سيدتي تفتح ملف أزمة صناعة النجوم الشباب بالسعودية

رغم تواجد عدد كبير من الممثلين الشباب في الأعمال الدرامية السعودية والخليجية في رمضان الماضي، إلا أن هذا العدد ورغم كثرته لا يعبّر أبداً عن قدرة الفن السعودي على تفريخ مواهب شابة بالكمّ والكيف المطلوبين. «سيدتي» تفتح ملف هذه القضية في مواجهة ساخنة بين الممثلين وصنّاع الدراما والمنتجين والأكاديميين، للوقوف على السبب الحقيقي لأزمة صناعة النجوم بالسعودية:

 

الممثلون الشباب يواجهون

في البداية، أكّد الممثل الشاب تركي اليوسف أن هناك محاولات فردية قليلة لاكتشاف المواهب التمثيلية بالسعودية. وعبّر عن أسفه الشديد لعدم وجود أي أكاديميات فنية، وحمّل الأمر لوزارة التعليم العالي، ولكنه في الوقت ذاته ذهب إلى أنه على شركات الإنتاج الخاصة أن تنظّم ورش عمل لتدريب الفنانين الشباب، وكذلك القنوات الفضائية الكبرى مثل الـ mbc و«روتانا». وتابع: «ممّا لا شك فيه أن تدريب الممثلين الشباب سيعود بالفائدة الكبرى على شركات الإنتاج الخاصة ويخدم أعمالها الفنية. وأعتقد أن هذا الأمر، الأولى به هو القطاع الخاص وليس العام، فمع وجود الاحترافية في العمل الدرامي يجب أن يكون القطاع الخاص هو الفاعل الرئيسي في هذا الجانب».

- وقال الممثل مشعل المطيري: «تواجه المواهب السعودية في أغلب المجالات ولاسيما الفني منها صعوبات عدّة في طريقة تقديم نفسها وظهورها بصورة سليمة، والمثال يتجسّد من خلالي. فقد تخصّصت في الجامعة بدراسة الإخراج والتمثيل، حيث كنت طالباً في آخر عام في شعبة المسرح قبل أن تُحجب وتُغلق من دون أن نعرف الأسباب من جامعة الملك سعود بالرياض. بعدها، دخلت المجال الفني بصعوبة من خلال بعض الأعمال المسرحية والدرامية. ولذلك، أتمنى أن تدعم جمعية الثقافة والفنون المواهب الشابة بشكل قوي وفعلي».

- من جهته، شكر الممثل ماجد مطرب فواز الفنانين عبدالله السدحان وناصر القصبي لإعطائه مساحة كبيرة بمسلسلهما «طاش 17»، وشدّد على أن تعاملهما مع الممثلين الشباب كان راقياً جداً وبعيداً عن الغرور، وأكّد أن ناصر وعبدالله يدعمان الشباب دائماً. وأضاف: «أعتقد أن أغلب المنتجين السعوديين يخدمون شلّتهم ولا يخدمون المواهب الشابة الحقيقية».

- كما أعربت الممثلة ريماس منصور عن سعادتها بالعمل في مسلسلي «طاش» و«37»، وأكّدت أن أجواء التصوير اتّسمت بالحميمية، وخاصة مع تواضع النجمين ناصر القصبي وعبدالله السدحان مع الفنانين الشباب.


- من جهته، أشار الممثل نايف فايز إلى أنه يحسب للـ mbc وشركة «الهدف» والفن السعودي أنهم قدّموه وهو ممثل غير معروف على الساحة الفنية كبطل مطلق لمسلسل «37». وقال: «وثقت في «الهدف» وأعطتني الدور الرئيس في العمل بجزئه الأول وكذلك الثاني الذي يتمّ التحضير له حالياً».

- بينما أعرب المخرج الشاب سمير عارف عن سعادته بتجربة إخراج عدد من حلقات «طاش 17» وكذلك «37» بجزئيه. وأبدى إعجابه بطاقم العمل من الفنانين الشباب الذين شاركوا معه في العملين، ووجّه شكره العميق للنجمين ناصر القصبي وعبدالله السدحان على احتضانهما لموهبته وإعطائه الفرص العديدة.


