نظّمت «سيدتي» بالشراكة مع رابطة المثقّفين المغاربة على «الفيس بوك» حفلاً تكريمياً لثريا جبران سيدة المسرح وأول فنانة تشغل منصب وزير الثقافة، في مطعم «رياض» بالقرية السياحية الولجة بسلا، حضرته وجوه فنية وحقوقية وسياسية وثقافية ومحبّو الفنانة. وكان بحق لقاء محبة وتواصل مع فنانة مهمة لها مسار خاص في مشوارها الفني والسياسي والحياتي.
في كلمتها، قالت سميرة مغداد مسؤولة تحرير "سيدتي": "إن ثريا جبران فنانة مغربية أصيلة، لا أحد يجادل في عطائها الجميل لا على المستوى الفني أو المهني أو حتى الشخصي، وفيّة لالتزامها بقضايا الوطن العربي. يميّزها أولاً صدقها الكبير وإبداعها اللامحدود، هي عاشقة المسرح وسيدة الخشبة بامتياز ونهنّئها بالمناسبة بجائزة "الوسام" من درجة شرف التي حصلت عليها مؤخراً من فرنسا. تشعرك وهي تتقمّص أدوارها المكتوبة أنها تكتب وتؤرّخ لعالم خاص بها وفريد من الفرجة الصادقة الهادفة، تشعرك الفنانة ثريا دائماً بصدقها المتدفّق وبإنسانيتها الرفيعة".
الكاتبة الأديبة هاديا سعيد مديرة التحرير بدبي، كانت حاضرة من خلال رسالة خاصة وجّهتها لثريا جبران تلتها سميرة مغداد وجاء فيها: "سلام محبة وصداقة شوق من دبي مقر "سيدتي"، نأمل منك إمتاعنا من جديد بإبداعاتك المسرحية. أكيد ثريا أنك شعلة من العطاء ما دام نبضك موجوداً في الحياة، كم أتمنى أن تستثمري مشاعرك الجميلة دائماً وأن تمنحي لنا قدوة الأنثى المبدعة المتألّقة التي لا تهزم والتي تصدّ عواصف الدهر وغدره أحياناً بالبسمة والاستماتة من أجل العطاء.
ما أجملك يا ثريا، إنك امرأة من زمن الحب، أنت أيضاً وجه وروح ساهمت في إطلاق وجه المغرب الثقافي إلى أبعد مدى، وجه تجاوز حدود الوطن إلى أبعد من حدود العرب، ليعلن ويؤكّد أن الفن الأصيل يبصم العالم ويساهم في تغييره.
لا نريد أن نذكّرك ونتذكّرك، بل نريد تواصلاً لحضورك المغربي والعربي والعالمي، ولن تكفي جوائزك للاحتفاء بك، فنحن نحتفي بك كلّما استحضرنا أعمالك مع كوكبة من أسماء المغرب الثقافي والفني ليس أولهم سي الصديقي، ولا آخرهم مجموعة من أهم الكتّاب والمخرجين المغاربة الذين نحبّهم ونقدّرهم، وننتظر حضورك معهم وبهم. وعن شخصي، فأنا أحتفي بك في عالمي الكبير والصغير على السواء، أي كلّما تابعت آفاق المسرح وأحواله وشجون الإبداع والثقافة، وكلّما سألني ابني الذي بصمت عمره لهجتك المغربية الحلوة ليقول لي سائلاًً عنك: "كيف دايرة (حالها) خالتي ثريا".
خانني الجسد
بدأت الفنانة ثريا جبران بالشكر لـ "سيدتي" على مبادرتها التي أتاحت لها اللقاء بالأحبّة والأصدقاء والصديقات، وأيضاً لتكون بين خيرة الإعلاميات والحقوقيات والسياسيات، وأثنت على "سيدتي" كونها واكبتها في محطات عدّة من حياتها، والتي وصفتها بالسفر الطويل. وتقول في هذا المجال: "واكبت "سيدتي" طموحاتي وأحلامي وثوراتي، دعمت القضايا التي آمنت بها بترجمة ذلك على صفحاتها، عاشت معي إحباطاتي وصمودي كفنانة، إلى أن عيّنت كوزيرة للثقافة. كان عرساً للفنانين والمثقّفين، الحلم كان كبيراً، لكن للأسف خانني الجسد، أردت خلال شغلي لهذا المنصب أنسنة الوزارة، برفقة مثقّفين ومبدعين ومهتمّين والغيورين على الشأن الثقافي المغربي. رغبنا أن نسابق الزمن لنصل قبل الأوان، استطعنا أن نحقّق أشياء ونتمّم ورشاً كانت مفتوحة، لكن المرض لم يسعفني لكي نكمل المشوار. الأهم أننا كنا صادقين، دخلنا بأيادٍ بيضاء وخرجنا كذلك".
