منذ أن دخلت في حياتي فتحت أبواب السعادة طريقها. أصبح الفرح صديقي والابتسامة عنواني. تحولت الأشياء. استعدت طفولتي ولهفتي، وحتى ركضي وجنوني. لم تكن نقطة تغيير، بل كانت بداية ولادة. ما ذهب من العمر أرقام عابرة، نقوش هامشية على سطح ماء. شيءُ ما مضى ولم أعرفه. معك بدأت أكتشف الحياة، وأصبحت أدرك ماذا يقصدون بكلمة السعادة، وكيف أن الحياة نعيشها لنتمتع بها، وليس لكي نحسب كم بقي لنا من أعمارنا.
صفاء روحك مساحة شاسعة لا يدركها الناس، نقاء يخاطب الإحساس، روح تتجاوز الماديات. كلما نظرت إليك اكتشفت كم أنا محظوظ، وكم هي الحياة جميلة. عرفت أنني استثناء كونك في حياتي، وأدركت أن الحياة تمنحنا الكثير، وأننا نحن الذين نرى فقط الجزء الفارغ من الكأس، وننسي أن نصفه ممتلئ بالسعادة والفرح.
عندما انتابني الإحساس بأن الأيام هي مسلسل لأيام مكررة لا تحوي أي جديد، شع ضياء نورك في حياتي فاكتشفت أنه لا يأس مع الحياة، وأن الفرح موجود في كل الزوايا حولنا، ونحن من ننسى أن نحتضنه.
أحن إليك وأرى فيك تفاؤل المستقبل وفرح الحاضر، في حضورك يهطل شلال الفرح وتغني أهازيج البهجة. معك دخلت عالم الطمأنينة والسلام الداخلي، وفتحت لي فضاءات لم أكن أدرك وجودها. الكون يتشكل بين أطراف أصابعك فما عادت تفاصيل العالم تشغلني. اختصرت كل المساحات، وأصبحت أنت عاصمتي.
اليوم الثامن:
معك أشعر بأنني
أكبر من الجغرافيا
وأعمق من التاريخ
وبعدما تغادرين المكان
أبدو كأنني لم أكن.