ملف قضية ياسمين رضا شقيقة الفنانة زينة، عامر بالأسرار التي فرضت عليها جميع الجهات حظراً حديدياً، بداية من بيان مقتضب أرسلته الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بضبط شقيقة ممثلة شهيرة تتاجر بالكوكايين، ونهاية بعدم تصريح النيابة للصحفيين بالحصول على تفاصيل القضية.
"سيدتي" كشفت سر التقارير الإعلامية التي تناولت تهديد ياسمين بإعلان أسماء 150 فناناً في جريمة الإتجار بالمخدرات، وكذلك أسباب إصرار النائب العام على منعها من التصرّف في أموالها وأسباب محاولة محاميها رفع اسمها من قوائم الممنوعين من التصرّف في أموالهم.
قامت الدنيا ولم تقعد حينما تناولت بعض التقارير الإعلامية أن ياسمين رضا 32 سنة شقيقة الفنانة زينة المتّهمة بالإتجار بالكوكايين، تهدّد بإعلان أسماء 150 فناناً شاركوها جريمتها. والمثير أن التحقيقات التي باشرتها النيابة لم تكشف مطلقاً هذه الواقعة، وأكّد مصدر قضائي كبير شارك بالتحقيقات أن المتّهمة لم تعترف من الأساس بالجريمة، وتساءل: كيف تتّهم 150 فناناً بالإشتراك معها في الجريمة وهي تنكرها؟
بداية القضية التي ستتداولها محكمة الجنايات خلال أيام، بدأت حينما طلب ضابط مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية إذناً بمراقبة وضبط ياسمين رضا خرّيجة المعهد العالي للإعلام والتي تعمل في مجال "البزنس".
الضابط أكّد في تحرّياته أنها تستخدم سيارتها المرسيدس في تجارتها وتعاملاتها مع موزّع التجزئة من تجار الكوكايين، ولها اتصالات ببعض المقيمين في أميركا. وأضافت التحرّيات أنها تستعدّ لنقل كميّة من المخدر باهظ الثمن إلى أحد التجار في منطقة المعادي.
حدّد الضابط في إذن النيابة الذي طلبه، مكان التسليم، وبالتحديد في جوار «غراند مول» في المعادي، وصرّح له وكيل النيابة بضبطها. وكانت المفاجأة قاسية للحسناء حينما وجدت نفسها أمام ضباط مكافحة المخدرات، وعلى الفور قام الضابط بتفتيش السيارة، وعثر معها على 45 غراماً من الكوكايين، و22 ألف جنيه و650 دولاراً، وفرّ شخص كان يستعدّ للحصول على الكوكايين من ياسمين.
آخر مشهد
أمام المستشار محمد غراب المحامي العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، طلبت ياسمين الإتصال بأسرتها: والدتها ماجدة وشقيقتها زينة التي كانت تؤدّي آخر مشاهد فيلم «عذراً للكبار فقط»، كما وطلبت محامياً. وفي التحقيقات أنكرت تماماً اتّهام أجهزة الأمن، وأكّدت أنها لا تتعاطى المخدرات أو تبيعها فهي حاصلة على بكالوريوس إعلام في المعهد العالي للإعلام وتعمل في مجال "البزنس".
لكن النيابة تأكّدت من جدّية التحرّيات، واستعرض في اليوم نفسه المحامي العام ملف القضية مع النائب العام المستشار عبد المجيد محمود الذي قرّر إحالة المتهمة إلى محاكمة عاجلة أمام الجنايات ومعها شريكها نادر أحمد شوقي المقيم في أميركا، وقرّر النائب العام في قرار الإحالة وضع إسم نادر على قوائم ترقّب الوصول، وتمّ إدراج اسمه في كل الموانئ والمطارات، وصدر قرار بمنع ياسمين من السفر.
إتّهمت النيابة ياسمين رضا بغسيل الأموال طبقاً لتحرّيات مباحث المخدرات التي أكّدت أن ثروة وممتلكات شقيقة الفنانة جاءت نتاج تجارة غير مشروعة، وتمّت إحالة المتهمة إلى محكمة الجنايات لنظر قرار المنع من التصرّف.
توالت المفاجآت خلال جلسة الجنايات حيث حاول بعض الصحفيين والمصوّرين إجراء حوارات مصوّرة مع ياسمين التي وصلت إلى المحكمة مكبّلة بالأغلال. ولكن، شقيقة ياسمين الكبرى تصدّت لهم ومعها الأم ماجدة التي كانت تعمل من قبل موظفة في الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وبادر بعض أقارب المتّهمة بالإعتداء بالضرب على المصوّرين وهشّموا الكاميرات، ولهذا لم تظهر في وسائل الإعلام أية صورة لياسمين أثناء المحاكمة.
لم تنته المفاجآت عند هذا الحدّ، لكن والدة المتهمة أكّدت أن ابنتها بريئة، وهي خرّيجة الجامعة الأميركية، وكانت تستعدّ للعمل كمذيعة، ووالدها ترك لها أموالاً تكفيها، وهي ليست في حاجة إلى البحث عن تجارة حرام تدرّ دخلاً!
إمتنعت زينة عن الظهور في وسائل الإعلام، وأغلقت هاتفها المحمول، ورفضت أن تحضر جلسة المحاكمة في محكمة الجنايات، في الوقت الذي أكّدت مصادر أمنية أن ياسمين تعيش حالة نفسية سيّئة بعد القبض عليها، حيث واصلت بكاءها طوال أيام الحبس الإحتياطي، وكادت تمتنع عن الطعام لولا جهود رجال الأمن الذين أقنعوها بأن المحاكمة العادلة ستكشف الحقيقة