"سيدتي" تجمع أحدث صوتين شابين إماراتيين

جمعتهما "سيدتي" فتحوّلا إلى صديقين. بلقيس الصوت الجديد الواعد القادم بقوة، ومنصور زايد الصوت الذي يسير بخطى واثقة نحو نجومية أكبر. صوتان شابان مميّزان، والوحيدان اليوم في الساحة الإماراتية؛ لأنهما من جيل مختلف عمّن سبقهما ولا وجود حتى الآن لبعدهما، لهما لون خاص اسمه "موسيقى الشباب" وهما يمثلانه عن جدارة. في حوارهما مع "سيدتي" ندخل في التفاصيل. ونكشف عمق تجربة كل منهما في الحياة، الفن وأشياء أخرى.

 

• بلقيس: لذلك قالوا "ستضع بلقيس في جيبها"!

 

من عالم الإعلام والعلاقات العامة إلى عالم الفن، لذلك تعرف الفنانة اليمنية بلقيس كيف تختار أجوبتها وتقدّمها بأسلوب إعلامي نتقنه نحن ولم نعتده من الفنانين. ولعلّ ما يثير شهيتنا لمحاورة بلقيس هو ستة أشهر مكثفة قضتها في الفن نجمةً بين كبار الفنانين والملحنين. من موظفة إلى فنانة، رحلة تستحق الوقوف عندها. هي ابنة أحد أهم عازفي العود في العالم العربي وسفير الأغنية اليمنية الموسيقار أحمد فتحي، وقد احترفت الغناء مثل والدها. هي من مواليد الإمارات العربية المتحدة حيث تعيش وأسرتها حالياً، وحاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال من جامعة أبوظبي وماجستير في التسويق الاستراتيجي من جامعة ولونغونغ- استراليا، كما كانت موظفة علاقات عامة في تلفزيون أبوظبي.

ومعها بدأنا الحوار التالي:

ــ بلقيس، تطلّين ومنصور زايد على غلاف "سيدتي". ما الذي تفكرين به وأنت تحتلّين عناوين وأغلفة المجلات بعد أقلّ من عام على دخول عالم الفن؟

سعيدة بكل تأكيد. ولكنني أفكر ما الذي سأفعله في الأشهر القادمة، فأنا أعلم بأنني أسير في الطريق الصحيح، وأنّ هناك إقبالاً إعلامياً واهتماماً بي ما يعطيني ثقة أكثر. لكن، في الوقت ذاته، أعلم بأنه مسؤولية كبيرة، وهذا يجعلني أفكر بخطط عمل، وبمراجعة الأخطاء التي ارتكبت ويشعرني بالخوف ويستدعي مني تفكيراً أكثر.

ــ هل نشاركك التفكير في الأخطاء التي ارتكبت وأهمّ لحظات الفرح التي مرت عليك؟

تعلمين أننا في عملنا ليس لدينا وقت كامل لشيء، لذلك أحياناً ينفد مني الوقت قبل أن أستطيع أن أحفظ أغنية بشكل تام، فألوم نفسي وأقول بأني لو اجتهدت أكثر لاستطعت تقديمها بصورة أفضل. أما الأخطاء التي لا تقبل إعادة النظر فهي أنني وصلت إلى مرحلة لم أعد أريد مجاملة أحد "فنياً"، لذلك نقلت إلى كل من فايز وراشد (شقيق فايز) السعيد، وهما المسؤولان عني فنياً أني لن أقبل بأي أغنية منفردة تعرض عليّ ما لم تكن متناسبة ومسيرتي وصوتي، والأهمّ أن تضيف لي. وأما أجمل اللحظات، فهي أول وقفة لي أمام الأمير بدر بن عبد المحسن وكانت مشاركتي في هذه المناسبة قمة الانتصارات بالنسبة إليّ، لم أكن خائفة أو مرعوبة لدرجة اعتقد الحضور أنني كنت معتادة على الغناء أمام الناس، وأيضاً العمل مع فزاع هو خطوة شكّلت مفترق طرق في حياتي. كما هو عرض أغنيتي "مسألة سهلة".

