صمت حكمة!!

هناك نساء جميلات بشكل صارخ.. لكنهن غبيات بشكل صارخ أيضًا!.. لا تملك معهن إلا أن تقول ما يقوله اللبنانيون: «تقبريني وإنتي ساكتة.. وأقبرك وإنتي تحكي«، فهي من صنف تلك الحسناء التي قال فيها أحد أصدقائنا الشعراء:

كل السيوف قواطع إن جُرّدَت

وحسام لحظك قاطع في غمده

 

فسكتت، فكانت في منتهى الجمال وهي صامتة، غير أنها لما تكلمت، أفسدت جمالها، وعندما قيل لها إن الشاعر كتب هذا الكلام عنك، ردت باستغراب: أنا عندي سيف؟! فقيل لها إن الشاعر كان يتحدث عن عينيك الحلوتين.

 

ومثلها الأخرى التي قال لها رجل يفيض صبابة وعشقًا:

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر

أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر

وهي لم تفهم أنه يردد روائع بدر شاكر السيّاب، فقالت: «يعني إيه نخيل وشرفة.. إيه الكلام الفارغ ده.. ما تقول كلمة حلوة!!«

على كل حال، إذا كان صمت بعض النساء جمالاً، فصمت بعض الرجال حكمة، لأن من لم يكن لديه علم في كلامه، فصمته حكمة، وهذا الصنف من الرجال ليس الذي وجده «الحجّاج« في الصبيان البُلغَاء، فعندما تولى «الحجَّاج« أرض العراق، أمر أحد مرءوسيه أن يطوف بالليل، ويضرب عنق كل من يجده بعد العشاء، وفي إحدى الليالي، وجد الحارس ثلاثة صبيان، فأحاط بهم وسألهم: من أنتم؟ وكيف خالفتم أمر الحجاج؟! فقال الأول:

أنا ابن الذي دانت الرقاب له..

ما بين مخزومها وهاشمها

تأتي الرقاب إليه صاغرة

يأخذ من مالها ودمها

فأمسك عن قتله.. وقال لعله أحد أقارب الأمير.

وقال الثاني:

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره

وإن نزلت فسوف تعود

ترى الناس أفواجًا إلى ضوء ناره

فمنهم قيام حولها وقعود

فتأخر عن قتله، وقال لعله من أشراف العرب.

وقال الثالث:

أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه

وقومها بالسيف حتى استقامت

ركاباه لا تنفك رجلاه عنهما

إذا الخيل في يوم الكريهة ولت

فترك قتله، وقال لعله من شجعان العرب.

فلما أصبح، رفع أمرهم إلى «الحجّاج«، الذي تحرى عنهم، فإذا بالأول ابن حلاق وحجّام، والثاني ابن بائع فول، والثالث ابن حائك ثياب!

فأكرمهم وأطلق سراحهم لإعجابه ببلاغتهم وحكمتهم، فمن يكن بليغًا فليتكلم، وإلا فليصمت!

 

شعلانيات!!

* تتظاهر المرأة بأنها لم تسمع كلمة حلوة قلتها.. لأنها تريد أن تسمعها مرة أخرى!

* صورة خبيثة أهداها فلاح لابنه في ليلة زفافه.. ثور يدور في الساقية!!

* الذي يتزوج للحب لا يجد المال، والذي يتزوج للمال لا يجد الحب!

* عندما نحب امرأة لمزاياها فهذا ليس حبًّا، ولكن عندما نحبها رغم عيوبها.. فهذا هو الحب!!

 

للتفاعل مع الكاتب [email protected]