لماذا نجد بعض الذين يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع يتعثرون في الحياة، وفي الوقت نفسه نجد آخرين من ذوي الذكاء المتواضع يحققون نجاحًا يثير الدهشة؟
يجيب عالم النفس الأميركي الدكتور، دانيال جولمان، أنَّ هناك من بين الذين يتمتعون بذكاء متواضع يحققون نجاحًا باهرًا بسبب تميزهم بقدرة كبيرة على ربط مستوى ذكائهم بالعاطفة من خلال امتلاكهم توليفة من القدرات تشمل ضبط النفس، والمثابرة، والحماس، والتعامل بمرونة مع الآخرين، والقدرة على فهمهم والتصرف بحكمة في العلاقات الإنسانيَّة.
ويشير الدكتور، جولمان، إلى أنَّ هذه الصفات تصون العلاقات الإنسانية وتمنح صاحبها أجمل وأثمن ميزة وهي التوازن العاطفي.
وحول العلاقات الإنسانيَّة الأجمل والأصعب، وهي العلاقة الزوجيَّة يقول الدكتور جولمان: إنَّه برصد الاتجاهات الحاليَّة في الزواج والطلاق نرى أنَّ الذكاء العاطفي ضروري ولابد منه، وأن افتقاده أو انخفاض مستواه في العلاقات الزوجيَّة يرفع من معدلات الطلاق، وذلك لأنَّ العلاقات العاطفيَّة بين الزوج والزوجة تعد من أهم العوامل التي تُبقي على الزواج إلى آخر العمر.
المعروف أن كلاً من الزوج والزوجة له واقع عاطفي مختلف عن الآخر، وهذا الاختلاف ترجع جذوره إلى الطفولة وإلى العوامل الشعوريَّة التي سكنت وترسَّبت في الكيان النفسي للفتاة الصغيرة وللشاب الصغير، وهما يكبران يومًا بعد يوم، فكل منهما يتلقى دروسًا مختلفة عن كيفيَّة التعامل مع المشاعر، فإذا كان الشاب الصغير يشعر بالفخر بفرديته وتفكيره العقلاني المستقل ذاتيًا، فإنَّ الفتاة الصغيرة ترى نفسها جزءًا صغيرًا من مجموعة مترابطة، وهكذا نجد أنَّ هذه المتناقضات في تعليم العواطف تنشئ مهارات وصفات مختلفة.
وقد تبين من الدراسات أنَّ النساء أكثر تعاطفًا من الرجال بسبب قدرتهن على قراءة المشاعر الدفينة لشخص آخر من تعبيرات وجهه أو صوته وغيرهما من الإشارات الخرساء، أما الرجال فهم لا يعطون تقديرًا أو أهمية للعواطف التي تنعش العلاقة بينهم وبين زوجاتهم، ومن هنا تنفجر المشاكل بين الزوج والزوجة.
وفي أحد التقارير التي نشرت مؤخرًا حول دراسة أجريت على عدد كبير من الأزواج والزوجات اتضح أنَّ أكثر العناصر أهمية بالنسبة للمرأة لكي تشعر بالرضا عن علاقتها الزوجيَّة هو إحساسها باتصالها العاطفي الجيد مع زوجها، وأنَّ الحميميَّة عند النساء تعني بصراحة فيما يتصل بالعلاقة الزوجيَّة نفسها، في حين أنَّ معظم الرجال لا يفهمون ماذا تريد زوجاتهم منهم.
وفي رأي الدكتور جولمان أنَّ عدم سرعة الرجال في طرح ومناقشة المشاكل التي تتعرض لها العلاقة الزوجيَّة ترجع إلى فقدان القدرة على قراءة التعبيرات الخاصة بالمشاعر والأحاسيس، وبالتالي لا يدركون مشاعر الحزن التي قد تكون راقدة في أعماق الزوجة، وبذلك تتسع الفجوة العاطفيَّة بينهما.
وأعتقد أنَّ الزوج أو الزوجة يحاولان أثناء الأزمات والمشاكل الكبيرة ضبط النفس، والتظاهر بالقوة وهدوء الأعصاب والسلوك بتعقل، خاصة أمام الآخرين، لكن الحقيقة تبدو أو تظهر في الاختلافات العاطفيَّة أو النفسيَّة البسيطة، أو هي الانفلاتات التي تظهر فجأة وتختفي فجأة وتكشف عن الحالات النفسيَّة والعصبية، فنحن نلتفت إلى أنفسنا في المشاكل الكبيرة، أما المشاكل الصغيرة فتكشف عما في النفوس، فخذي بالك في جميع الأحوال.
أشياء أخرى:
«المرأة ترفض ارتداء فستان مستعمل، لكنها تتزوج رجلاً سبق له الزواج».