ــ نقدّمكما اليوم أنت ومنصور ممثلين عن جيل الشباب الإماراتي. لكن، أريد أن أسألك أنت إن كنت تجدين أن هناك فنانة أخرى من جيلك في الساحة؟

هناك اليازية. لكن خطها مختلف تماماً عن خطي. ولكن هناك فنانات أخريات من جيل آخر مثل أريام ورويدا المحروقي، وبالتأكيد أحلام على رأس القائمة.

ــ ماذا عن الفنانين؟

حسين الجسمي على رأسهم وعيضة المنهالي في الإمارات وفايز السعيد موجود، بينما الأصوات النسائية حاضرة وغائبة.

المنافسة

ــ من ينافسك في الإمارات؟

لماذا تحصرينني في الإمارات فقط؟!

ــ إذاً ،لا تجدين نفسك مشهورة في الإمارات فقط وإنما في الخليج أيضاً؟

تسعون بالمائة من جمهوري سعوديون، والعشرة الباقون هم إماراتيون، ومعظم المراكز الأولى التي حصدتها أغنياتي كانت في برامج إذاعية سعودية، لذلك أعرف أن نجاحي خليجي وليس عربياً فقط. وبالنسبة لسؤال المنافسة فأنا لا أنافِس ولا أنافَس.

ــ ما المطلوب اليوم من الفنان الذي يمثّل جيل الشباب برأيك؟

أولاً، يجب أن يحمل فكر جيل الشباب، وإن كان الفنان مثقفاً فنياً فمن واجبه أن يشعر جمهوره بأن هناك مساواة ما بينه وبينهم، كما يجب أن يلامس بأسلوبه الفني وجدان الشباب وأن يتحدث بلغتهم، وفي النهاية أن يعبّر بشكله عن جيله. لذلك، لن أحاول أن أبدو أكبر من سني.

ــ الفنان حسين الجسمي بدأ إماراتياً لكنه نجح عربياً رغم أن انطلاقته كانت بأغنية خليجية. ورغم مراهنة البعض على نجاح الأغنية الخليجية محلياً، إلا أن الجسمي أثبت العكس. فهل تحذين حذوه لاحقاً وتغنين بلهجات أخرى ضماناً لاكتساب جمهور أكبر؟

أنا أتمنى أن أصل إلى مستوى نجوميته. لكن هناك معضلة في هذا المشروع، حيث أن الجسمي بدأ خليجياً ثم عربياً، ولكن، بالنسبة إليّ كفنانة، أرى أنها تجارب نجح فيها. لذلك، وإن غنى بلهجات أخرى، فإن اسمه الإماراتي حسين الجسمي، لذلك أقول لك بأنها تجارب نجحت لكنه لن يقدّم ألبوماً كاملاً، كما يفعل فنانون آخرون ويقدّمون ألبومات خليجية مثلاً. وأعتقد أن الفنان الذي يخسر هويته الفنية في البداية، لن يستطيع تصحيح مسيرته لاحقاً. لذلك، أغني اليوم اللون الخليجي واليمني لأثبت وجودي ثم سأغني تجارب قد تنجح وقد لا تنجح.

ــ غالباً ما يتوقّع أن يطيح الجيل الجديد من سبقه، عندما يقال إنك ستطيحين بفلانة من الفنانات هل يزعجك الأمر أم أنك تشعرين بسطوتك الفنية؟

بعض الفنانات يشعرن بنوع من النشوة، أما أنا فيزعجني هذا القول لأنني بكل بساطة لا أريد أن يمسحني أو أن أمسح أحداً، على سبيل المثال كنت قد التقيت الفنان عيضة المنهالي منذ فترة قريبة، فقال لي إن صوتي مقياس لجمال الأصوات، وأني صرت الحد الذي يقيّم فيه صوت الفنانات بحيث يقال "فلانة غنت كصوت بلقيس أو أقل منه". ثم، أسمعني صوتاً لفنانة قيل إنها ستضع بلقيس في جيبها، وعندما سمعته قلت له: "سبق أن قالوا عن الراحلة ذكرى الشيء ذاته ومع ذلك توفيت ولم يستطع أحد لغاية اليوم أن يوازي صوتها. لا أحد يمسح فيروز لأن لها بصمة في الموسيقى العربية ولو جاءت مائة فنانة لتقلّدها فلن تأخذ مكانها، وكذلك ذكرى، وغيرهما من الفنانات لأن لكل منهنّ بصمة صوت مختلفة عن الأخرى.

