تتحدّث نسرين طافش في الحلقة الأولى من حديثها لـ "سيدتي نت" عن "بنات العيلة" وتجربتها مع المخرجة المتميّزة رشا شربتجي، وتتناول علاقة الفن بالجمال، والتطورات التي أصابت الدراما السورية بعد الأحداث الأخيرة في البلاد..بصراحة وبساطة.
هل كنت راضية عن تجربتك في مسلسل «بنات العيلة» هذا الموسم؟
سعيدة بمحبّة النّاس لشخصية مذيعة الراديو سارة، وردود الأفعال الطيّبة عن الدور. فشخصيّة سارة ضائعة بين سطحيّة تفكير والدتها التي أثّرت عليها، فجعلتها سطحيّة مثلها، ولا تعنيها إلا المظاهر، وبين ما ترغب في تحقيقه. ربّما أحبّ الناس معالجة فكرة الصراع الدائم داخلنا بين العقل والقلب، المنطق والعاطفة.
بعض المواقع على الإنترنت ذكرت أنّك اتّهمت كاتبة ومخرجة «بنات العيلة» بفرض المكياج القوي على بطلاته. ما صحّة هذا الكلام؟
للأسف، باتت بعض وسائل الإعلام تلفّق وتكتب ما تريد على لسان الفنّانين، ضاربةً عرض الحائط بالقيم والمصداقية والمهنية المطلوبة في العمل الصحفي، لاسيما الصحافة الإلكترونية التي أبدعت في الكذب على لسان كثير من الفنانين. البعض أطلق كلاماً مزيّفاً على لساني، واتّهمني زوراً بمهاجمة الزميلتين المخرجة رشا شربتجي والكاتبة رانيا بيطار؛ حيث ذكرت بعض المواقع أنني انتقدت مكياج بطلات المسلسل، ووضعت اللائمة في زيادته عن حدّه على المخرجة والكاتبة، وقلت إنهما كانتا السبب في ذلك. وهذا كلام عار من الصحة. والمضحك في هذه الكذبة أن الكاتب عادة لا يتدخّل في تفاصيل العمل ولا المكياج، ولا شأن له بالرؤية الإخراجية، فهذا شأن المخرج. إلا أني لم ألقِ باللوم على المخرجة. ولا شك بأنه في كل عمل فني هناك شخصيات بحاجة للمكياج الثقيل، وشخصيات بحاجة لمكياج معتدل وأخرى ليست بحاجته إطلاقاً. الكلام بمجمله ملفّق وسببه محاولة الاصطياد في الماء العكر والبحث عن إثارة زوبعة وإشكاليات بيني وبين المخرجة والكاتبة.
كيف تقيّمين التجربة مع المخرجة رشا شربتجي وطاقم العمل، وماذا أضافت لك على الصعيد الفني؟
الحمد لله، التجربة كانت جيدة وسعدت بالمشاركة فيها. لا شكّ بأن رشا مخرجة متميّزة ومعروفة، ونجحت في كلّ الأعمال التي قدّمتها خلال السنوات الماضية. والتجربة جديدة ومثمرة لي وللجميع.
هل جمالك هو الذي رشّحك للدور أم فنّك وأداؤك؟
الحمد لله، لقد حقّقت حضوراً فنياً جيّداً منذ أن كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، ومنذ مشاركتي الفنيّة الأولى قبل عشر سنوات. الجمال مهمّ وجذّاب. ولكنّ الموهبة والقدرات الفنيّة أهمّ من الجمال في جذب المزيد من الأدوار للفنّانة، وغالباً ما تسأل أغلب الفنّانات الجميلات هذا السؤال. وعلينا أن نعي أنّ الجمال هو نعمة من ربّ العالمين، ولكنه ليس الأساس إطلاقاً في نجاح أي فنانة. لدينا كمّ كبير من الجميلات في الوسط الفني، إلا أننا نجد البعض منهنّ ينجح ويصعد وآخريات في مكانهنّ بالرغم من جمالهنّ الطاغي. والاعتراف بالجمال هو شكر على نعمة رب العالمين، والعكس أي القول أنا لست جميلة هو جحود بنعمة خلق الله لنا بهذه الصورة التي كوّننا عليها. ويجب أن نكون راضين عنها، علماً أني لست ضد التجميل من باب التعديل أو تحسين مشكلة ما عند الضرورة وليس الهوس بعمليات التجميل لأنها تأتي بنتيجة عكسية أو تشويهية، لكن يجب بالمقابل أن نشكر الله على نعم أخرى تضمن النجاح الحقيقي كالموهبة والاجتهاد والقدرة على انتقاء الأدوار بشكل صحيح. والأخيرة هي إحدى أهمّ النعم لأنها تقي أي فنان من الوقوع بمطبّات هو بغنى عنها.
لِمَ كنت مقلّة فنيّاً هذا العام؟ هل هي الظروف العامّة أم قلّة العروض الفنيّة أم رفضك للعديد من الأدوار التي قدّمت لك؟
المسألة مرتبطة بالنسبة إليّ بالمزاج والإحساس، فالأدوار متوفرة دوماً، لكن ليس هذا بيت القصيد، بل ما يسعدني أن أقدّمه حتى لو كان عملاً واحداً فقط في العام. ولا أخشى الخطأ لأنه جزء أساسي من عملية التعلّم. والإنسان في حالة اكتساب وتعلّم مستمرة إلى آخر يوم في حياته.
كيف تقيّمين واقع الدراما السورية هذا الموسم؟ هل كانت على عادتها أم تراجعت بسبب الظروف العامة؟
الدراما السورية جزء من نتاج المجتمع وتتأثر به. وقد وصلت إلى مكانة هامة جداً وحقّقت نتائج باهرة. وفي الوقت نفسه، المسألة خطيرة بمكان أنه يجب مجاراة حركة الكون المستمرة في التطوّر، وبذل الجهد للحفاظ على الجودة بل وعدم الاكتفاء بما حقّقناه، وإلا سبقنا الآخرون. ومن هنا، يتوجّب علينا أن نبذل جهداً مضاعفاً في هذه الأوضاع؛ نظراً للصعاب التي نمرّ بها جميعاً بشكل عام.
لمزيد من التفاصيل تابعونا غداً.......