ليست أبوة.. ولا أمومة!

أنا فتاة خليجية في التاسعة عشرة. نشأت في بيتٍ الأب فيه متعجرف والأم سليطة اللسان. وهذا برأي الجميع!!. وأنا آخر العنقود.

تزوج أخي الأكبر ثم أختي، ولم يبق في المنزل سواي. تغيرت معاملة أمي لي بعد زواج أختي. فهي دائمة الصراخ في وجهي، تشتمني، وتضربني بشدة، وتعاملني معاملة الخدم، حتى الخدم تعاملهم أفضل مني!! تفضل أختي المتزوجة عليّ. دائمًا تذكرني بأنها كانت تسليها وتجلس معها وتسامرها، وأنها بمثابة الصديقة لها.

حاولت التقرب منها فلم أنجح، كل محاولاتي لإرضائها يقابلها تحقير من جانبها، تعاملني كغريبة، تحرجني أمام صديقاتي، وتستهزئ بي أمامهم، وأحيانًا تحن عليّ وترضيني، لكن بعد ماذا؟! بعد كسر الخاطر والبكاء المتواصل، لا تستمع لكلامي أبدًا؛ أنا دائمًا مخطئة، وهي وأختي على صواب، المفترض أن أكره أختي وأنفر منها ولكني أحبها وأحترمها؛ فهي حنونة ومتفهمة، وكل مرة تزورنا تقول لي: الله يعينك على أمنا، فهي تظلمك في أمور كثيرة، وتتمنى لي الزواج قريبًا؛ لأنه الحل الوحيد للتخلص من معاملة أمي هذه، التي أوصلتني لدرجة المرض.

أنهيت دراستي الثانوية على أمل السفر للخارج لمتابعة تعليمي، ولكن أبي رفض. فهو يقول: «دراسة فيها فلوس... ما في»!.

رجوته أن أدرس في كلية قريبة من بيتنا، لكنه رفض. يقول: إنها كلية لا تخرج إلا الجهلة.

ماذا أفعل؟ دراسة في الخارج ممنوع، وفي الداخل ممنوع!! ماذا أفعل؟ أريد أن أستفيد من وقتي، وأن أضمن مستقبلي، وأن يكون لي عمل أحقق به ذاتي.

تعبت من الخدمة في البيت، أرى صديقاتي في مستويات دراسية عليا، وأنا واقفة مكاني لا أحرك ساكنًا، أنا الآن أدعو الله ليل نهار أن يرسل لي زوجًا ينقذني من هذا الضياع، وأدعو بصلاح أمي وأبي، ولكن إلى متى لا يسمعان...ولا يفهمان!.

أرجوك انصحني ماذا أفعل؟

ريم - الرياض

اسمعي يا ابنتي: إن مشكلتك أدمت قلبي، وسلبت النوم من عيني، فبعض الناس يتصورون أن أي علاقة أبدية تستوجب الحب والطاعة، والحب والطاعة لا يورثان، ولا هما فرضان لا خلاف عليهما، هذا كله غير صحيح، والصحيح أن كل علاقة إنسانية، بما في ذلك علاقة الأبوة والأمومة والبنوة، تستوجب الرعاية والعطاء، فالرجل الذي يسيء إلى ابنه أو ابنته، كما في حالتك، يزرع الكراهية في قلب أولاده. فالأبوة والأمومة يستوجبان الرعاية والمحبة، وبغير هذا يتحولان إلى كراهية، وربما إلى حقد للأسف الشديد.

أرجو ألا تيأسي من رحمة الله، تعلمي «الإنترنت»، وادخلي غرفة «الشات»، وتحدثي إلى الآخرين؛ لعلك يومًا تعثرين على الزوج الذي ينقذك مما أنت فيه، وأعلني من الآن العصيان ورفض العمل في المنزل، وأضربي عن الطعام، واستنجدي بأقاربك، افعلي أي شيء حتى تخرجي من هذا الجحيم، والله معك، وقلبي معك.

 

أشياء أخرى:

«الذكريات: شيء يشعر المرء بثقل الوقت»