بين بلقيس وذكرى

ــ بمن يشبهونك من الفنانات؟

ذكرى. وهو أكبر شرف لي لأني خريجة مدرستها، ولم يأتِ أحد مثلها حتى اليوم. وأنا أيضاً أحب مدرسة أصالة، لكنهم يشبّهون صوتي بصوت ذكرى.

ــ لكن، نهاية ذكرى كانت مخيفة. ما الذي شجعك على دخول عالم الفن وما الذي أخافك منه؟

لم يفارقني هاجس أن أكون فنانة منذ الطفولة، وأكثر من شجعني هو والدي، وأيضاً أن الأصوات النسائية في الوسط الفني الخليجي معدودة، لكن أهلي كانوا يرفضون دخولي عالم الفن قبل إنهائي الماجستير، أما التردّد الذي كان يعترض ذلك الهاجس، فهو خوفي من الشهرة وأن تصبح حياتي وتفاصيلي ومشاكلي معروضة على الملء، وأنا بطبعي إنسانة كتومة.

ــ هل تخشين إشاعات الحب وربطك بفنانين أصدقاء، إذ ربما يثيرون إشاعة تربطك اليوم بمنصور طالما أنكما تتصدّران معاً غلافاً واحداً؟

مبدئياً، لم تثر حولي إشاعات حب، ولكن هناك من شكك بأني أستغلّ اسم أحمد فتحي و شهرته كوني ابنته. وإذا كان هناك من يودّ أن يربطني بفلان أو غيره، فأنا مستعدة دائماً للنفي أو الإثبات طالما أنني واثقة من نفسي، لا تنسي أن للسلوك والشكل دوراً هاماً في نوعية الإشاعات التي تطلق. منصور زايد صديق عزيز جداً، وما وثّق علاقتي به جلسة التصوير التي جمعتنا "سيدتي" بها. ومنذ ذلك اليوم، ونحن نتواصل لدرجة جعلته يدمن مسلسلاً تركياً. ففي أحد الأيام، كان يشعر بالملل فطلبت منه أن يشاهد إحدى المحطات ليتابع مسلسلاً تركياً، ورغم استغرابه واستهجانه، أراه اليوم متابعاً أكثر مني.

ــ بمناسبة الحديث عن الشهرة، هل تعتقدين أنه منصف نيلك شهرة أكثر من والدك الذي حفر تاريخه الفني بعد شقاء وتعب كبيرين؟

الحقيقة، أن زمننا مختلف والإعلام مختلف اليوم، هناك تكنولوجيا ووسائل اتصال بالجمهور لم تكن موجودة في زمنه، والآن هناك شركات إنتاج بينما كان الفنان ينحت في الصخر ليعرف في زمن والدي. لذلك، الوسط الفني اليوم سهل لأي كان مع الأسف، لكن لا تنسي أنني لم أبدأ مع شركة كبيرة مع الفنان فايز السعيد وإنما بسيطة وكما يقال "على قدّها". لذلك، لا أستطيع أن أنكر أن ما حصل لي كان بمجهود فايز وراشد السعيد.

ــ أنت ومنصور غنيتما مع كبار الفنانين، هل هذا يضيف لكما في البدايات كتجربة أم كجمهور؟

أنا لم أكن أبحث عن جمهورهم بقدر ما كنت أبحث عن تسجيل قوي، لأنني عندما أعمل مع الكبار فهو اعتراف منهم أنني أستحق الوقوف بجانبهم والغناء معهم، وغنائي مع الكبار كان لأنني أردت أن أبدأ بقوة ليتساءل الناس عن هذه المطربة الجديدة التي غنّت مع أبو بكر سالم أو غيره.

