أمي الحامل تخبئ بطيخة الصيف!

2 صور

تنشر "سيدتي نت"، أجمل ذكريات الفنانين مع طفولتهم، وما تركته حالة الأمومة في ذكرياتهم، وفي هذه المادة نقدم لكم في قسم مولودك، أجمل ذكريات الممثل السعودي محمد بخش مع المواليد.


يعني دائمًا الطفل لا ينسى أمه وهي تلد أخاه، أحيانًا يركز على الحامل، هل تذكر تلك الأيام؟
- كثيرا ما صادف حمل والدتي مع حمل عمتي أو خالتي، وكنّا نسكن في بيت واحد، فكنت أستغرب انتفاخ بطونهن، وكنت أتخيل أن أمي تخبئ بطيخة في بطنها، خاصة إذا صادف الحمل موسم البطيخ.

ألم تستفسر منها؟
عندما أسألها تقول: إنه أخي الصغير الذي سيأتي بعد عدة أشهر، فأتخيله يعيش حياة مستقلة، وأنه في مدينة صغيرة، وأن لديه غرفة خاصة وحمام صغير خاص به، حسب ما تشرح لي الوالدة، فهي عندما تعجز عن الإجابة عن أسئلتي كانت تعطيني قصة خيالية.

ماذا كنت تسألها تحديدًا؟
هل تضعين بطيخة في بطنك؟ وأحيانا أسأل الداية (القابلة) لماذا أنتِ في بيتنا؟ فتقول: إنها جاءت لتراقب قدوم أخي الصغير أو أختي الصغيرة، فأسألها أي أخت؟ وعندما تقول الذي في بطن أمي أرد عليها بأنها قالت لي إنها تخبئ بطيخة للصيف.

كيف كانت ردة فعل النساء من حولك؟
كنّ يضحكن بمن فيهن والدتي، فتضمني وتقول: البطيخة أكلها والدك، ووضع مكانها أخاك الصغير القادم بعد بضعة أيام، فأجلس أفكر في أخي القادم هذا، وهل سيكون أكبر مني ويضربني أو أصغر مني؟

هل تذكر ولادة معينة؟
أذكر عندما كانت والدتي حاملا بأخي الصغير أيمن (آخر العنقود)، ورجعت إلى البيت ولم أجد أمي، وسألت عنها فقيل لي: إنها ذهبت لتلده في المستشفى، فاستغربت وأنكرت ذلك، وقلت: وما علاقة المستشفى بولادة أمي؟ هل هي مريضة؟ ولماذا لم تحضر الداية (القابلة) التي كانت تأتينا في الماضي؟ طبعًا تغيرت الأحوال واختفت الداية، ولم يعد لها ضرورة بعد توافر المستشفيات في المدينة المنورة.

هل تذكر نساء الحي عندما يجتمعن لتوليد امرأة؟
عندما كنت أعود من الدراسة وأشاهد نساء الحارة في بيتنا أدرك أن ثمة حالة طوارئ في البيت، فأسمع إحداهن تطلب تسخين الماء، وأخرى تطلب شرشف أو منشفة، وثالثة تطلب نايلون ليوضع على السرير، وفي جانب آخر أسمع بكاء أو ضحكا وتنكيتا.

هل تذكر أحاديثهن؟
واحدة تدعو الله أن تقوم والدتي بالسلامة، وأخرى تقول إن شكلها ستضع بنتا، وثالثة تقول إن مظهر بطن أمي يقول إنه ولد، وما بين أحاديثهن والدعاء والبكاء أسمع صرخات والدتي مع المخاض وكل طلقة تطلقها بصرخة، ويزداد صراخها إلى أن تمتزج بصرخة الفرحة حين بكاء وصرخة الوليد، وأسمع الدعاء والشكر لله الذي أعان والدتي وقامت بالسلامة.

ماذا عن أسماء المواليد؟ هل اقترحت اسمًا؟
- لم يحدث قط أن فكرت في اختيار اسما لأخي أو لأختي، فمهمة اختيار أسماء البنات للوالدة، واختيار أسماء الأولاد للوالد، كنت أشاهده وهو يمسك المولود، ثم أسمعه يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم الصلاة في اليسرى، ويقول اسمه أحمد أو مصطفى أو أيمن، أما البنت فكان بعد أن يؤذن ويقيم الصلاة في أذنيها يسأل والدتي عن الاسم الذي اختارته لها.