تصوير: عماد قاسم - ماكياج: علاء التونسي - تسريحة: صالون محمد الصغير - ديزاينر: ملك عزاوي
زينة التي برزت موهبتها في الوسط الفني منذ خمس سنوات، لا تختار الألفاظ المتأنّقة بل تقول الكلمات واضحة. تتحدّث بلغتها الخاصة، وهي لغة مطابقة تماماً لشخصيتها، وطوال الحديث معها كانت ألفاظها واقعية وصريحة حتى عن نفسها. فهي لم تخفِ أنها متسرّعة في قراراتها. كما كشفت عن نصيحة أحمد زكي لها وسرّ الحزن الدائم في عينيها ولماذا ترفض زيادة أجرها في الوقت الراهن.
من هي زينة التي حقّقت كل هذا النجاح في هذا الزمن القصير جداً؟
زينة هي بنت عادية، طالبة في كلية التجارة بجامعة عين شمس -طالبة فاشلةـ (ضاحكة) قسم التجارة - السنة الثالثة، لا أحضر الامتحانات، تربيّت في أسرة مصرية عادية جداً، أبي رحمه الله كان مهندس طيران، والدتي مديرة في شركة الكهرباء. تتألف أسرتي من 5 أبناء: بنتان ثم أنا ثم ولدان، وأنا صغيرة كنت شقية جداً، كنت أضرب الأولاد. فكانوا يعاملونني كصبيّ، وكنت أذهب إلى مكتب مديرة المدرسة لكثرة المشاكل، وكنت أعشق الدراجات، مثل «اللمبي» عندما كان يسوق الدراجة في الفيلم. ليس في عائلتي من يهوى الفن ولا حتى الرسم، لكني وأنا في المرحلة الإعدادية كنت أموت شغفاً بالتمثيل. فكنت أحب شادية جداً، وهي التي جعلتني أحب التمثيل وكذلك «السندريللا» سعاد حسني.
ما جعلني أحب التمثيل أكثر هو الممثل الراحل أحمد زكي الذي التقيت به، وعمري 14 عاماً في فيلم «أرض الخوف»، وكان المفروض في الفيلم حسب الأحداث أن يتزوّج من فتاة عمرها 14 سنة، وكنت أنا. وكان بداخلي مشاعر خوف مع فرحة عامرة، ويكفي أنه سيكون في سجلي التمثيلي أني مثّلت مع أحمد زكي، وظلّت صورتي معه ذكرى. أنا وهيثم أحمد زكي صديقان جداً بل شقيقان، وأنا أحبه جداً، وهناك تواصل دائم بيننا. والطريف أن الفنان أحمد زكي كان لا يريدني أن أستمرّ في التمثيل وقال لي: "روحي ذاكري وأكملي دراستك ولو عندك موهبة ادخلي معهد التمثيل، وبعدها أنتج لك فيلماً من شركتي".
لقد كانت زينة الممثلة الوحيدة من بنات جيلها التي استطاعت تقديم ثلاثة أفلام في موسم واحد، وذلك منذ أقلّ من سنتين حدّثينا عن ذلك؟
قدّمت «بوشكاش» أمام محمد سعد كوميدي و«هيما» أمام تامر حسني وهو غنائي و«واحد صفر» مع إلهام شاهين ونيللي كريم، وهذا الفيلم بإجماع النقاد واحد من أفضل أفلام السينما المصرية في السنوات العشر الأخيرة على الأقل، ويقال إنه سوف يصبح واحداً من كلاسيكيات السينما المصرية في كل تاريخها.
هل أصبح لديك شروط الآن لقبولك أي عمل؟
منذ بدايتي وأنا عندي مبادئ وشروط لا أحيد عنها، وهي أنني أذهب إلى الدور الحلو وإلى النص الجيد وإلى العمل الذي أجد نفسي فيه، سواء كان في السينما أو في التلفزيون، يعني «أعمل الدور اللي يعجبني»؛ لأن الفنان يتوق دائماً إلى الأفضل رغم أني في البداية قبلت أدواراً حتى انتشر، فقد مثلت في مسلسل «حضرة المتهم أبي» مع الفنان نور الشريف، من بعدها بدأت في اختيار أدواري.
هل من شروطك عدم ارتداء لباس البحر ورفض المشاهد الجريئة؟
طوال فترة تمثيلي وأنا أرفض ارتداء لباس البحر، رغم حصولي على بطولات في السباحة وأنا صغيرة في المدرسة، الآن أرتديه في حياتي الخاصة فقط، وعلى شواطئ خاصة بالنساء فقط، وأجلس على الشاطئ؛ لكي أكتسب لوناً فقط، فأسرتي لها شاليه خاص في الساحل الشمالي نذهب إليه. أما المشاهد الجريئة فأنا ضدها أيضاً.
هل أصبح لديك ثروة من التمثيل؟
أنا مبذّرة جداً، وكل ثروتي أصبحت تتجمّع في بعض الملابس! لأن كل ما أجنيه أصرفه على الملابس ذات الماركات العالمية حتى الـ"تي شيرتات". أملك ذوقاً جميلاً بل إنني مولودة بهذا الذوق.
لإنهاء حديثنا مع زينة بصورة سعيدة سألناها عمّا يشغلها الآن.
أنا أقرأ في القانون حتى يتسنى للإنسان أن يعرف ما له وما عليه، اشتريت كتب القانون وبدأت في قراءتها، ممكن أن التحق بكلية الحقوق الآن، وأكثر خبر أفرحني هو قيامي الآن ببطولة فيلم «المصلحة» مع أحمد السقا وأحمد عز لأول مرة وحنان ترك ومخرجته ساندرا نشأت، وهذه تجربة أكثر من رائعة في أضخم إنتاج لهذا العام.
وفجأة تقول زينة: «اشتريت فستاناً أحمر ما رأي «سيدتي» به؟ لأنني لم أشترِ هذا اللون من قبل.
أخرج للشارع برفقة صديقاتي، ويأتي الناس للسلام عليّ والتصوير معي ويمازحونني، وأمرح مثل الطفلة الصغيرة. فهل يوجد إنسان يكره أن يحبه الناس؟».
رغم برودة الجو وقفت زينة تشتري الترمس، وتأكله في الشارع، وعندما وجدت عربة حمّص الشام الساخن ركضت لتشتري كوباً من حمّص الشام بالشطة، ووقفنا جميعاً لنشربه ونأكل البطاطا المشوية الساخنة ونضحك لشعورنا بدفء المشاعر الصادقة.
تفاصيل أوسع عن هذا اللقاء تابعوها في العدد 1564 المتوفر في الأسواق.