بلقيس والنجوم

ــ ما كان أول انطباع الفنانين الكبار وكل من ساهم بدعمك من الذين سمعوا صوتك للمرة الأولى؟

أول من سمعني كان فزاع، عندما التقيته ودندنا في الاستوديو الخاص به قال لي: "أنت ستكونين نجمة النجوم في الفترة القادمة. قولي فزاع قال ذلك".

أما الفنان حسين الجسمي فقد كان يسجّل أغنية "متى متى" في استوديوهات السعيد عندما اتصل بي فايز وطلب مني أن أسمعه جملة موسيقية يمنية، وبعد انتهائي من غنائها قال لي حسين: "بنت أحمد هل أنت يهودية"؟! فضحكت وأجبته بنعم، لذلك كلما سمعت أغنية "متى متى" أذكر أول انطباع للجسمي. والفنان راشد الماجد الذي غنيت معه ديو "أحمر الورد" كان أثناء تسجيلي ينصت ويقول: "الله الله"، ثم قال لي وأنا أغادر الاستوديو "أنت ذكرى الصغيرة". ومع الأسف، الوحيد الذي سجلت معه دون أن أراه كان الفنان أبو بكر سالم، لكنني التقيت بابنه الفنان أصيل مؤخراً وأمّنته بأن يسلّم عليه سلاماً خاصاً من قبلي.

ــ أثارت الفنانة أحلام مؤخراً الكثير من الجدل حول مشاركتها كعضو لجنة تحكيم في برنامج فني هو "آراب آيدول". كيف تلقيت كل هذا الجدل وما رأيك به؟

ما حصل للفنانة أحلام كثير، وللأمانة جعلني أعجب بها أكثر لأنها كانت متماسكة رغم كل الانتقادات، تخيلي أن يقذفك مليونا شخص بأبشع الكلمات بينما تكتبين على صفحتك "اللهم إنني عفوت عن كل من آذاني". هذا تسامح كبير من أحلام ويدلّ على نضوج في شخصيتها، ولو كنت مكانها لصدمت ولم أكن لأحتمل شيئاً مما فعله الناس بها، وأودّ أن أقول أيضاً إن البرنامج ما كان لينجح دون أحلام.

ــ هل تقبلين بدور الحكم اليوم وإن عرض عليك ملايين الدولارات؟

ملايين الدولارات؟! هو أمر مستحيل أن يحصل لمبتدئة مثلي، ولكن سأكون كاذبة إن أجبتك بلا، وأعتقد أن أحداً غيري لن يرفض.

منصور زايد: اشتقت لماجد المهندس وراشد الماجد

له شخصيته الخاصة التي تتطوّر بين الحفل والآخر. منصور زايد الذي كثيراً ما نلتقيه في المناسبات الفنية بعد أن صار ورقة رابحة لدى متعهدي الحفلات، مازال خجولاً، يحسب ألف حساب قبل أن يقول كلمته لأنه يخشى جرح الآخرين. وهو كما في أغنياته المصوّرة كثير الحساسية ويهتمّ بالتفاصيل، كذلك يبدو في حوارنا هذا مرحاً، لطيفاً ومتأنياً وواثقاً بنفسه. لا يخشى الشائعات.

ــ تطلّ والفنانة بلقيس على غلاف "سيدتي". ودائماً ما تتصدّر أغلفة المجلات مع فنانات أخريات. ألا تخشى أن تصبح مثاراً لإطلاق الإشاعات بينك وبين الفنانات؟

زوّجوني وطلّقوني وأوقعوني في الحب وأطلقوا الكثير من الإشاعات حولي، لكن الآن صار لدي مناعة ضدها، ومن يخشاها عليه أن لا يدخل عالم الفن.

