سيدتي...
هل تعاني ابنتك المراهقة حرجًا من التحدث إليك بالموضوعات الحساسة التي تخصها؟!
هل تتخذك صديقة لها؟! أم أنَّها تنأى بعيدًا عنك، وعندما تواجهها مشكلة دراسية، عاطفية، أو مواقف مع صديقات المدرسة -وما أكثر الخلافات بين الفتيات في هذا العمر تحديدًا- ماذا تفعل ابنتك الصغيرة الشابة وهي مراهقة أو على أعتاب المراهقة؟ هل تقف حائرة، خائفة، مترددة، وحيدة، أم قوية، واثقة بنفسها، وبأم تقف إلى جانبها، وخلفها تؤازرها، وتحتوي همومها الصغيرة، وتساعدها على الوقوف كلما أوشكت على الوقوع؟
دراسة سعودية كشفت أنَّ ثلثي السعوديات المراهقات لا يشعرن بالحرج في التحدث إلى أمهاتهن في المواضيع الحساسة، كما أن نصف الفتيات يتخذن أمهاتهن صديقات لهن.
الدراسة أجرتها مشاعل محمد الثابت، ونالت بها درجة الماجستير في جامعة الملك سعود، على فتيات تتراوح أعمارهن بين 51و12 سنة، أكدت 09 % أن أمهاتهن يستخدمن معهن أسلوب الحوار والنقاش المتبادل في المسائل الأسرية والأمور الدراسية، وأنَّ
82 % من الأمهات يواجهن بناتهن عند ارتكاب الأخطاء، و59 % يشاركن بناتهن في حل مشكلاتهن.
وتؤكد الدراسة أنَّ الاستقرار الأسري يلعب دوره، فالمطلقات والأرامل لا ينجحن بالقدر نفسه الذي تحرزه الأمهات المتزوجات، وكذلك هناك علاقة وثيقة بين عمر الفتيات وعمر أمهاتهن؛ فكلما كان عمر الأم من 04 عامًا فما فوق كان تعاملهن مع بناتهن أكثر ديمقراطية من الأمهات الصغيرات، والخلفية الثقافية للأم تلعب دورًا رئيسًا، فالأمهات المتعلمات الجامعيات اللاتي نشأن في مناطق حضرية أكثر قدرة على تطوير العلاقة مع بناتهن إيجابيًا، أما الأمهات اللواتي نشأن خارج السعودية فأنجح من غيرهن؛ نتيجة تواصلهن مع مجتمعات أخرى، وتأثرهن بأساليب التنشئة الاجتماعية المختلفة.
فأين أنت سيدتي من كل هذا؟ وكيف تجدين علاقتك بابنتك المراهقة؟ وكيف تراك كأم، صديقة، أخت تبوح لها بأسرارها وهمومها ومشاكلها، أم تتجنبك وتبتعد عنك خوفًا من اللوم والعقاب والمنع؟
أرجوك سيدتي، اقتربي من ابنتك، بادري أنت قبل أن تشكو، ابني جسورًا من الصداقة بينك وبينها، وإن أخطأت سامحيها وساعديها؛ لتقف من جديد، على أن يكون العقاب من جنس العمل، هناك أمور صغيرة لا تستوجب التعسف والضرب والعقاب، بالنقاش والحوار تكسبين ثقتها ومحبتها، شاركيها لحظاتها السعيدة والحزينة، قفي معها؛ لأنك بذلك تصنعين أُمًا للمستقبل.
أشياء أخرى
«أهم نقاط ضعف الرجل: خياله، وواقعية المرأة»
