موضة أو موجة الاعتذارات تغزو العالم، فأميركا تعتذر لليابان، واليابان تعتذر لكوريا، وكوريا تعتذر لفيتنام وضواحيها المجاورة، والرجل يعتذر للمرأة، والمرأة تعتذر للرجل أحيانًا، وتطالبه بالاعتذار أحيانًا، وأحيانًا أكثر تريد أن تجرب الموضة الجديدة في الاعتذارات، فالاعتذار السري في البيت موضة قديمة؛ لأن الموضة الجديدة هي الاعتذار العلني على الطريقة الأردنية، والطريقة المصرية، والتي جاءت مقتبسة أصلاً من المسلسلات التركية من نور ومهند؛ لأن العرب لا يبدعون أو يبتدعون، فهم يستوردون كل شيء من الخارج، حتى الاعتذارات.
ففي الأردن، وفي أغرب مصالحة بين زوجين، فاجأ زوج زوجته بلافتة اعتذار، قدمها بعد مشادة كلامية أدت إلى الانفصال، فأراد أن يُكّفر عن ذنبه، فكتب لافتة طولها أمتار وعرضها أمتار، قدمها لزوجته التي تعمل مضيفة في إحدى شركات الطيران، بعد عودتها من رحلة سفر أمام مبنى عملها، فكتب لها يقول: «حبيبتي، وحياتي وصديقتي، وزوجتي الرائعة.. أعتذر من صميم قلبي على ما بدر مني من أخطاء طوال حياتنا الزوجية»، مصحوبًا بعزف حي للموسيقى، خرجت بعدها الزوجة على طريقة وزراء الخارجية؛ لتطلق تصريحًا تقول فيه: أحتاج إلى يومين لأدرس العرض، وأتخذ بعد ذلك قراري.
وفي مصر زاد وزايد زوج على الزوج الأردني، وعمل لافتة طولها أمتار، وكتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية، واستعان بمجموعة من العمال لرفع اللافتة، وقام بدعوة الصحافة، والفضائيات، وقال في تصريح له: «زي ما أنا زعلتها أمام عائلتها.. قلت لازم أعتذر لها بس قدام الملايين».
هذه الموضة التركية المصرية الأردنية وصلت للأسواق الأميركية، فتلقفتها زوجة أميركية شابة خانها زوجها مع فتاة أخرى، فأجبرت زوجها على الاعتراف علانية بخيانتها عن طريق ارتداء تي شيرت مكتوب عليه «أنا خائن»، والوقوف في تقاطع طريق عام مزدحم بالمرور في واشنطن، واضطر الزوج «الخائن» أن يخضع لعدالة المرأة والوقوف في كل يوم لمدة أسبوع في منطقة تايسنز كورنر، بالقرب من مكاتب وكالة الأنباء الأميركية، وهي أكثر المناطق ازدحامًا.
الغريب أن كل هذا لم يشفع للزوج الخائن؛ لأن الزوجة ترى أنه لا يوازي الجرح الذي تسبب فيه الزوج بخيانته، فطلبت تمديد العقاب أسبوعًا آخر؛ لتعطي نفسها فرصة لمزيد من الدراسة.
شعلانيات
قال سلفادور دالي يومًا: لكي «ترسم» يجب أن تكون مجنونًا، هذه الأيام لكي «تعيش» يجب ألا تكون عاقلاً.
المتفائل يرى الأزهار في الأشجار، والمتشائم بالكاد يرى الأشجار فقط .
لا تفسد حاضرك حزنًا على ماضيك.
يقول الرجل ما يريد، وتفعل المرأة ما تريد.
تقول المعارضة ما تريد، وتفعل الحكومة ما تريد.