ــ سبق أن غنت بلقيس مع راشد الماجد وأبو بكرسالم وحسين الجسمي، وأنت أيضاً غنيت مع كبار الفنانين. هل هذا يضيف لكما في البدايات كتجربة أم كجمهور؟

سأتحدّث عن نفسي وعن تجربتي مع الفنان ماجد المهندس لأن باقي الأغنيات كانت خاصة. لذلك، لا أستطيع أن أقول لك إنني اكتسبت منها جمهوراً بل خبرة الغناء مع الكبار، إلا أن تجربتي مع المهندس بكل تأكيد قد أفادتنا وهذا بشهادة الفنان ماجد المهندس.

حرب الأجيال

ــ ما جمعك وبلقيس اليوم على غلاف مجلتنا أنكما تمثلان الجيل الفني الجديد في الإمارات. وغالباً ما يتوقع أن يطغى الجيل الجديد على من سبقه، عندما يقال إنك ستطيح بفلان من الفنانين هل يزعجك الأمر أم أنك تشعر بسطوتك الفنية؟

في البداية، دعيني أخبرك بأنه لا يوجد جيل يلغي الآخر، والأمثلة الموجودة كثيرة . فمحمد عبده يمثّل جيلاً وراشد الماجد جيلاً آخر وكذلك عبد المجيد عبدالله، كذلك هناك جيل عمرو دياب، ومع ذلك ما زلنا نطرب لعبد الحليم وأم كلثوم ووديع الصافي رغم وجود جيل شباب فني، لذلك ليس في بالي أن أطيح بأحد أو أن أتركه، وكل ما أخطط له هو أن أؤسس خطاً خاصاً بي وهذا يكفيني وأن أوصل صوتي كفنان إماراتي إلى الخليج والعالم العربي، فأنا أتساءل ما ذنب الفنان صاحب الخبرة إذا ما جاء فنان مبتدئ وبدأ يزجّ باسمه بين الفينة والأخرى؟! هذا ظلم للفنان الذي سبق وتعب على نفسه.

ــ لكننا نعرف أن هناك معارك فنية خفية تحصل وأن هناك من يأخذ مكان أحد!

ما تتحدّثين عنه يدعى منافسة، ولكن ليس الضرب في الآخرين، ليس هناك في ذهني أن أضرب بأي فنان إماراتي كان، أنا مازلت في مرحلة أتحدى فيها نفسي إلى أين سأصل.

ــ لكن هل هناك في الإمارات من ينافسك؟ أعتقد أنك الوحيد حالياً بين أبناء جيلك؟

هناك الكثير من الفنانين الإماراتيين الموجودين. وكل من أصدر أغنية أو حاول أن يفعل شيئاً لا نستطيع أن نلغيهم. كل المشكلة أنهم كسولون، يكتفون بنجاح أغنية واحدة علماً أن المغني يحتاج إلى لياقة فنية واجتهاد متواصلين.

ــ مثل من؟

90% من أبناء الجيل الحالي هم كذلك، لكني على ثقة أن هناك أصواتاً إماراتية وخامات جميلة تبشّر بالخير لولا أنها تفتقد إلى الإدارة والتوجيه.

ــ لماذا تخشى ذكر الأسماء؟

لا أخشى ذلك. ولكن من يجد في نفسه ما أتحدث عنه يعرف نفسه.

ــ إذاً، فلنتحدث عن الفنانات. من هي التي تمثّل الجيل الجديد من الفنانات؟

الساحة الخليجية تفتقد للأصوات النسائية، لكن هناك اجتهاد من كل من بلقيس وشذى حسون.

 

ــ بدأت بالمشاركة في المهرجانات المحلية. برأيك، ماذا يلزمك ويلزم الفنانين للمشاركة في مهرجانات عربية مثل قرطاج أو جرش أو بعلبك؟

أولاً، الشهرة. لأن أي مهرجان عربي بحاجة لفنان أغنياته مشهورة ومعروفة، ثانياً، طالما أن الفنان يحترم نفسه وجمهوره ويجتهد في شغله فهو يستحق أن يتواجد في مهرجانات عربية.

ــ كلمة "احترام الفن" فضفاضة جداً، ماذا تعني أنت بالفنان الذي يحترم نفسه؟

يجب أن يفهم في الموسيقى وإن لم يدرسها، أن يجتهد في البحث عن الكلمات والألحان، وأن تكون لديه خطوط حمراء.