نجوم التمثيل والإنتاج يوضحون



- عبّر النجم ناصر القصبي عن سعادته بإعطاء الفرصة للشباب في مسلسل «37» بجزءيه وكذلك «طاش 17» سواء في التمثيل أو الإخراج. وأوضح أن شركة «الهدف» ـ التي يديرها وصديقه الفنان عبدالله السدحان ـ قرّرت منذ البداية الاعتماد على الشباب وعلى أفكارهم خصوصاً وأن فريق العمل من الشباب يضمّ مواهب جيدة جداً. وأكّد ناصر أن اكتشاف المواهب من أولويات الشركة، وأشار إلى أن الفن السعودي في أمسّ الحاجة لإطلاق الكوادر الجديدة، كما نوّه إلى أن عملية اكتشاف المواهب الشابة في الفن السعودي ليست بالسهلة. وأضاف: «أعتقد أن البحث عن الوجوه الجديدة مسألة في غاية الأهمية وتتطلّب تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص».

- من جهته، شدّد النجم عبد الله السدحان على أن شركة «الهدف» دائماً ما تحاول اكتشاف المواهب، وأن بعض هؤلاء أصبحوا الآن نجوماً في الفن والإنتاج. واعتبر أن تجربتهم في إعطاء الفرصة للشباب في مسلسل «37» بجزئيه، تحتاج إليها الدراما السعودية. وقال: «الفن السعودي بالفعل بحاجة للمزيد من ضخّ الدماء الجديدة، ولكن هذه المواهب تفتقد للدعم من الجهات المسؤولة، ففي السابق كان يتمّ ذلك من خلال «الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون»، ولكن الآن لم تعد تؤدّي دورها، وكذلك المسرح، ويبقى الاعتماد فقط على المجهود الشخصي».

- أما النجم عبد الرحمن الخطيب، فقد طالب بوجود مسرح أهلي لتدريب المواهب الجديدة، وتمنّى أن تتبنّى وزارة الإعلام إنشاء أكاديمية خاصة لدراسة الفنون.



- بينما أكّد الممثل والمنتج عبدالله العامر أن الفن السعودي بحاجة كبيرة إلى ضخّ دماء جديدة في أعماله، وأوضح أن الشباب يمثّلون الركيزة الأساسية للعمل الفني، وأشار إلى أن هناك العديد من الشركات والجهات الخاصة التي تتبنّى المواهب، مثلما فعل في عدّة أعمال له ومنها «هوامير الصحراء» بجزءيه.

 

الدوائر الرسمية تردّ

- وحول رأيه في هذا الأمر والانتقادات التي وجّهها البعض للجهات الحكومية المنوط بها دعم واكتشاف المواهب السعودية الشابة، أكّد الدكتور محمد بن صالح الرصيص، مساعد رئيس «الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون» أن عدداً كبيراً من الشباب السعودي استفاد من الدورات والمحاضرات المجانية التي تنفّذها الجمعية سنوياً في مختلف فروعها بالسعودية، ومنها على سبيل المثال دورات إعداد الممثل وفن كتابة السيناريو. وأوضح أن الجمعية تقدّم سنوياً عدداً من المسرحيات التي تتعاون من خلالها مع نخبة من المسرحيين أصحاب الخبرة سواء في الإخراج أو التأليف وتمنح الفرص للكثير من الممثلين الشباب أصحاب الموهبة الحقيقية لإثبات أنفسهم من خلال تلك العروض.

وأشار الدكتور الرصيص إلى أن الجمعية تبذل ما في وسعها من أجل «تفريخ» عدد من المواهب السعودية الشابة في مختلف مجالات الفنون، وقال: «تهدف الجمعية إلى تأسيس وعي بقيم المسرح وتشجيع المواهب الشابة وتنمية مهاراتهم وإعطائهم الفرص المناسبة»، ولكنه شدّد على أن الأمر منوط بالعديد من الجهات العامة والشركات الخاصة وليس بالجمعية وحدها، وطالب بالتعاون بين العام والخاص في هذا الجانب.