وزيرة وبعد؟
أين أراضيك منذ أن غادرت الوزارة؟ هل تركت السياسة إلى غير رجعة؟ سؤال طرحته الإعلامية فاطمة يهدي التي أُوكلت لها تسيير الأمسية التكريمية.
تردّ ثريا: "كلّنا مسيّسون والمرحلة تتطلّب أن نكون كذلك؟ السياسة هي حب الوطن وقضاياه وهمومه. لم نتخلَ ، لكن نؤطّر المعارك وإن لم نكن بداخلها".
وتجيب على السؤال الثاني عن رأيها في الأوضاع العربية الحالية قائلة: "الثورات في الدول العربية لم تأتِ من عدم، بل هي نتيجة تراكمات. وفي ما يخصّ المغرب، الثورة بدأت منذ عشر سنوات حين اعتلى محمد السادس العرش وبدأ ورش الإصلاح بفتح الصفحات السوداء من تاريخ المغرب وعالجها بكل شفافية".
وعن رأيها في حركة شباب 20 فبراير، أجابت: "هذه ثورة ملك وشعب ثانية. فالملك وضع سقف إصلاحات عالياً جداً، ونحن يجب أن نعمل لنصل إليه، هؤلاء الشباب هم أبناؤنا، مبادرتهم هذه فاجأتنا. ويجب أن نعترف أنهم تجاوزونا، وهذا ما ألمسه من خلال النقاش مع ابنتي، أجد أن مسافة خمسين سنة تفصلنا أو أكثر، إنه جيل جديد".
ورداً عن سؤال "سيدتي" حول ما إذا كانت تخامرها فكرة تجسيد دور وزيرة تقول: "إن فكّرت في الأمر سأجسّد دور وزيرة لكن في قالب ساخر".
وعمّن ترشّح لأداء دورها في فيلم عن سيرة ذاتية، قالت: "كل خرّيجات المعهد المسرحي والتنشيط الثقافي ممثلات محترفات ومبدعات ويصعب الاختيار بينهن".
هدايا محبة
- باقة ورد من "سيدتي"، باقة ورد من عبد الغني بنسعيد صديق "سيدتي".
- "كتاب الشفا" للقاضي عياض من محمد كرين الرئيس المنتدب لصندوق الإيداع والتدبير.
- لوحة تحمل بورتريه لثريا من توقيع الفنان عبد العزيز.
- قفطان مغربي من مصممة الأزياء آمال مارسو.
- قميص مبتكر بثوب الكوفية الفلسطينية بقصّة عصرية وخياطة مغربية تقليدية "سفيفة" من المصممة هدى الفلسطينية.
- دعوة للاسترخاء من مركز التجميل "كولدن تاتش" بالرباط قدّمتها السيدة غزلان.
- وصلات غنائية فنية من إهداء المطربة فتيحة أمين التي جاءت من مدينة تطوان خصيصاً لإحياء حفل تكريم ثريا جبران.
- وكان الختام قالب حلوى بالشوكولاته قدّمه محل "لونوبل" تقاسمه معها الحضور على إيقاع الفرح والموسيقى.
* اقترحت الصحفية عزيزة حلاق تأليف كتاب عن ثريا جبران يتناول حياتها الإبداعية الحقوقية والسياسية والإنسانية، وقد رحّب محمد كرين بتبنّي المشروع.
* اقتراح من "سيدتي" لإنشاء رابطة لأصدقاء وصديقات الفنانة ثريا جبران.
* ثريا جبران قالت لـ "سيدتي" وهي تقدّم لها الورد في ختام الحفل: "هذا يوم لن أنساه أبداً. أنا عاجزة عن شكركِ".
حفل "سيدتي" في الصحافة المغربية
وكان الحفل الذي أقامته "سيدتي" لتكريم الوزيرة ثريا جبران، قد حظي باهتمام الصحافة المغربية التي أفردت له صفحاتها، مشيدة بهذه الخطوة. ومن وسائل الإعلام هذه مجلتا "للا فاطمة" و"نسمة".
في مجلة سيدتي في المكتبات يمكنكم قراءة شهادات بالوزيرة جبران وماذا قالت عن المرأة المغربية و"الفيس بوك"