ــ خطوط حمراء بمعنى؟

أنا مثلاً أرفض أي كلمة أو لحن أو تصوير من الممكن أن يعتبر إيحاءً مثيراً للغريزة وعلى الفتيات اللواتي سيظهرن معي أن يكنّ محتشمات.

ــ لكن الموديل التي ظهرت معك في أغنية "خلوني" لم تكن محتشمة كما تتحدّث أنت!

فكرة "الكليب" هي أنني سافرت إلى تركيا. وما ظهر في الكليب هو صورة عن تركيا وليس عن أفكاري أو أفكار المخرج، ومع ذلك لم تظهر معي فتيات عاريات.

 

ــ ماذا عن أغنية "طلع عاشق". هل أنت رومانسي لهذه الدرجة؟

هي فكرة كليب ولكن يجب أن تشبهني في النهاية. فهي قريبة من منصور كإنسان..إذا ما أحببت أن أتحوّل إلى شخص رومانسي.

منصور والمرأة

ــ أشعر بأنك تخجل وتخاف المرأة؟

هو احترام وليس خجلاً.

ــ ولنفترض أن امرأة أحبتك من طرف واحد وطلبت منك إعطاءها فرصة لتثبت أنها قادرة بأن تجعلك تبادلها هذا الحب، فهل تقبل؟

لا أعتقد. لا يوجد في الحب شيء يدعى تجربة، ثم أن مجتمعنا لا يتقبّل هذا النوع من التفاصيل التي ذكرت.

ــ بالعودة إلى الكليبات، حققت أغنية "لا حس ولا خبر" نجاحاً لافتاً في فترة زمنية قصيرة. هل تعتقد أن النجاح يعود للأغنية أم لفكرة التصوير. خاصة أنك تكرّر تجربتك مع ياسر الياسري للمرة الثالثة؟

 النجاح ينسب إلى الكلمة واللحن وفكرة التصوير. وتجربتي الأخيرة، كانت بعد أن اتفقت والمخرج ياسر على فكرة تشبه شخصيتي، أي أن فكرة الكليب هي التي تحدّد اسم المخرج الذي سأتعامل معه. ولكن بدافع التجديد لذلك لن أتعامل مع ياسر بأغنيتي القادمة.

ــ هل تابعت برنامج Arab idol؟

بشكل متقطع.

ــ هل تابعت ما حصل مع الفنانة أحلام؟

ما فعلوه بها لا أرضاه لنفسي.

ــ هل جرّبت أن تقول لها ذلك بنفسك؟

ليس لدي رقم هاتفها الشخصي.

ــ ماذا كنت قلت لها لو تواجد رقمها؟

كل ما سأقوله قيل لها، لكني من خلالكم أقول لها "لا تقذف إلا الشجرة المثمرة"، ولست من يعطي شهادته بفنانة مثل أحلام.

ــ ما رأيك بتوجه الفنانين والفنانات إلى لجان التحكيم. هل برأيك الفنانة أحلام أم يارا هما كفء لهذه المهمة؟

أنا لست في موقع تقييم للآخرين. لكل برنامج إدارة،وهي ارتأت أن وجود الفنان يعطي البرنامج ترويجاً أكثر، أضيفي إلى ذلك الفائدة المادية التي يكسبها الفنان من هذا التواجد.

ــ لو عرض عليك مليون دولار لتكون عضو لجنة تحكيم فنية هل كنت ستقبل؟

لا. فأنا أركز حالياً على تثبيت نفسي في الغناء. بدليل أنه عرض عليّ تقديم برنامج فني في مصر ورفضت، وعرض عليّ تمثيل مسلسل لرمضان القادم ورفضت.

ــ برأيك، هل الفنانة يارا تستطيع اليوم تقييم أصوات فنية؟

إدارة الشركة تجد أنها تستحق وتستطيع، وهم أدرى مني بهذه الإجابة.

