لا تشغلك الظنون والأفكار. تملك القلب, ولك الفؤاد. وماذا تريد أكثر. حينما يعشق الإنسان تنتهي قضية الحسابات, ومعادلات المنطق. يصبح المحبوب هو المحور, وبقية العالم هوامش إضافية. كيف لك أن تقلق, وأنت أصبحت عالمي الذي أعيش من أجله ومن خلاله. كيف تقلق, وشبكية العين لا ترى إلا ملامحك, وأذناي لا تسمع إلا صوتك.
الفضاء برحابته يصبح مساحة صغيرة, تعاني من الضيق في غيابك, والأمتار التي تكون أنت فيها, تختطف كل مساحات الكون وفضائه وألوانه ووهجه. كل حسابات المقارنات تنتهي عند وجودك. لا شيء في هذا العالم يستطيع أن ينسج السعادة للآخرين غير ابتسامتك. كل الأماكن الجميلة التي أراها هي التي ترتبط بك. فأنا أعشق البحر لأن امتداده وأفقه يشبه روحك في رحابتها وسلاستها. وأقف كثيرا عند بزوغ الشمس, لأنها تذكرني ببدايات ضحكاتك. وتجذبني ألوان الطبيعة لأنها صادقة مثل كلماتك.
خطواتي لو مشت بعيدا عنك سوف ينتهي بي المطاف عند حدودك. والنظر لو أخذته إلى مساحات جديدة, سوف تجده مركزا على زاوية مكانك. لاتجعل الخوف يدخل قلبك, ولا الأفكار الحمقاء تتسلل إلى فكرك. اطمئن. فهذا القلب لو أمرته بتغيير مساره لخالفني ورحل إليك.
أريد أن أصنع السعادة لك مثلما قدمتها أنت لهذا الكون, أريد أن أجعل من ساعاتك فرحا وسرورا. فأنت تستحق الأفضل. أنت الإحساس الذي ينبض بالحب بطبيعته وعفويته. أنت هذا الشخص الذي من الصعب تكراره. كل شيء في هذا العالم يتقبل الاحتمالات, ماعدا أنت فكل المسارات في حياتي تنتهي عندك, وكل حالة فرح في الكون لابد أن تكون لك بصمة فيها. السعادة اتخذت قرارا بمرافقتنا, ما عليك إلا أن تطرد الظنون ونحتضنها.
اليوم الثامن:
كلما حاولت أن أرحل منك
نسيت العالم ولجأت اليك
وكلما نظرت إلى فضاءات أخرى
اختفت المساحات واتجهت إليك.