عاد المخرج اللبنانيّ سليم الترك، بعد غياب عن عالم الكليبات الفنيّة دام طويلاً، للقاء الجمهور اللبنانيّ عبر الشّاشة الكبيرة، مع فيلم My last valentine in Beirut الذي أثار عاصفة جدل بين النقّأد والمهتمّين، منذ أن وُضع المقطع الترويجي الخاصّ بالفيلم على اليوتيوب، نظراً إلى ما تضمّنه الفيلم الجديد من نمطٍ، وُصف "دبلوماسيّاً" بـ "الجريء".
الفيلم الذي حاول أن يكون محطّة تاريخيّة على الصعيد التقنيّ، كان محطّة فعليّة على صعيد المضمون، حيث حفل بالكلام البذيء، فضلاً عن الأجساد "العارية"، ما حدا بالعديد ممّن تابعوا العرض المخصّص للصحافيين إلى الهمس معترضين على حجم الكلام الإباحيّ.
تقنيّة الأبعاد الثلاثيّة التي برع فيها سليم الترك، لم تحسم النقاش حول بائعة الهوى كشخص وكدور ومبرِّر، كما لم تستطع سحب المفاهيم الغربيّة والقيم الملاصقة على المجتمع اللبنانيّ خصوصاً، والعربي عموماً، فبقي "الاستهجان" سيّد الموقف لِما حاول المخرجان سليم الترك وشادي حنّا أن يُقحماه في الوسط اللبنانيّ.
الفيلم الذي عُرض يوم الاثنين الماضي للصّحافة للمرّة الأولى، تدور قصّته حول بائعة هوى، تُدعى جولييت، تأخذنا في رحلة وراء الكواليس، لتُرينا آخر أيّام حياتها، ذات "شباط"/فبراير، قبل أن تنتحر.
يُظهر الفيلم، في فكرته الأولى، أنّ بائعة الهوى تعيش في باريس وتُغرم بمخرج إيطاليّ.
أمّا في الثانية، فيُظهرها فتاةً من عائلة فقيرة، وابنة لوالدين مطلّقين، فيما أمّها عمياء، وقد تعرّضت للتحرّش الجنسيّ من قبل أحد أفراد عائلتها (عمّها)، يوم كانت في عمر الرابعة عشرة.
أمّا الفكرة الثالثة للفيلم، فتُقدّم جولييت عاهرةً تعمل للحصول على المال.
الفيلم اجتماعيّ كوميديّ، وقصّته في محلّ ما، تجمع ما بين الواقع والخيال، وفيه جرعة زائدة من الجرأة في الحوار وفي الأفكار، يقدّمها "معجمه" اللغويّ المنتقى من اللغة اليوميّة في الشارع اللبنانيّ، ما يستدعي اقتصار حضوره على من هم فوق الـ سنّ "18".
ردود الفعل كانت كبيرة لدى كلّ من شاهد الفيلم، فمنهم من قال "برافو" لسليم، والفيلم يُشبهه بالجرأة، وهذا هو "ستايله"، ومنهم من لم يجد مغزى لهذا الفيلم الذي لم يقدّم سوى صورة "الدّعارة"، في حين ترك المخرج النهاية غير واضحة، أو لربّما تقصّد المخرج أن يترك النهاية للمشاهد ليتخيّل ما يحلو له.
وإنّ كان لا بدّ من التنويه، فلا يُمكننا الإعراض عن أداء الممثلة لورين قديح التي قدّمت دورها بحرفيّة عالية، فيما يُسجّل للممثل المخرج شادي حنّا إضافة جوّ من الفرح والمرح على الفيلم. أمّا الناقد الفنّي محمد حجازي فقد كان نصيبه من النقد كبيراً، بسبب تأديته دور المغتصب والقوّاد، في فيلم بهذه الجرأة، وهو الذي عوّدنا على الدفاع عن القيم وعلى رفضه الإساءة إليها، مثلما حصل يوم عرض مسرحيّة "حكي نسوان"، حيث لم تسلم صاحبتها من نقده الصّارم للمضمون.
مخرج العمل لم يعطنا تفاصيل كافية ووافية عن الفيلم، ولم نعلم الرسالة الحقيقيّة لجولييت سوى أنّها تصاب بمرض "سرطان الرحم"، من دون أن تتمكّن من التوقّف عن عملها كبائعة هوى.
لقد نجح سليم في أن يصنع حالة مبهرة بصريّاً، إلا أنّه أخفق في جعل المشاهد يتعاطف مع جولييت.
لمعرفة رأي عدد من المخرجين والممثلين بالعمل، ولمشاهدة اللقاء الخاص معهم، تابعوا قسم فيديوهات "سيدتي نت".