العرب كانت تحتفل عندما ´يولد فيها شاعر.. فهي تحتفل بولادته على طريقتها!! والعرب كانت تحتفل أيضًا عندما تولد فيها أنثى.. فهي تحتفل ´بوأدها»!!
أما اليوم فالعرب تحتفل بوأد كل كاتبة تعرف كيف تكتب، أو تعرف كيف تستعمل القلم بدلاً من استعمال أحمر الشفاه، أو تعرف كيف تتحكم بأدوات الكتابة أفضل مما تعرف كيف تتحكم بأدوات المطبخ، تعرف تطبخ الكلمات بدلاً من أن تكون كلماتها بالمطبخ والطبيخ.
فكلما ظهرت كاتبة تعرف كيف تتعامل مع أدواتها قالوا إنها لا تعرف تكتب، أو يكتب لها».
قالوا كل ذلك عن نازك الملائكة، وإنها كاتبة بالوكالة، وشاعرة بالوكالة، وإن بدر شاكر السياب هو من يعلمها كيف تمسك بالقلم لكي تكتب قصيدة.
وقالوا أكثر من ذلك عن أحلام مستغانمي، وإن سعدي يوسف هو من يخربش على أوراقها.
وقالوا إن سعاد الصباح تستعير كلماتها من نزار قباني!!
وسيقولون ربما أكثر من ذلك... ليست هذه تهمة.
هذه نعمة...
وإذا كانت تهمة فهي تهمة جميلة، ولن يصدر بيان على لسان ناطقة رسمية تقول: إنني أنفي هذه التهمة جملة وتفصيلاً.
فكل امرأة كاتبة من فصيلة دم نازك الملائكة ومن فصيلة هم سعاد الصباح، ومن فصيلة حلم أحلام مستغانمي.
هذا الوطن العربي الكبير يصبح صغيرًا عندما يتعلق الأمر بالمرأة، فهو لا يريد للمرأة أن تخرج من غرفة نومها إلا إلى مطبخها، ومن مطبخها إلى غرفة نومها!!
لا يريدها أن تكون كاتبة إلا إذا كانت تكتب على الآلة الطابعة، لا يريدها أن تكون وزيرة، أو سفيرة، أو شاعرة!!
فالرجل يصدر فرمانًا كل صباح لتعيينها وزيرة للمطبخ، أو سفيرة فوق العادة في غرفة النوم، أو غرفة الجلوس، تحمل أدواتها المطبخية وتكتب بالملاعق والسكاكين.
لذلك ستحمل هذه التهمة الجميلة، وتكتب بالحبر السري يومًا بعد يوم، وبأحمر الشفاه يومًا بعد يوم.. وبالسكين أيامًا بعد أيام.
فكيف لا يكون بعد ذلك لكلماتها وقع ذابحة كانت أو مذبوحة، جارحة أو مجروحة!!
فلغة السكين أحيانًا تكون هي الأكثر أثرًا وتأثيرًا عندما يكون القلم سكينًا ويكون السكين قلمًا!!
شعلانيات:
لا نجاح بغير المرأة، ولا فشل أيضًا... عليك أن تعرف هل هي أمامك أم خلفك؟!
في الوسط الفني، الزواج الذي يستغرق شهرًا يعتبرونه ناجحًا.
وفي وسط الحياة، الزواج الذي يستغرق سنوات يعتبرونه فاشلاً!!
مشكلة الحياة الزوجية أن الزوجة أم في أعماقها.
والزوج أعزب في أعماقه!!!