ساعدني لكي أغادر. لم يعد البقاء يعنيني. وهم زائل, نقش على سطح ماء عابر. دعني أرحل. ساعدني لكي أستعيد ذاتي. أحتاج أن أرى النور أن اتصالح مع نفسي. معك كان الآخر مجرد أشباح، لا وجود لهم. كان الكون يعني لي المساحة التي تقف عليها. والزمن هي اللحظات التي أراك فيها. ذهبت معك إلى الحدود القصوى. تجاوزت لغة المنطق, همشت أنانية الذات من أجلك, واختصرت كل البشر في ذاتك.
مللت من الوقوف في منطقة المنتصف, فلا أنا أدركت معك الحلم الموعود, ولا أنا غادرت لغة الاحتمالات إلى عالم الواقع. من الصعب أن تعيش حياتك في محطة انتظار, ومن الظلم أن يعبر الزمن من جوارك, ومن بين أصابعك. وأنت توهم نفسك بالوعد, الذي لن يأتي, والحلم الذي لن يكون.
لا أطلب منك التنازلات, ولن أستخدم عبارات الرجاء. فالقرارات المهمة لا تأتي نتيجة للغة الاستجداء. القناعات هي التي تحدد المسارات. حينما أخطو خطوات اضافية وأركض في مسار وحدي, فذلك ليس لعدم معرفة أو لضعف منى, ولكنني أحاول أن أقرب المسافات, أبادر بالتضحيات من أجل المستقبل الذي ننتظر, والمشاعر التي لا تموت.
أعلم أن النهايات مؤلمة, وتعودت حينما أغلق الباب أن تصبح العودة مستحيلة. الحقائق دائما تفرض نفسها. ومتى ما كانت الأفعال مجرد اعتياد, وليست نابعة عن حب, تفقد الأشياء قيمتها. تصبح الأيام مجرد تكرار ليوم واحد مع اختلاف التواريخ.
أشعر أننا وصلنا لنقطة حاسمة. خيارات مفتوحة أمامنا نحتاج أن نتخذ حيالها قرارات. الحلول الوسطى هروب من واقع, و تأجيل للحظة فاصلة سوف تأتي. دعنا نقرر خياراتنا. دعنا لمرة واحدة نكتب مستقبلنا بأنفسنا, فنحن نستحق أن نعيش الحياة.
اليوم الثامن:
نحن من نقرر خياراتنا وليس الظروف
متى ما أردنا شيئا أوجدنا عشرات الحلول