلة التي توجهها له المرأة، بغرض اختبار مشاعره الحقيقية تجاهها، بأن تسأله: بماذا تفكر هي الآن؟ وهو السؤال الذي يحير الرجل من حيثُ إن زوجته تريد منه أن يقرأ أفكارها، وعندئذ يصاب الرجل بالتوتر أثناء محاولته إيجاد الرد المناسب والسليم والمتوقع الذي تنتظره منه.
ومن الأشياء التي تبعث الضيق والحنق عند الرجل وتكاد تدفعه إلى الجنون محاولة المرأة غزو المساحات الخاصة بالرجل على اعتبار أن كل ما لدى الرجل يخصها، وأنه يعد من ممتلكاتها الثمينة التي عليها أن ترعاها وتحافظ عليها، الأمر الذي يجعلها تتدخل في كل شيء يخص الرجل.
وكثيرًا ما يجد الرجل المرأة تبكي بسبب ودون سبب لأتفه الأشياء، وتتوقع منه أن يترك كل شيء ويتفرغ لإصلاح هذه الفوضى في المشاعر والأحاسيس، لكنه بدلا من ذلك يجد في نفسه رغبة عارمة في الهروب بمجرد رؤيته لمقدمات البكاء والدموع، وإذا حدث ذلك ونجح الرجل في الهروب بنفسه من عاصفة البكاء والدموع يسهل عليها أن تتهمه بأن قلبه حجر، في حين أن الرجل عادة بريء من هذه التهمة، لكنه فقط لا يجيد التعامل مع المرأة الباكية، ولا يعرف كيف يجفف دموعها.. ويعيد لها السكينة والهدوء والاستقرار.
[email protected] للتواصل مع الكاتب عبد الله باجبير