ولا عزاء للتقنية والتطور!

تقدم محطة ´جيوغرافيك العالمية إعلانات في غاية الروعة... بفلسفة عميقة لما توصل إليه إنسان هذا العصر من تقنية متطورة ومذهلة... ولكن نتائجها تكون معدومة، فكل هذه الثورة والتقنية لم تقدم البشرية خطوة واحدة، مقارنة بما كانت عليه قبل 100 عام!! الإعلان يقدم سيارات متطورة بسرعة عالية أكثر من 200 كيلومتر في الساعة... ولكنها لا تستطيع أن تتقدم خطوة واحدة، في ظل «الزحمة» التي سببتها كثرة السيارات.

في مقابل ذلك هناك سيارة صنعت في عام 1911 تسير بسرعة 12 كيلومترًا في الساعة... تتقدم ببطء، وتتجاوز كل السيارات السريعة.

المعنى والمغزى أن البشرية لم تستفد من التقنية إلا في تعطيل عملها... فهي تعمل بأقل من إمكانات ما قبل 100 عام.

 الرابط في كلامي هذا أنه كلما أقرأ صحيفتي الصباحية، وأنا أشرب قهوة الصباح، أسأل: هل التقنية جعلت من الصحف ضيفًا غير مرغوب فيه؟ أم أنني مازلت أجد المتعة في قراءة الصحف، ولديَّ شيء من الوفاء والحميمية للجريدة الورقية؟! فعلى الرغم من كل الإشارات التي تصل بأن الصحف الإلكترونية قادمة ´بسرعة 200 كيلومتر في الساعة... فمازلت أراهن على ´راحة و´أريحية الصحف الورقية... حتى لو كانت تسير بسرعة 12 كيلومترًا في الساعة!

فما أقرأه وأسمعه أن كليات الإعلام يعلّمون الطلبة أن هناك مخاوف من اندثار الصحافة الورقية... وأن هناك ثلاثة سيناريوهات ستواجه المهنة الصحفية تمثل تحديات لا فرار منها... أولها: أن تستمر الصحافة الورقية في منافسة مع الصحافة الإلكترونية... وتوقعات ضعيفة بغلبة الصحافة الورقية... وثانيها: أن تكون المنافسة جنبًا إلى جنب مع أفضلية للإلكترونية... وثالثها: أن تكون الغلبة وبفارق شاسع للصحافة الإلكترونية!! الخلاصة أن التوقعات تعددت والنتيجة واحدة... فهي 3/صفر لمصلحة الصحافة الإلكترونية.

هذا رأي الأكاديميين ولكن متى صدقت توقعات الأكاديميين التي أصبحت من توقعات المنجمين... فقد ´كذب الأكاديميون ولو صدقوا أو صدفوا.

فحتى في أميركا وأوروبا، حيث العالم الأول، لا تزال كل يوم تصدر صحيفة حتى وإن أغلقت صحيفة؛ لأن هناك جيلاً مثلي ومثلك، لا يهنأ له بال إن لم ´يستنشق عطر الصحيفة، أو ´يتأبطها كحبيبة... فصحيفة الإنترنت ´عشق طارئ... أما الجريدة فلها ذكريات معي ومعك... فهي مثل ´بنت الجيران في مرحلة الصبا... مهما عرفت من نساء وأحببت واقترنت، تبقى لها ´نكهة خاصة.

شعلانيات:

 إذا لم يجد الإنسان شيئًا في الحياة يموت من أجله، فإنه أغلب الظن لن يجد شيئًا يعيش من أجله!

 من المخجل التعثر مرتين بالحجر نفسه!

 خير للإنسان أن يندم على ما فعل، من أن يتحسر على ما لم يفعل!

 هدية بسيطة غير متوقعة لها تأثير أكبر بكثير من هدية ثمينة متوقعة!