 

 

ــ ماذا عن أحلام؟ ألا يتطلب الأمر دراسة وخبرة؟

لا أعلم إن كانت الفنانة أحلام قد درست الفن أو لا، لكن هي حتماً لديها الخبرة المطلوبة.

نانسي عجرم على طول

ــ إذا ما بحثت في سيارتك اليوم ما هي الألبومات التي سأجدها؟ وأي ألبوم كان الأكثر تردّداً "زمنياً"؟

ستجدين الكثير من الألبومات العربية والغربية باستثناء ألبومي لأنني لا أحب الاستماع لأغنياتي، وأكثرهم تردّداً في السيارة هو ألبوم نانسي عجرم وأكثر أغنية أعدت الاستماع إليها كانت "يا كثر" وقبل أن تصوّرها، ومن الفنانين الخليجيين ألبوم عبد المجيد عبدالله.

ــ من الفنان الذي اشتقت لسماع صوته اليوم وتنتظر جديده؟

اشتقت لسماع ألبوم ماجد المهندس وراشد الماجد وعبد المجيد عبدالله وفضل شاكر.

ــ لكنه اعتزل الغناء.

لا أعلم بأنه اعتزل الغناء كلياً كوني بعيداً عن السياسة.

ــ هل يطالب الفنان اليوم بالبقاء على الحياد لضمان جمهوره من المعارضة والمؤيدين في آن واحد؟

لا. إذا كانت القصة خسارة الناس أو ضمانهم فهي تصبح لعبة.

ــ هل أنت مع انهيار الأنظمة؟

أرفض الحديث في السياسة.

 دولة فنية خليجية

بعيداً عن السياسة، ابتكر كل من منصور وبلقيس دولة فنية خليجية رشحا لها رئيساً ونائبه والوزراء وإليكم كيف كانت تشكيلة الدولة:

منصور زايد:

الرئيس هو محمد عبده لأنه فنان العرب وله خبرته وحنكته الفنيتان، والنائب هو راشد الماجد لأنه يجمع ما بين الجيلين، وزير الخارجية هو حسين الجسمي لأنه الإماراتي الذي وصل بصوته للخارج، ووزير التجارة هو عبد المجيد عبدالله لأنه يعرف متى ينزل الألبوم ومن أين تؤكل الكتف فنياً، وزيرة الداخلية أحلام لأنها صاحبة شخصية قوية وتحافظ على اللون الإماراتي.

بلقيس:

الرئيس هو محمد عبده لأنه فنان العرب وليس الخليج فحسب، ولأنه وصل بنا من خلال بعض أعماله إلى العالمية، ومثال على ذلك أغنية "بعاد" التي ترجمت إلى لغات أخرى، أما نائب الرئيس فسيكون عبادي الجوهر لأنه صاحب فن متزن ومبدع بألحانه وخطه الفني الملتزم، وزير السياحة سيكون الفنان حسين الجسمي لأنه استطاع الخروج بنجاح من رقعة الخليج الجغرافية الفنية وغنى بجميع اللهجات واللغات، وصار اسمه معروفاً في الحارج ولأنه حقاً حبّب الكثيرين بفننا الخليجي، وزير التجارة هو الفنان رابح صقر صاحب الاختيارات الفنية الرائعة والمناسبة لجميع الأعمار والأذواق، وزير الداخلية منصب يتقاسمه كل من عبد المجيد عبدالله وراشد الماجد. فهما لا يتحدثان للإعلام كثيراً وقراراتهما الفنية تصيب كالسهام وتخترق وتنجح. ولأنهما محافظان بقوة على هوية الأغنية الخليجية وكلما أساء أحدهم لهذه الأغنية يردان "معلش. نحن هنا".

 

 

والدي

لعب والدي دوراً رئيسياً في صقل شخصيتي وموهبتي، ولن تستطيع كلماتي هذه أن توفيه حقه، صحيح أنني أرغب أن تكون لي كينونتي الفنية واسمي المستقل الخاص بي بعيداً عن خط والدي الفني، ولكن أحب أن أقدم على جميع الخطوات والقرارات الفنية بمباركته وإشرافه المباشر.